البابا فرنسيس يلتقي بطاركة الشرق ويقرر انشاء ايبراشتين بالهند

الأربعاء 11/أكتوبر/2017 - 02:37 م
طباعة البابا فرنسيس يلتقي
 
استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر بالفاتيكان بطاركة الكنائس الشرقيّة ورؤساء الأساقفة وقالت اذاعة الفاتيكان  وجّه البابا كلمة رحّب بها بضيوفه وقال يسعدني أن أكون معكم لنتقاسم أفراح وآلام المؤمنين الموكلين إلى عنايتكم الراعويّة.
تابع الأب الأقدس يقول تظهر العناية تجاه جميع الكنائس من خلال الشركة الهرميّة مع أسقف روما، خليفة القديس بطرس. إن أسقف روما هو أساس الخدمة البطرسيّة التي هي خدمة رئاسة للمحبة وفي المحبة. وأنا مقتنع أنّه ينبغي إعطاء دفع وقيمة للرابط الذي يجمع، في الكنيسة، المجمعيّة الأسقفيّة بأوّليّة بطرس من أجل القيام بـ "الخدمة الأوليّة": خدمة خدام الله.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول من بين مهام خليفة بطرس، تمامًا كما كان الأمر في اختيار متيّا الرسول، مهمّة تأمين أساقفة صالحين للكنائس الخاصة المنتشرة في العالم. وبالتالي أطلب منكم ومن سينودساتكم التعاون في هذه الخدمة المهمّة في سبيل تحديد أشخاص ملائمين لهذه الخدمة.  
   وفي سياق متصل قرر البابا فرنسيس إنشاء أبرشيتَين جديدتَين تابعتَين لكنيسة السريان المالانبار بالهند، وعيّن عليهما أسقفَين جديدَين كما قرر توسيع نطاق الأبرشيتين الأخريين القائمتَين أصلا. وقد ترافق هذا الإجراء مع رسالة وجهها البابا إلى الأساقفة الكاثوليك في الهند شدد فيها على ضرورة تعزيز التعاون بين الأساقفة معتبراً أن تواجد أساقفة من طقوس عدة في الأبرشيات الهندية نفسها يمكن أن يشكّل حافزاً للشركة والشهادة. وذكّر البابا في رسالته بأن تاريخ المسيحية في الهند يعود إلى البشارة التي حملها القديس توما الرسول وأكد أن هذا التاريخ لم يخلُ من المشاكل والتوترات لكن يمكننا اليوم أن نشاهد واقعاً مسيحياً غنياً وجميلا تعكسه الكنيسةُ الكاثوليكية في الهند.
وكتب البابا في رسالته أن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أعطى دفعاً متميزاً لهذه النظرة وساهم في تعزيز الوحدة ضمن التنوع ورأى أن خبرة العقود الماضية تميّزت بالتعاون المثمر والمتناغم بين الأساقفة الكاثوليك المنتمين إلى مختلف الطقوس. واعتبر البابا فرنسيس أنه في عالمنا المعاصر حيث يجد العديد من المسيحيين أنفسهم مرغمين على الهجرة بات هؤلاء بحاجة إلى مناطق جغرافية تخضع لسلطات كنسية من مختلف الطقوس، وهذا أمر ضروري من أجل توفير الاهتمام الرعوي للمؤمنين بحسب طقوسهم وتقاليدهم الكنسيّة. ولهذا السبب بالذات ـ مضى البابا يقول ـ تم إنشاء عدد من الأبرشيات الجديدة في الهند خلال السنوات الماضية، وبات أيضاً باستطاعة كنيسة السريان المالانبار الاعتناء بمؤمنيها على كامل التراب الهندي.
وأكد البابا أن كل الخطوات التي اتُخذت في الفترة الأخيرة أظهرت أن تواجد أساقفة يتبعون طقوساً مختلفة ضمن المناطق نفسها لا يعرّض للخطر رسالة الكنيسة، مع أن الأمر قد لا يخلو من المشاكل، بل على العكس إن هؤلاء الأساقفة قدّموا مزيداً من الطاقة للكنائس المحلية بفضل جهودهم الرعوية والإرسالية. وتوجه البابا في رسالته إلى المؤمنين أيضاً وحثهم على النظر بطريقة إيجابية إلى الإجراءات التي تتبعها الكنيسةُ الكاثوليكية لأنها تساهم بطبيعة الحال في نمو الكنائس المحلية.
ولم تخلُ رسالة البابا فرنسيس إلى أساقفة الهند الكاثوليك من تشجيع الكنائس المحلية التي تتّبع طقوساً وتقاليدَ مختلفة على الشهادة للإنجيل بروح من المحبة المتبادلة وتعزيز التعاون بشكل خاص بين كنيسة السريان المالانمبار والكنيسة اللاتينية. وشدد فرنسيس أيضاً على أهمية الاستمرار في الاحتفالات الدينية المشتركة بين الكنائس وعقْد الخلوات واللقاءات المشتركة وكل ذلك يساهم في تخطي التوترات التي يمكن أن تطرأ على العلاقات بين تلك الكنائس.
وشدد البابا فرنسيس في ختام رسالته إلى الأساقفة على أن اتساع نطاق أبرشيات كنيسة السريان المالانبار لا ينبغي النظر إليه على أنه يعكس نمو سلطة هذه الكنيسة بل يجب أن يشكل هذا الأمر دعوة إلى عيش شراكة أعمق مع باقي الكنائس. يشار هنا إلى أن الأبرشيتين الجديدتين اللتين أنشأهما البابا في الهند هما أبرشيتا شمشاباد وهوسور للسريان المالانبار.

شارك