الفاتيكان يذكر العالم بمرور 4 سنوات علي خطف الاب "باول "من سوريا

الثلاثاء 01/أغسطس/2017 - 01:39 م
طباعة الفاتيكان يذكر العالم
 
نشرت اذاعة الفاتيكان تقريرا بمناسبة مرور 4 سنوات على اختطاف الراهب  اليسوعي الإيطالي في سورية الأب باول دالوليو الذي فُقد في مدينة الرقة في التاسع والعشرين من  يوليو من العام 2013، عبرت المؤسسات الرسمية الإيطالية عن تضامنها مع الكاهن المختطف وعن أملها بأن يتم الإفراج عنه قريبا كي يعود سالما إلى بلاده.
وذكر التقرير ان رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا كتب أن مرور الزمن لن يخفف من الرغبة في البحث عن الحقيقة بشأن مصير الكاهن اليسوعي. أما رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني فعبر عن "تمسكه في الأمل" على الرغم من مرور أربع سنوات على اختطاف دالوليو وذلك من خلال تغريدة نشرها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. من جانبها شددت رئيسة مجلس النواب الإيطالي لاورا بولدريني على أهمية أن نتذكر التزام هذا الكاهن اليسوعي لصالح السلام مشيرة في الوقت نفسه إلى ضرورة عدم فقدان الأمل في إطلاق سراحه.
وأجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع شقيقة الكاهن المختطف السيدة إيماكولاتا دالوليو التي عبّرت عن مشاعر الحزن والقلق التي ما تزال تعيشها أسرته، مشيرة إلى أن الصمت التام ما يزال يكتنف هذه القضية وذلك على الرغم من الأنباء والشائعات الكثيرة التي توالت خلال الأعوام الأربعة المنصرمة. وقالت إن هذا الصمت يحث العائلة على المطالبة بمعرفة الحقيقة وهي الدرب الوحيدة المؤدية إلى تحقيق العدالة وتخطي هذه المرحلة الصعبة مع أن الصمت ـ تابعت تقول ـ يحمل في طياته بعض الأمل على الرغم من كل المخاطر الموجودة.
وكانت عائلة دالوليو قد نظمت مساء التاسع والعشرين من الجاري قداسا في رعية القديس يوسف بحي نومينتانا بروما ورُفعت خلال الاحتفال الديني الصلوات على نية باولو دالوليو وعلى نية جميع الأشخاص المختطفين في سورية والذين يشاركونه مصيره. وقالت بهذا الصدد السيدة إيماكولاتا دالوليو إن الهدف من هذا القداس يتمثل في تسليط الضوء على السياق السوري أيضا وعلى ضرورة أن يعود السلام في القريب العاجل إلى سورية والعراق. واعتبرت أن هذا السلام ممكن على الرغم من الأخطاء المرتكبة شرط أن نعرف كي ننظر أبعد من الواقع ونسير على خطى الكاهن باولو الذي أوكل نفسه بالكامل إلى الله.
وتابعت السيدة إيماكولاتا حديثها لإذاعة الفاتيكان متحدثة عن فضائل باولو دالوليو وقالت إن شقيقها كان يتمتع بمواهب خاصة وكان قادرا على الدخول في علاقة مع الآخر، والتواصل مع أعماق الإنسان. ولفتت إلى أن باولو تمكن أيضا من إقامة علاقات هامة جدا مع المسلمين في سورية التي خدم فيها طيلة ثلاثين عاما، مشيرة في هذا السياق إلى كلمات ومشاعر التضامن التي حصلت عليها عائلة الكاهن المختطف من قبل أشخاص عرفوه وترك أثرا في حياتهم. ولم تخلُ كلمة شقيقة باولو دالوليو من الإشارة إلى النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس لسنتين خلتا من أجل إطلاق سراح الكاهن المختطف مشيرة إلى أن مبادرة البابا ومبادرات الأشخاص الآخرين تُظهر أن باولو لم يقف بمفرده في وجه الحرب وهي أيضا تعبير عن نتائج بذور الحوار التي زرعها.
من هو 
