30 دولة تشارك في مؤتمر المجر حول اضطهاد المسيحيين في الشرق
الثلاثاء 17/أكتوبر/2017 - 01:27 م
طباعة
قبل عقد بطاركة الشرق مؤتمرهم حول قضايا المسيحيين في الشرق والمقرر له يوم 18 اكتوبر الجاري بالمانيا عقدت الحكومة المجرية مؤتمر حول اضطهاد المسيحيين في الشرق وقال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، "لقد حان الوقت لأوروبا أن تتحرر من أغلال الرخاء السياسي والصحي والإنساني، وأن تتحدث عن الحقيقة بلغة مستقيمة في وصف الأحداث، وتحديد المخاطر التي تهددنا".
وأضاف في افتتاح أول مؤتمر تعقده الحكومة المجرية لدعم المسيحيين المضطهدين، أن "تهجير المسيحيين في مناطق من الشرق الأوسط وإفريقيا هي جرائم ضد الشعب والمجتمعات التي تهدد قيمنا الأوروبية". وقال أمام الوفود في بودابست: "على العالم أن يفهم أن ما هو عليه اليوم ليس أقل من مستقبل الطريقة الأوروبية في الحياة، وهويتنا".
وقد تجمع أكثر من ثلاثمائة مشارك، من ثلاثين دولة، من بينهم قادة مسيحيون وممثلون عن مراكز الفكر والجمعيات الخيرية، للمشاركة في مشاورات دولية حول اضطهاد المسيحيين، في مسعى منهم للحصول على إجابات ملائمة "لأزمة مهملة طال أمدها".
وقال أوربان في خطابه إن "أربعة من خمسة أشخاص مضطهدين حول العالم هم مسيحيون. إن المسيحية هي الديانة الأكثر اضطهادًا في عالمنا اليوم، لكن وسائل الإعلام الدولية تعطي المسألة تغطية ضئيلة"، واصفًا أن "الخطر الأكبر" هو "الصمت وعدم الإكتراث"، و"لامبالاة أوروبا التي تنكر جذورها المسيحية".
وتابع: "إن مصير ما يحدث في الشرق الأوسط، يجب أن تستذكره أوروبا لما قد يحدث لنا أيضًا"، "ففي الوقت الذي تتبع فيه الحكومات الأوروبية سياسة هجرة تسمح باستقبال متطرفين خطيرين، عندها سوف تتبدل ثقافة أوروبا وعرقها وهويتها المسيحية تمامًا في غضون أجيال قليلة".
وقد أكدت المداخلات التي ألقيت خلال أعمال المتمر على مدار يومين على أن: المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط على وشك الإنقراض، على الغرب أن يظهر قدرًا كبيرًا من الاهتمام تجاه المسألة، الحاجة إلى تقديم معونة مباشرة للكنائس المتضررة حتى يتمكن المسيحيون من البقاء، وإعادة بناء منازلهم وحياتهم.
وتعهد رئيس الوزراء المجري بدعم مسيحيي الشرق الأوسط الذين يعانون من الاضطهاد مسلطا الضوء على محنة أولئك الذين ينتمون إلى “الدين الأكثر اضطهادا في العالم”. كما نشر موقع ابونا وموقع اليتيا الكاثوليكي
ورفض فيكتور أوربان ضمنيا الهجرة كحل للاجئين، ويخطط لخدمة المتضررين من خلال مساعدتهم على العودة إلى موطن أسلافهم.
وكان أوربان، وهو زعيم محافظ مثير للجدل ورئيس وزراء هنغاريا منذ العام 2010، يتحدث في بودابست في المشاورات الدولية حول اضطهاد المسيحيين بالمؤتمر الذي نظمته حكومته.
وقال أوربان “الحقيقة تبدأ دائما مع بيان الحقائق والوقائع، اليوم هناك حقيقة وهي أن المسيحية هي الديانة الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم. في الواقع هناك 215 مليون مسيحي في 108 بلد يعانون من أنواع مختلفة من الاضطهاد. في الحقيقة أن أربعة من كل خمس مسيحيين يتعرضون للاضطهاد بسبب كونهم مسيحيين”.
في الواقع، في العراق العام 2015 كان يوجد مسيحي يُقتل كل خمس دقائق بسبب دينه. حقيقة أخرى أننا لا نرى تغطية تذكر لهذه الأحداث في الصحافة الدولية، وحقيقة أخرى هي أنّ المرء يحتاج إلى عدسة مكبرة ليجد بيانات سياسية تدين اضطهاد المسيحيين. ولكن يجب توجيه أنظار العالم إلى هذه الجرائم.
جمع المؤتمر قادة الكنائس والنشطاء السياسيين من أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة، حيث تجمع 350 مشاركا للاستماع إلى بيان أوربان لمكافحة الاضطهاد.
وقال أوربان أن المجر وحدها، بالرغم من أنها دولة صغيرة ومحاصرة، قادت الطريق في الدفاع عن المظلومين.
وحذر من “الصمت الفاتر لأوروبا التي تنكر جذورها المسيحية” وقال إن الاضطهاد العنيف في الشرق الأوسط يمكن أن يصبح قريبا حقيقة واقعة في مجتمع أوروبا المختلط. وقال إنّ القادة الأوروبيين يسعون بقوة إلى سياسة الهجرة التي تؤدي إلى السماح للمتطرفين الخطرين بالدخول إلى أراضي الاتحاد الأوربي.
وأوضح رئيس الوزراء أنّه يود أن تبقى أوروبا “قارة مسيحية” وحتى لو يبقى كل المسيحيين حليفا قويا للمؤمنين المضطهدين.
وبالنسبة للنازحين من الشرق الأوسط، قال أوربان إن الأولوية هي “تقديم المساعدة لهم للعودة إلى ديارهم لإعادة توطينهم في أراضيهم التارخية”.
وأضاف “نحن الهنغاريون نريد أن يكون مسيحيو سوريا والعراق ونيجيريا قادرين على العودة في أقرب وقت ممكن إلى الأراضي التي عاش فيها أسلافهم لمئات السنين. هذا ما نسميه التضامن الهنغاري – أو باستخدام الكلمات التي ترونها خلفي: “المجر تساعد”.
وشملت جهود إعادة التأهيل المجرية مساعدات مالية لإعادة بناء الكنائس والمنازل والمراكز الاجتماعية. وشدد أوربان على شكل مباشر أكثر من التدخل الذي يمنح الموارد مباشرة من خلال المجتمعات المحلية المضطهدة بدلا من “المساعدات الدولية”.
تعليقات أوربان كانت رفضا ضمنيا لخيار الهجرة كحل لحماية المضطهدين. وقال “أستطيع أن أقول أيضا إننا نفعل العكس تماما لما هو معتاد في أوروبا اليوم: نعلن أنه لا يجوز جلب المتاعب إلى هنا، ولكن يجب أن يتم تقديم المساعدة حيث تكون مطلوبة”.
وبالرغم من أن المسيحيين الأوروبيين قد يعانون من “القمع التمييزي المؤلم” إلا أنه يمكن تحمله كما قال أوربان، وهو لا شيء بالمقارنة مع الوضع في أفريقيا والشرق الأوسط.