الحشد الشعبي والأكراد يتأهبان.. بعدما دقت العراق وأربيل طبول الحرب

السبت 14/أكتوبر/2017 - 09:36 م
طباعة الحشد الشعبي والأكراد
 
فيما يعد  دقاً لطبول الحرب بين أربيل وبغداد، أمهلت الثانية الأولى الانسحاب إلى حدود ما قبل 6 يونيو 2014 - موعد هجوم "داعش" الذي سيطر فيه على حوالي نصف أراضي العراق – فيما أكد مسؤول في البيشمركة، أن القوات الكردية لن تنسحب من مواقعها محذراً فصائل الحشد الشعبي العراقية الشيعية التي تحتشد مقابل المواقع الكردية في محافظة كركوك المتنازع عليها، من اجتياز جبال حمرين، التي وصفها بأنها الحدود التاريخية لكردستان. 
وحال حدوث نزاع مسلح بين العراق وإقليم كردستان، فإن "داعش" سيكون المستفيد الأول من ذلك النزاع، إذا يعاني خسائر متلاحقة سواء في العراق أو في سورية، إذ تقول قوات "سورية الديموقراطية" الكردية غنها على مقربة من إعلان مدينة الرقة السورية مدينة خالية من الدواعش، ما يعني حال حدوث الصدام بين بغداد وأربيل، فإن القوات الكردية والعراقية ستتأثر في مواجهات "داعش". 

الحشد الشعبي والأكراد
مسؤول البيشمركة في محور غرب كركوك، كمال كركوكي، وجه خلال مؤتمر صحافي، تحذيراً شديد اللهجة إلى القوات العراقية والحشد الشعبي، في حال تقدمها صوب المحافظة، قائلاً: "اتخذنا الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي مخاطر، وفي حال ارتكب الآخرون أي خطأ وتقدموا صوبنا؛ فسنلقنهم درساً لن ينسوه أبداً"، مضيفاً:" لم ولن نتراجع متراً واحداً عن مواقعنا ونحن جاهزون لأي مواجهة".
كركوكي أضاف، أن "التهديدات والتصرفات، ونقل الأسلحة قرب مواقعنا تبين بوضوح أن القوات العراقية والحشد الشعبي يبيتون لنية سوء"، مشيراً إلى أن "الأكراد ضد الحرب والاقتتال وجاهزون للدخول بحوار، ولن يبادروا إلى الهجوم لكن سيقاتلون إذا فرض عليهم القتال".

الحشد الشعبي والأكراد
من جانبه، قال هيمن هورامي المستشار السياسي لرئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، إن القوات العراقية والحشد الشعبي، يريدان شن هجوم للسيطرة على حقول نفط كركوك ومطارها، داعياً العراق إلى "اللجوء للحوار لا للحرب"، مضيفاً أن "قوات البيشمركة سوف ترد بقوة على أي عدوان".
وشدد هورامي على أنه: "لا تصعيد من جانب قوات البيشمركة نحن فقط ندافع عن أرضنا"، مشيراً إلى أن "الأكراد شعب مسالم وضحايا للتاريخ والقمع ولن نبدأ بمهاجمة أحد".
وقال كوسرت رسول نائب رئيس إقليم كردستان العراق، إن عشرات الآلاف من الجنود من قوات البيشمركة الكردية متمركزون بالفعل داخل وحول كركوك وإن ستة آلاف آخرين وصلوا منذ يوم الخميس الماضي.

الحشد الشعبي والأكراد
من ناحيته، قال أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي إن "ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة". وأضاف أن "هذه القوة مكلفة إعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 يونيو 2014".
وتابع الأسدي: "لذلك لن تكون هناك أي فوضى ولا انجرار لصراعات أو اشتباكات جانبية (...) فلا داعي للقلق حيال ذلك، ستتم إعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق، ومن يخالف القانون سيحاسب وفقاً للقانون".
بدوره، قال القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري، إن "عودة كركوك الى السلطة الاتحادية مسألة وقت"، مضيفاً: "لن تكون هناك هيمنة لمكون أو قومية بل ستكون إدارتها بيد أبنائها وثرواتها ستدار من قبل وزارة النفط وفق الإطار القانوني".

الحشد الشعبي والأكراد
ودخلت الولايات المتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبيشمركة على خط الأزمة محاولة تهدئة التوتر، وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن بلاده تحاول "نزع فتيل التوتر وامكانية المضي قدما دون أن تزيح عيننا عن العدو" في اشارة الى قتال تنظيم الدولة الاسلامية الذي يجري بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
والتوترات بين حكومة بغداد والأكراد "قديمة" وتقع ضمن أولويات وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يدير الجهود لتخفيف حدتها، وقال الوزير الأميركي، إن "القوات الأميركية تحاول أيضاً ضمان استبعاد اي نزاع محتمل".
وفي طوزخرماتو، التي تبعد 70 كليومتراً عن مدينة كركوك اندلعت اشتباكات بين عناصر من الحشد والبيشمركة، واتهم مسؤول محلي في "الحشد الشعبي" البيشمركة ببدء القتال، لكن مديرية "الأسايش" (الأمن الداخلي الكردي) أكدت أن مسلحين من "عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة أخرجت 70 عائلة كردية من منازلها بقوة السلاح خلال اليومين الماضيين، لاجراء تقسيم طائفي في المدينة.

الحشد الشعبي والأكراد
وقضاء طوزخورماتو تابع لمحافظة صلاح الدين، ويبعد 100 كيلومتر عن مركز المحافظة، ويشكل الأكراد 55 في المئة من سكانه، فيما يشكل التركمان (أغلبية شيعية) 30 في المئة والعرب (أغلبية شيعية) 15 في المئة من السكان.
وأعلن قائم مقام قضاء طوزخورماتو، شلال عبدول، التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة في القضاء لإيقاف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ.

شارك