تلاسن "روسي-أمريكي" على أنقاض الرقة السورية

الإثنين 23/أكتوبر/2017 - 12:45 م
طباعة تلاسن روسي-أمريكي
 
لم يتوقف التلاسن الامريكى الروسي على الرقة السورية حتى بعد ان تحولت الى انقاض ففى الوقت الذى أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب  أن بلاده ستكون منخرطة فيما أسماها "مرحلة جديدة نحو السلام في سوريا"، معتبراً أن استعادة مدينة الرقة تعني نهاية خلافة تنظيم داعش اتهمت روسيا  التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا بمسح مدينة الرقة "من على وجه الأرض" من خلال عمليات قصف شامل على غرار ما فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا في مدينة دريسدن الألمانية عام 1945.
تلاسن روسي-أمريكي
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "يبدو أن الغرب يهرع الآن إلى تقديم مساعدات مالية للرقة للتستر على أي أدلة على جرائمه وقال الجنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان إن نحو 200 ألف شخص كانوا يعيشون في الرقة لم يتبقى منهم حاليا أكثر من 45 ألفا كما ورثت الرقة مصير درسدن في 1945.. التي محاها القصف البريطاني الأمريكي من على وجه الأرض".
ورغم أن كوناشينكوف قال إن روسيا ترحب بتعهدات الغرب بتقديم مساعدات مالية لإعادة إعمار الرقة، فقد شكا من رفض الغرب لعدد كبير من المطالب الروسية خلال السنوات السابقة لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين في أجزاء أخرى من البلاد، وتابع "ما هو السبب وراء اندفاع العواصم الغربية لتقديم مساعدة مالية للرقة فقط؟". ومضى قائلاً "هناك تفسير واحد فقط.. الرغبة في التستر على أي دليل على القصف الهمجي من جانب سلاح الجو الأمريكي والتحالف بأسرع ما يمكن ودفن آلاف المدنيين المحررين من تنظيم الدولة تحت الأنقاض".
تلاسن روسي-أمريكي
 لكن التحالف بقيادة واشنطن دائما ما كان يؤكد  إنه كان حريصً على تجنب سقوط قتلى من المدنيين في عمليات القصف التي ينفذها ضد داعش في كل من سوريا والعراق ويحقق في أي اتهامات. ونفى من قبل قتل مدنيين في ضربات جوية في الرقة وقال إن هدفه "عدم سقوط أي قتلى مدنيين على الإطلاق". لكن واقع الأمر بخلاف ذلك حيث تم تدمير ما نسبته 85% من مدينة الرقة بحسب تقارير غربية، وقتل الآلاف من المدنيين وهو ما اكد عليه ترامب بقوله مع استعادة عاصمة تنظيم الدولة والجزء الأكبر من الأراضي التي كان يسيطر عليها، باتت نهاية خلافته وشيكة"، موضحاً أن الانتصار الذي حققته "قسد"، ينبئ بالانتقال قريباً إلى "مرحلة جديدة" في سوريا.
وتابع الرئيس الأميركي بحسب وكالة فرانس برس: "سننتقل قريباً إلى مرحلة جديدة سنعمل خلالها على دعم القوى الأمنية المحلية وخفض العنف في أنحاء سوريا وتهيئة الظروف لسلام دائم ليتعذر على الإرهابيين العودة إلى تهديد امننا المشترك مجدداً". وأكد "ندعم مع حلفائنا وشركائنا إجراء مفاوضات دبلوماسية تضع حداً للعنف وتسمح للاجئين بالعودة إلى ديارهم آمنين وتؤدي إلى انتقال سياسي" في سوريا.
ولم يتحدث ترامب عن مصير بشار الأسد، ولا عن الدور الذي ستؤديه موسكو في تلك المفاوضات، وهما مسألتان أدتا إلى تعطيل مناقشات سابقة وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال أول من أمس إن "استعادة الرقة خطوة حاسمة في الحرب العالمية ضد تنظيم الدولة "، لكنه حذر من أن "استعادة الرقة لا تعني أن معركتنا ضده انتهت " وتابع "سيواصل التحالف الدولي الاعتماد على جميع عناصر القوة الوطنية عسكرياً واستخباراتياً وديبلوماسياً واقتصادياً وأمنياً إلى أن يحرر جميع السوريين من وحشية التنظيم وأن يتم التأكد من أنه بات عاجزاً عن تصدير الإرهاب إلى العالم".
تلاسن روسي-أمريكي
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان التلاسن الامريكى الروسي  لن يتوقف على الرقة السورية حتى بعد ان تحولت الى انقاض  بسبب الصراع بين القوتين العظمتين على سوريا . 

شارك