'الأب باولو دالوليو' (بالإيطالية: Paolo Dall'Oglio) (مواليد 17 نوفمبر 1954) هو كاهن يسوعي إيطالي وناشط سلام تم نفيه من سوريا عام 2012 من قِبل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بسبب لقائه مع أعضاء من المعارضة السورية وانتقاد أفعال نظام الأسد أثناء الثورة السورية.
تم اختطافه من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام في 29 يوليو 2013.
قبل اختطافه، كان قد خدم لثلاثة عقود في دير مار موسى الحبشي، وهو معبد يعود للقرن السادس ويقع 80 كيلومتراً شمال دمشق. يذكر للأب باولو دالوليو إعادة إعمار دير مار موسى وإعادة استثماره كمركز لحوار الأديان.
سيرة حياته
عام 1975، انضم الأب باولو دالوليو إلى المجمع اليسوعي. وقضى فترة ترسيمه في إيطاليا قبل التحاقه بالجامعة لدراسة اللغة العربية في بيروت في لبنان، والدراسات الإسلامية في دمشق في سوريا.
عام 1982، استكشف الأب باولو دالوليو دير مار موسى الحبشي الذي يقدر عمره بالقرن السادس، وكان قد تم هجره منذ القرن التاسع عشر.
عام 1984، تم ترسيم الأب باولو دالوليو كاهناً في الكنيسة السريانية الكاثوليكية. في نفس العام، حصل على درجة جامعية في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من "جامعة نابلس الشرقية" وأخرى في اللاهوت الكاثوليكي من "جامعة جريجوريان البابوية".
عام 1986، حصل على درجة ماجستير في "علم التبشير" من "جامعة جريجوريان البابوية".
عام 1989، حصل على درجة الدكتوراه من "جامعة جريجوريان البابوية"، وقدم رسالة الدكتوراه بعنوان "عن الأمل في الإسلام"
عام 1992، أسس "مجتمع الخليل" (الاسم الثنائي القرآني والإنجيلي للنبي ابراهيم) كمجمع مسكوني ورهباني، وخصصه للحوار الإسلامي-المسيحي وأخذ مكانه في" دير مار موسى الحبشي".
عام 2009، حصل على الدكتوراه الشرفية الثنائية من "جامعة دي لوفين الكاثوليكية".
ساهم الأب باولو بشكل دوري في مجلة "بوبولي"، وهي المجلة الدولية لليسوعيين الإيطاليين التي تم تأسيسيها سنة 1915.
دوره في الثورة السورية
عام 2011، كتب الأب باولو دالوليو مقالة تطالب بالإنتقال الديموقراطي السلمي في سوريا، بناءً على ما سمّاه "الديموقراطية بالإجماع". قابل الأب باولو أيضاً ناشطين من المعارضة وشارك في جنازة صانع الأفلام المسيحي ذي ال28 عاماً "باسل شحادة"، الذي كان قد قتل في حمص في قصف من قبل نظام بشار الأسد. استجاب نظام بشار الأسد بشكل عنيف وأصدر أمراً بنفي الأب باولو، الذي تجاهله الأب لعدة شهور مستمراً بالعيش في سوريا. لكن بعد أن أصدر الأب باولو رسالة مفتوحة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة كوفي عنان في أيار2012، أطاع الأب باولو أسقفه الذي ترجاه لمغادرة البلاد. غادر الأب باولو سورية في 12 تموز 2012، وانضم في المنفى إلى دير مريم العذراء المؤسس حديثاً في السليمانية في كردستان العراق.
في تشرين الأول 2012، تم منح الأب باولو دالوليو جائزة السلام من قبل منطقة لومباردي الإيطالية، وهي جائزة مخصصة لأشخاص قاموا بأعمال غير عادية في مجال بناء السلام.
في أواخر شهر تموز 2013، دخل الأب باولو دالوليو إلى الرقة التي كانت تحت سيطرة المتمردين السوريين، لكن تم خطفه بعدها من قبل مليشيات الدولة الإسلامية في العراق والشام في 29 تموز 2013.
تقول مصادر معارضة في الرقة أن الأب باولو دالوليو تم إعدامه من قبل التنظيم المتطرف وتم رمي جثته في حفرة في مدينة الرقة تسمى الحوتة حيث كان يرمى بجثث الجنود الموالين للأسد. لم يتم التأكد من هذه الادعاءات بعد.

شارك