زيارة مقتدي الصدر للسعودية بعيون أمريكية

الثلاثاء 01/أغسطس/2017 - 01:08 م
طباعة زيارة مقتدي الصدر
 
تواصلت ردود لأفعال حول زيارة  الزعيم الشيعي العراقي مقتدي الصدر الي السعودية، حيث اعتبر  مركز امريكي زيارة الصدر للرياض اعادة العراق الي محيطه العربية وضربة في مواجهة ايران.
واعتبر مركز دراسات أمريكي بارز، أن استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في الرياض هذا الأسبوع، يأتي في إطار سعيه لاحتواء النفوذ الإيراني المتزايد في العراق، وإعادة ذلك البلد إلى امتداده العربي.
وأشار معهد دراسات الشرق الأوسط في واشنطن، إلى أن زيارة مقتدى الصدر للمملكة العربية السعودية تعتبر أكثر أهمية من زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للرياض على أساس أن الصدر يمثل قطاعًا كبيرًا من الشيعة العراقيين، وأنه يعد خصمًا رئيسًا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي ترى السعودية أنه يمثل إيران في بغداد.
وأعرب عن اعتقاده في تقرير أصدره أمس الاثنين، بأن السعودية تسعى لإرسال رسائل للعراق بشأن الزعماء الذين تريد التعامل معهم خاصة مع بدء موسم الانتخابات هناك.
وقال التقرير: “الرياض وبغداد تسعيان لتحقيق تقارب، لأسباب محددة، إذ إن الأمير محمد بن سلمان يدرك أن النفوذ الإيراني في العراق، لن يتم إزالته كليًّا بل يجب احتواؤه.. كما أن بعض الزعماء الشيعة العراقيين يريدون انتهاج سياسة تعيد دور العراق الرئيس في السياسات العربية.”
وأضاف أن “الاستقرار في العراق يمكن تحقيقه من خلال المصالحات بين مختلف الفرقاء العراقيين، ويمكن تشجيع هذه المصالحات عبر كسر عزلة العراق في محيطها الخليجي العربي.. إلى جانب ذلك؛ فإن هذه المصالحات من شأنها إضعاف ارتباط العراق بإيران، لكن يجب أن يكون هناك فعل وليس كلاما فقط مثل قيام السعودية بالمساهمة في تمويل إعادة الإعمار في العراق، وهو من شأنه أيضًا ان يقوي النفوذ السياسي الذي تسعى الرياض إلى تحقيقه في العراق.”
وصل إلى مدينة جدة الأحد 30يوليو2017 الزعيم الشيعي العراقي «مقتدى الصدر»، بعد تلقيه دعوة رسمية لزيارة السعودية، وكان في استقباله لدى وصوله السفير «ثامر السبهان» وزير الدولة لشؤون الخليج العربي.
وفي سياق متصل، رحبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة مقتدى الصدرللسعودية، فيما اعتبر مجموعة من الخبراء “هذه الزيارة للصدر تطورًا هامًا للاستقرار الإقليمي ومواجهة المشاريع التوسعية الإيرانية”.
وتعليقًا على الزيارة، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن “المملكة العربية السعودية والعراق شريكان قويان للولايات المتحدة”، و “نحن نرحب بعلاقات قوية بين البلدين، ونواصل دعم جهودهم وتواصلهم في هذا الصدد” .
ومنذ عام 2003، دفعت إدارات الولايات المتحدة المتعاقبة إلى مزيد من المشاركة السعودية مع العراق الجديد، وشهد الشهران الماضيان ثلاث زيارات عراقية رفيعة المستوى إلى السعودية – من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الداخلية قاسم العراجي، و الآن مقتدى الصدر.
وعلق جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا على زيارة الصدر إلى السعودية، واصفًا إياها بأن “لها أهمية كبيرة”.
وقال جيفري، وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “من المهم جدًّا، وعلامة على أن السعوديين يدركون أهم حقيقة عن الشرق الأوسط، هو أن إيران في مسيرة، لم تتوقف” .
وبين جيفري أن “اجتماع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مع ولي العهد السعودي يؤكد إدراك الرياض أن هذا ليس نضالاً سنيًا مقابل شيعة، وأن المشكلة ليست في أديان الناس، ولكن هذا التوسع في نظام الدولة في إيران باستخدام وسائل غير متكافئة لبناء الميليشيات وأنظمة تقويض”.
وقال الدبلوماسي الأمريكي “أستطيع أن أؤكد بأنه عندما كنت في العراق، كانت جماعة الصدر تعتبر من قبل العرب السنة أكثر الميليشيات الشيعية معقولية”، مضيفًا أن لقاءه مع ولي العهد “يعزز دور المملكة العربية السعودية في العراق، ويعزز مصداقية الصدر في المنطقة”.
وقال السيد جيفري، “ليس فقط من قبل السعودية ولكن أيضًا من قبل الإدارة الأمريكية التي لا تزال تحاول معرفة سياستها بشأن إيران”.
ويتزعم السياسي البارز ما يعرف بالتيار الصدري في العراق، والذي يشغل 34 مقعداً في مجلس النواب، فضلاً عن فصيل جناح مسلح يحمل اسم (سرايا السلام)، وهو واحد من فصائل الحشد الشعبي الشيعي الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
يُذكر أن السعودية فتحت سفارتها في بغداد عام 2015 بعد نحو ربع قرن من إغلاقها إثر غزو القوات العراقية للكويت عام 1990.
وعلى خلفية انتقادات وجهها السفير السعودي السابق في بغداد، «ثامر السبهان»، لقوات «الحشد الشعبي»، وما اعتبره «انتهاكات» تستهدف سنة العراق على يد تلك القوات، عادت العلاقات للتوتر بين البلدين؛ حيث طلبت بغداد استبدال «السبهان».

شارك