"الحشد الشعبي" عصا إيران الغليظة لمنع استفتاء الأكراد
الأحد 10/سبتمبر/2017 - 06:51 م
طباعة
قبل أيام من عقد استفتاء شعبي يحدد مصير إقليم كردستان العراق، دخلت ميليشيات "الحشد الشعبي" على خط الأزمة، حيث حذر الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، من اجراء استفتاء استقلال إقليم كوردستان، مشيراً إلى أن التقسيم سيؤدي إلى حرب أهلية .
وترفض حكومة العبادي الاستفتاء، كما ترفض قوى إقليمية الاستفتاء مثل تركيا وإيران، كما أن العديد من القوى الدولية مثل أمريكا وروسيا موقفها غير واضح من الخطوة التي يسعى الأكراد إلى عقدها في 25 سبتمبر الجاري.
وهددت تركيا وإيران بعدم السماح للأكراد بتنفيذ تلك الخطوة، وقام وزير الدفاع التركي بزيارة اعتبرها مراقبون الأولى منذ عقود إلى إيران، وبحث خلالها مع نظيره الإيراني التعاون المشترك وتنسيق المواقف بشأنه إقليم كردستان.
وربما لجأت إيران إلى ميليشا "الحشد الشعبي" العراقية الموالية لها، لإفشال مخطط الأكراد الرامي للاستفتاء بإقليم كردستان، وهو ما عكسته تصريحات العامري، وقال خلال كلمة له في تجمع اقيم بمنطقة التاجي شمالي بغداد إن "الخلافَ على موضوع الاراضي قائم لا محال، والتقسيم سيؤدي إلى حربٍ اهلية وسنختلفُ فيما بيننا على الغرفةِ الواحدة وليس على الاراضي فقط".
وأضاف بالقول: "لا اقليم ولا تقسيم وأن العراق سيبقى موحداً عزيزاً قوياً مقتدراً لاننا نؤمن بأن التقسيم سؤدي إلى الحرب الأهلية". متسائلاً: أين هي حدود المناطق الشيعية أو السنية أو الكورد؟، كما شدد أمين عام منظمة "بدر"، هادي العامري اِن الحكمَ في العراق لا يمكن أن يكون لمكون واحد حتى لو حصلَ هذا المكون على الاغلبية في الانتخابات. وأِن الحكمَ في العراق لن يعود للسنةِ وأنهم إذا ارادوا ان يكون الحكم دكتاتوريا فسيكون بيدنا ايضا .
وفي أول تحرك ميداني على الأرض، قامت ميليشيا الحشد الشعبي، بإزالة أعلام كردستان العراق بالقوة في إحدى بلدات محافظة ديالى، واقتحم مسلحو الحشد الشعبي، مبنى بلدية مندلي، وهددوا بمنع مشاركة سكان البلدة في استفتاء كردستان.
أما الناطق العسكري لـ "كتائب الإمام علي"، التابعة لـ"الحشد"، الملقب (أبو عزرائيل)، قال إنه لن يتم السماح بإجراء استفتاء كردستان في كركوك، حتى لو نزفت جميع دماء العراقيين، مؤكداً أن لديه تعليمات واضحة بهذا الشأن.
وأشار، في مقطع فيديو له تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن رتلاً واحداً يدخل الى كركوك كافٍ لطرد الأكراد ممن يريدون الاستفتاء منها، وأن أغلب أهالي كركوك هم من العرب، والثلث من التركمان، لافتاً إلى أنه حتى لو نزفت دماء العراقيين كلها، فإننا لن نعطي كركوك، ولا يهمنا الاستفتاء، وتساءل "هل يريدون أن يصبــــحوا دولـــة اسرائيلية في العراق، ليقسموه هو وسوريا".
من جانبه، قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إن هناك ضغوطات كبيرة لتأجيل استفتاء استقلال كردستان إلا أننا مصرون على إجرائه في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، مشيراً إلى أن بغداد لا تقبل الشراكة الحقيقية.
وأضاف، خلال لقائه مجموعة من الفنانين والصحافيين والكتّاب في أربيل "منذ 10 سنوات نطالب بحقوق قوات البيشمركه إلا أنهم لم يرسلوا طلقة واحدة لها". وتابع: "في غضون ساعتين أقروا قانونا خاصا بالحشد الشعبي وتم تأمين المبالغ المالية والسلاح له"، واعتبر أن "المذهبية هي التي تحكم في العراق وللأسف لا توجد شراكة حقيقية في العراق، لذلك اتخذ شعب كردستان قراره بشأن الاستفتاء".
وتحدث رئيس إقليم كردستان عن استفتاء استقلال كردستان، وقال إن "قرار إجراء الاستفتاء لا يخالف القوانين الدولية"، وأنه منذ 2008 يتحدثون مع الشعب الكردي بلغة التهديدات والهجوم"، موضحاً أن "بغداد لم تنفذ أي اتفاق مع الكرد"، ولفت إلى أن "الحشد الشعبي يهدد الشعب الكردي بشكل يومي".