بعد سباق الأسد و"داعش" و"الأكراد" عليه.. حقل "العمر" النفطي في عهدة "قسد"
الأحد 22/أكتوبر/2017 - 10:20 م
طباعة
في تطور مفاجئ لمعارك دير الزور، حسمت قوات سورية الديمقراطية (قسد) سباقها مع نظام الرئيس بشار الأسد على أكبر حقول النفط السورية بسيطرتها على حقل نفط العمر، لتوقف تقدم قواته شرق مدينة الميادين في ريف المحافظة الأكثر إنتاجاً للبترول، وذلك بعد 3 أيام من انسحاب تنظيم "داعش" من تلك المنطقة، ما يعني الأهمية التي توليها الأطراف المتصارعة للحقل البترولي الذي يوفر لها مصدر كبير للتمويل، خاصة أن الاكراد في إقليم كردستان العراق يعانون بعد إعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة كركوك التي تضم أكبر حقول النفط العراقي.
ويعد حقل العمر الواقع في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور من أكبر حقول النفط في سورية. ووصل إنتاجه قبل اندلاع النزاع إلى 30 ألف برميل يوميا. وشكل أبرز مصادر تمويل "داعش" منذ سيطرته عليه صيف عام 2014 قبل أن ينخفض إنتاجه تدريجياً ويتعرض مرارا لغارات جوية أميركية.
ومع عبور قوات النظام الضفة الشرقية لنهر الفرات انطلاقاً من مدينة الميادين وسيطرتها على قرية ذيبان ووصولها إلى مشارف الحقل الاستراتيجي، أوردت "قسد" خبراً عاجلا على موقعها الإلكتروني جاء فيه أنها "تسيطر بشكل كامل على حقل العمر النفطي وتوقف النظام على بعد 3 كيلومترات منه".
وخاضت القوات المدعومة أميركيا في الأسابيع الأخيرة سباقا للسيطرة على هذا الحقل مع قوات النظام التي وصلت إلى أطرافه في اليومين الأخيرين.
وفي وقت سابق، أعلن مسؤول مكتب الإعلام في "مجلس دير الزور العسكري"، باسم عزيز، أن قوات النظام نفذت عملية إنزال جوي على حقل العمر وسيطرت عليه نارياً، الأمر الذي أكدته قناة "روسيا اليوم" وصفحات موالي دون أن تشير لعملية الإنزال.
وبعد يوم من استعادته مدينة القريتين الواقعة في ريف حمص الشرقي، استعاد الجيش السوري أمس السيطرة على قرية "خشام" بريف دير الزور من تنظيم "داعش"، وأعلنت تنسيقيات المعارضة "مقتل مسؤول تنظيم داعش في حماه، المدعو أبوحمزة المصري، في اشتباكات مع "هيئة تحرير الشام" على أطراف قرية مريجب بريف حماه الشمالي الشرقي.
وإذ اعتبر استعادة مدينة الرقة تعني "نهاية خلافة تنظيم الدولة"، توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانتقال إلى مرحلة جديدة نحو السلام في سورية تكون الولايات المتحدة منخرطة فيها.
وفي بيان أصدره البيت الأبيض، قال ترامب: "سننتقل قريبا إلى مرحلة جديدة، سنعمل خلالها على دعم القوى الأمنية المحلية وخفض العنف في أنحاء سورية وتهيئة الظروف لسلام دائم لكي يتعذر على الإرهابيين العودة إلى تهديد أمننا المشترك مجدداً"، مضيفاً: "سنؤيد مع حلفائنا وشركائنا مفاوضات دبلوماسية تضع حدا للعنف وتسمح للاجئين بالعودة إلى ديارهم بأمان، وتؤدي إلى عملية انتقال سياسي تحترم إرادة الشعب السوري". ولم يتحدث ترامب عن مصير الأسد، ولا عن الدور الذي ستؤديه موسكو في تلك المفاوضات، وهما مسألتان أدتا إلى تعطيل مناقشات سابقة.
بدورها، أعلنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، بريتي باتال، تقديم مساعدات مالية عاجلة بقيمة 13 مليون دولار للرقة، موضحة أن "ستخصص لإزالة الألغام وتوفير الأدوية والعتاد الطبي والمواد الأساسية من ضمنها ملابس وأغطية ومواد كيماوية لتطهير مياه الشرب منعا لانتشار الأمراض".
واعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن هدف الغرم من المساعدات العاجلة للمدينة، هو إزالة آثار القصف الوحشي للتحالف الدولي الذي دفن تحت الأنقاض آلاف المدنيين"، مؤكدا أن "القوات الأميركية مسحت الرقة عن وجه الأرض تماماً مثلما مسح الحلفاء مدينة درزن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية".
وفي وقت سابق، وجهه نائب رئيس الوزراء التركي فكري إيشق، تحذيراً للولايات المتحدة من خلق مشاكل عبر تسليم إدارة الرقة، التي يشكل العرب نسبة 90 في المئة من سكانها، إلى عناصر "الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي" الذي تعتبره أنقره امتداداً لحزب "العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا.