"دولة الفقيه ومعضلة المؤسسية الحزبية في إيــــران" دراسة تكشف مستقبل نظام خامنئي

الأربعاء 27/سبتمبر/2017 - 04:51 م
طباعة  دولة الفقيه ومعضلة
 
كشفت دراسية جديدة عن الصراع السياسي  داخل بنية النظام الايراني، والتي تشكل خريطة القوي داخل جمهورية الخميني.
وتحت عنوان" دولة الفقيه ومعضلة المؤسسية الحزبية في إيران" للباحث محمد بشندي، وصادرة عن مركز الخليج للدراسات الايرانية، يكشف عن العملية التنافسية داخل النظام السياسى الإيرانى كما لو كانت آلية لتبادل الأدوار بين تيارين ليس بينهما خلاف على ثوابت الثورة ومبادئها أو بمعنى أدق منافسة مغلقة بين الموالين لذات المبادئ، ولعل هذا يعزز وجهة نظر البعض من أن أربعة عقود من ديناميات التنافس السياسى لم يكن لها تأثير على أي من السياسات الداخلية أو الخارجية الإيرانية.
ويضيف هذا الواقع يدفع باتجاه استكشاف طبيعة الخلل داخل البنية الحزبية المدعوة للمنافسة على السلطة والمعنية بالأساس بتمثيل وتجميع المصالح وتعبئة المواطنين وصياغة السياسات العامة وإظهار الكوادر وتنظيم الحكومة والمشاركة فيها، وإذا كان من الواضح ابتداءا أن هناك خلل في ما يتعلق بدرجة مؤسسية تلك الأحزاب فلا شك أن فاعليتها وفاعلية النظام السياسى تظل محل شك.
واشار الي ان نظام جمهورية الخميني، الذي ارتكز علي نظرية ولاية الفقيه، علي ثلاث ركائز اسياسية هي ركيزة دينية وتتمثل في المرشد الأعلي ورجال الحوزة الدينية"المراجع" وثانيها ركيزة امنية تتجلي في الحرس الثوري واجهزة الأمن الايرانية .
أما الركيزة الثالثة لبنية جمهورية الخميني في ركيزة سياسية تتجسد في المؤسسات السياسية المنتخبة، وهي الحلقة الاضعف من حيث مساحة التأثير في صنع القرار السياسي، بعكس الاجهزة غير المنتخبة.
وحول العمل الحزبي في ايران، تقول الدراسة، انها تتوزع علي ثلاث تيارات ايضا، الأولي "فصيل إيران الثورة" وهو يسعي لتأكيد اولية الثورة علي ما عداها وفي داخل هذا التيار تجمعات متشددة وأصولية شيعية أهمها الاصولية المتحدة، "خط الإمام" وتحصل تلك القوي علي تأييد المرشد والحرس الثوري والمؤسسات الدينية التي تتمتع بنفوذ سياسي ومالي كبير والتي تمولها من ايرادات "الأخماس" التي يحصل عليعا الفقهاء المقلدون ووكلاء الولي الفقيه.
والتيار الثاني هو "تيار ايران الدول"، وهو التيار الذي يري أن الأولية في عملية تطوير النظام والدولة وتوسيع نطاق التنمية وفك العزلة السياسية والاقتصادية والانفتاح علي العالم الخارجي، ويوقد هذا التيار رموز التيار الاصلاحي مثل الرئيس الايراني حسن روحاني وكوكبة من السياسيين ورجال الدين الأكثر انفتاحا في مقدمتهم حسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الخميني.
والتيار الثالث هو "القوي الاصلاحية التي ترفع شعار التعددية والحريات"، وهي القوي المحركة لما يسمي "الثورة الخضراء"، التي تكونت واتسعت خلال حكم الرئيس الايراني المتشدد احمدي نجاد، وهي تضم جماعات من المثقفين والفنانيين والطلبة والجماعات ليبرالية صغيرة، ويقودهم مير حسين موسوي.
واختم الدراسية علي أن يمكن القوي ان الضغوط السلطوية من المؤسسات غير المنتخبة، وغياب مؤسسات النظام الحزبي ومؤسسية السياسية، فان فرص التغيير في ايران ليست مستحيلة، بالنظر الي التطور المجتمعي اللافت الذي يضمن استمراره ووجود أساس متين لتنمية سياسية مطردة سوف تزداد وتيرتها بشرط تطور المجتمع المدني عموما وماسسة الأحزاب السياسية علي وجه الخصوص.

شارك