التعليم ممنوع والقتل مباح .. بوكو حرام تغلق 57 % من المدارس في نيجيريا
الثلاثاء 03/أكتوبر/2017 - 04:13 م
طباعة
اكد بيان صادر عن الامم المتحدة علي ان أكثر من نصف المدارس مغلقا في ولاية بورنو بنيجيريا، وهي مركز أزمة بوكو حرام في شمال شرق البلاد. ويحتاج 3 ملايين طفل لدعم تعليمي في حالات الطوارئ مع بداية العام الدراسي الجديد.
وقد أدت الأزمة الناجمة عن تمرد بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا، إلى إغلاق أكثر من 57 في المائة من المدارس في بورنو، الولاية الأكثر تضررا.
ومنذ عام 2009، قتل في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد أكثر من 295 2 مدرسا وشرد 000 19 معلم. وقد دمر ما يقرب من 400 1 مدرسة، لا يستطيع معظمها استئناف العمل بسبب أضرار جسيمة لحقت بها أو بسبب وجودها في مناطق لا تزال غير آمنة.
وقد التقى نائب المدير التنفيذي لليونيسيف، جاستن فورسيث، بمايدوغوري، عاصمة الولاية وأكبر مدنها، بالأسر والأطفال المتضررين من النزاع الذين أخبروه عن خوفهم من العيش في ظل بوكو حرام والظروف القاسية التي يعيشون فيها: "هنا في ولاية بورنو، دمر أكثر من نصف المدارس في النزاع. قتل الآلاف من المعلمين. لذلك علينا مساعدة الأطفال على العودة إلى التعلم، والعودة إلى المدرسة. هذا الأمر مهم مثل أهمية العمل على إنقاذ الحياة الذي نقوم به في مجال الصحة ومعالجة سوء التغذية".
وفي الولایات الثلاث الأکثر تضررا في شمال شرق نیجیریا، قامت الیونیسف وشرکاؤها بإعادة ما یقرب من 750،000 طفل إلى المدرسة ھذا العام، وإنشاء أکثر من 350 مساحة تعلیمیة مؤقتة، وتوزیع ما یقرب من 94،000 مجموعة من المواد التعلیمیة التي من شأنھا أن تساعد الأطفال علی الحصول علی التعلیم.
وحتى الآن، شرد ما يقرب من مليون طفل بسبب الأزمة، ومن المتوقع أن يعاني 000 450 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام. وقد أدى استخدام الأطفال كقنابل بشرية - ما يقرب من 100 قنبلة حتى الآن هذا العام - إلى نشوء مناخ من انعدام الثقة بين المجتمعات في شمال شرق نيجيريا. كما تسبب تفشي وباء الكوليرا في إصابة أكثر من 3900 شخص، بمن فيهم أكثر من 2،450 طفلا.
وفي سياق متصل اعترف جهادي سابق علنا بالجرائم الوحشية التي ارتكبها. والجهادي يدعي "بانا عُمر" يبلغ من العمر 30 عاما، هو إرهابي سابق كان ينتمي إلى جماعة بوكو حرام الإسلامية المسلّحة والتي تُرهِب شمال نيجيريا والكاميرون منذ 7 سنوات، تمّ تجنيده قبل 3 سنوات. كان يريد الانضمام إليها لقتل “الكفار” أي المسيحيين. وفي أحد الأيام، وهو يسمع المذياع، صعِق هذا الإرهابي بفظاعة الأعمال التي ارتكبها، وقرر ترك الجماعة. وأعرب عن أسفه بهذه الكلمات: “علمت بأنّ كلّ ما كُنا نقوم به هو جحيم، كُنا نقتل. كُنا نسرق. كُنا نسلب ممتلكات الناس بحجّة الدين. وأخيرا، غادرت هذه الجماعة”.
أوقع إرهاب بوكو حرام العديد من القتلى؛ وخلّفت هذه المجموعة وراءها الأرامل والأيتام المشردين والصدّمات النفسية. فمنذ نيسان 2017، قتلت 380 مدنيا، بحسب تقرير نشرته منظمة العفو الدولية. ووفق اليونيسف، شنّت الجماعة أكثر ب4 مرات هجمات شملت أطفالا في شمال شرق نيجيريا هذا العام مما كانت عليه في العام 2016.
إنّ توبة هذا الجهادي السابق – كما توبة مسلحين آخرين- هي تشجيع للمجتمع المسيحي الذي يُعاني منذ عقود من هذا الوضع السيء في البلاد. فلِما لا نخطو الخظوة الأهم والتحدي الأكبر وهو: الغفران! إذ يقول الإنجيل: “أحبوا أعداءكم” وصلّوا لأجلهم.
ويُعتبر المسيحيون هدفا محددا لبوكو حرام في نيجيريا، لا سيما في ولاية بورنو حيث خطف الجهاديون 276 طالبة من المنطقة المسيحية شيبوك العام 2014. وتمّ إطلاق سراح حوالي المئة منهنّ بين العامين 2016 و2017. على مدى الست سنوات الماضية، هاجم متمرّدو بوكو حرام كنائس عدّة وأماكن مسيحية في شمال البلاد.
على العموم، إنّ وضع المسيحيين في الأراضي النيجيرية في تدهور مُستمر. وقد استنكر مؤخرا أساقفة مقاطعة كادونا الكنسية عدم اكتراث الحكومة الاتحادية. وبحسب تقرير لمنظمة أوبن دورز” الأبواب المفتوحة”، تحتل نيجيريا المرتبة الثانية عشرة في العالم حيث المسيحيين هم الأكثر اضطهادا.