الروهينجا.. تناقضات محاربة الإرهاب!!
الأحد 10/سبتمبر/2017 - 05:37 م
طباعة
أدان شيخ الأزهر في بيان له مساء أول أمس الجمعة ما يحدث في ميانمار كغيره من المثقفين والشخصيات العامة التي لا تعرف حقيقة ما يحدث هناك، فما زالت العاطفة الدينية وربما أيضا المواقف السياسية هي المتحكم في ما يقوله الدين هنا أو هناك، فكما خرجت الأصوات من داخل المؤسسة الدينية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي تبشر بأسامة بن لادن ومن معه في حركة طالبان وتنظيم القاعدة واطلاق عليهم لقب "المجاهدين الأفغان" في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي، وجمع التوقيعات والاموال بمباركة السعودية والبيت الأبيض، يتم هذا الآن مع الوريث الجديد لتنظيمي القاعدة وداعش لضرب القوة الصينية والسيطرة على موارد شرق اسيا وايضا بمباركة المؤسسة الدينية والسعودية والبيت الأبيض ما جعلنا نقول ما أشبه الليلة بالبارحة.
في هذا التقرير نحاول فقط طرح بعض الأسئلة على بيان شيخ الأزهر الذي يتميز بسيطرة العاطفة الدينية وتبني وجهة النظر الأمريكية والدفاع عنها فقد أعلن شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر سيقود تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف المجازر وأعمال الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينجا الذين يتعرضون لهجمات وحشية بربرية لم تعرفها البشرية من قبل وسوف تسطر سِجلًّا من العار في تاريخ ميانمار لا يمحوه الزمن.
وهنا يتبادر الى الذهن أول سؤال لشيخ الأزهر: هل ما يحدث في اليمن على ايدي آل سعود ليس مجازر وأعمال ابادة جماعية ضد مسلمين، أليس ما يحدث في اليمن عار على جبين الانسانية؟
ثم لماذا لم يصدر من الأزهر حتى الأن بيان واحد يدين ما يحدث في اليمن، ناهيك عن ما يحدث في سوريا والصومال وغيرها؟
"كما أكد شيخ الأزهر أن مثل هذه الجرائم تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب التي تعاني منها الإنسانية جمعاء وأن الأزهر الشريف لا يُمكنه أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللإنسانية، معتبرا ما يتعرَّض له مسلمو الروهينجا أسلوب الوحوش في الغابات."
وماذا عن موقف الأزهر الشريف وشيخه من تهجير الأقباط في مصر ومنعهم من الصلاة في كنائسهم بحجة انهم لم يستخرجوا تصريحا للصلاة من الدولة.. أليس هذا هو الذي يدعو للتطرف والارهاب ويؤكد على اننا في دولة اقصائية تزرع الفتنة الطائفية بدلا من القضاء عليها بموافقة الأزهر وشيخه ولو بالصمت على ما يحدث؟
وانتقد شيخ الأزهر القيادات الدينية بميانمار، وقال:" إنها ضربت بجهود الأزهر عرض الحائط، وتحالفت مع متطرفين مِن جيش الدولة المسلَّح للقيام بعمليات الإبادة ضد المسلمين".
فأي جهود هذه الذي يتحدث عليها شيخ الأزهر وكل ما قام بعمله شيخ الأزهر والمؤسسة الدينية مجموعة من المؤتمرات في قاعات مكيفة وتقديم ورقات بحثية منتهية الصلاحية، مقابل مكافئات مالية وشغل ساعات في القنوات الفضائية والسوشيال ميديا بغض النظر عن فعالية هذه المؤتمرات ونفعها للواقع المعيش.
"وأطلق شيخ الأزهر "صرخة إنسانية" مدوية للمطالبة بوقف سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين، معربا عن أسفه للموقف المتناقض لمن يحمل جائزة نُوبل للسلام بإحدى يديه، في إشارة إلى رئيسة الوزراء أونج سان سو كى، ويبارك باليد الأخرى الجرائم التي تضع "السلام" في مهب الريح."
وهنا السؤال المهم لشيخ الأزهر الذي لا يعرف عن حقيقة الصراع في ميانمار شيء اذا أحسنا الظن به، فرئيسة وزراء ميانمار تحارب التطرف والارهاب الذي تحاربه الدولة المصرية فان كانت مصر بقياداتها السياسية في محاربتها لولاية سيناء وحسم وكتائب حلوان والاخوان تتخذ موقف عنصري من هذه الجماعات، نتفق في هذه الحالة مع شيخ الأزهر بان رئيسة وزراء ميانمار تقوم بالتمييز العنصري والديني تجاه حركة "يقين" الممولة من السعودية والتي تحمل السلاح في مواجهة الدولة كجماعة الاخوان في مصر.
حركة يقين التي لا يعرفها شيخ الأزهر او يدعي عدم معرفتها هو مجلس حكماء المسلمين هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين تنتشر انتشارا كبيرا في آسيا ويلعبون دورا انفصاليا تؤيدهم تركيا وقطر وبها أعضاء من جماعة " التبليغ " الموجودة في باكستان المرتبطة ايضا بالمملكة السعودية، أوردت مجموعة الازمات الدولية اثر إجرائها أول تحقيق مستقل حول أعمال العنف التي شهدتها ولاية راخين في شمال بورما أن الهجمات نفذتها مجموعة “حركة اليقين” المرتبطة بالسعودية.
وجاء في التقرير أن “ظهور هذه المجموعة المنظمة والممولة بشكل جيد على ما يبدو سيبدل الوضع بالنسبة للحكومة البورمية التي تجد نفسها في مواجهة تحديات متشعبة.
بدأت أضواء الإعلام الأمريكي تلاحق الكتيبة العسكرية التي تمثل المقاومة بالنسبة لمسلمي الروهينجا في بورما حيث ظهر شريط إعلامي مسجل لصالح محطة سي إن إن يلتقي بقادة ما يطلق عليه "المقاومة لهذه الأقلية المضطهدة" وظهرت “حركة اليقين” في 2012 وعمدت الى تجنيد وتدريب مقاتلين على مدى سنوات في بنجلاديش وفي شمال ولاية راخين في بورما. وذكرت مجموعة الأزمات الدولية التي التقت عددا من عناصر الحركة، أن زعيمها هو " عطاء الله " وهو من الروهينجا ولد في باكستان وهاجر الى السعودية، ويظهر في عدة مقاطع فيديو نشرت بعد الهجمات.
وأضافت أنه قضى عامين على الاقل يدرب مئات المجندين على حرب الشوارع واستخدام المتفجرات، وهو مدعوم بعشرين من الروهينجا يملكون
خبرة قتالية في مناطق نزاعات في العالم، ومفتي مدرب في السعودية. ولم يصدر اي تعليق فوري من السفارة السعودية في رانجون على هذا التقرير
هذه الجماعة المسلحة والمدربة عسكريا بمباركة سعودية أمريكية امتداد لجماعة الاخوان المسلمين التي من المفترض ان يحارها الأزهر في مصر هي نفسها الذي يطلق الخطب العصماء للإشادة بها والدفاع عنها في ميانمار وهنا يتبين ان التناقض في المواقف من نصيب شيخ الأزهر وليس من نصيب رئيسة وزراء ميانمار.