البطريرك ساكو "الحضور المسيحي يتراجع".. البطريرك يازجي"نرفض الهجرة والتهجير"؟
الأربعاء 25/أكتوبر/2017 - 01:30 م
طباعة
في الوقت الذى يرفض فيه الكثيرين من مسيحيو الشرق الاوسط اعتبار رجال الدين هم المتحدثين السياسين باسمهم إلا أن الواقع المعاش يفرض هذا الامر المكروه فرضا .يظهر هذا في التصريحات المختلفة التى يقوم بها بطاركة الشرق من مكان لاخر وتتحدث عن الواقع السيء لرعيتهم وفي اجتماع أساقفة العراق الكاثوليك في بغداد، دعا البطريرك لويس روفائيل ساكو الأساقفة إلى "تكاتف الجهود جدًا جدًا، كفريق واحد لمواجهة التحديات الكبيرة والمتسارعة التي يواجهها العراقيون عمومًا والمسيحيون خصوصًا، بمسؤولية وشمولية".
وقال البطريرك الكلداني: إن "الوضع الحالي بعد دحر تنظيم داعش وأيضًا الصراع بين حكومتي المركز والإقليم ترك آثارًا سيئة على نفسية الناس، والمسيحيين بشكل خاص، فهم يعانون من خيبة أمل وخوف على مستقبلهم فلجأوا إلى الهجرة لتأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم".كما نشر موقع ابونا الكاثوليكي
ولفت غبطته إلى أن "الحضور المسيحي يتراجع"، مشيرًا إلى أنها "أزمة وجود". وأضاف: "هذا الوجود يهم الكنيسة والوطن. علينا التحرك سريعًا للحصول على تطمينات. وتوقف على الوضع في بلدات سهل نينوى وأهمية وحدتها تحت سيادة واحدة وغير مجزأة، وتوفير الأمان وتنشيط عملية الإعمار وعودة المهجرين إلى ديارهم. كما شدد على ضرورة تنشيط العمل الراعوي والاهتمام بالتنشئة الروحية التي أخذت تتراجع بسبب الظروف.
من جهته، نوّه سفير الكرسي الرسولي في العراق المطران ألبيرتو أورتيغا مارتين، إلى "حالة العراق الصعبة خلال الأعوام الأخيرة". وقال: هي "حالة تتسم بالصراعات والتوترات، لاسيما الحرب ضد التطرف الإرهابي لداعش، الذي ضرب الجميع، لكن وقعه كان سلبيًا جدًا على الجماعة المسيحية".
وأضاف: "في الوقت نفسه، سمحت هذه الحالة المأساوية للكثير من المسيحيين أن يقدموا شهادة رائعة للإيمان. لقد فقدوا كل شيء ماديًا من أجل الحفاظ على الإيمان. ولكي لا ينكروا الرب، فقد واجهوا ظروفًا غير مستقرة في السنوات الأخيرة. أنا متأثر من ايمان المسيحيين العراقيين الذي هو هبة للكنيسة. أنا واثق أن كل ما حدث إنما هي دعوة لثمار الخير والخلاص في تصميم الله".
وفي سياق متصل أكد بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي أن "رسالة مسيحيي الشرق هي رسالة السلام والثبات في الأرض ونبذ الإرهاب"، داعيًا إلى المجتمع الدولي بإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية، وصون الاستقرار في لبنان، وترسيخ السلام في كل الشرق الأوسط.
وأضاف في لقاء جمعه ببعض المهتمين بقضايا الشرق الأوسط في واشنطن: "هذه رسالتنا ككنيسة. وهي بشارة الفرح والسلام والمسرة والطمأنينة. فوسط هذا العالم المتخبط في قلاقل عدة نسمع فيها عن حروب وإرهاب وخطف وتدمير، نشعر ككنيسة ونؤمن أن رسالتنا هي صوت الفرح والطمأنينة لكل إنسان. كنا وسنبقى صوت الحق المنادي بالسلام في وسط العالم المضطرب. أؤكد للكل في واشنطن أن سكان منطقة الشرق الأوسط شعبٌ طيبٌ مسالم. ولا زلنا نؤكد بأننا نملك أطيب العلاقات كأطياف تعيش في بلدٍ واحد مسلمين ومسيحيين".
وتابع: "إن التطرف الذي نراه والذي دمر الحجر والبشر غريبٌ عن تلك البلدان وعن المنطقة. أقول: نحن شعب ينشد السلام ونأمل أن تدفع الولايات المتحدة وسائر القوى الكبرى باتجاه إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية وصون الاستقرار في لبنان وترسيخ السلام في كل الشرق الأوسط. نحن كمسيحيين باقون وثابتون ونرفض ما يسمى بالهجرة أو التهجير. نريد أن نبقى ونعيش سويةً مع كل الأطياف وأن نبني مستقبلنا سوية. ونأمل من الجميع ممن يريدون مساعدة الشرق والمسيحيين خصوصًا، أن يساعدوا ليبقى المسيحيون في تلك الديار. وهذا لا يتم بسفن التهجير ولا بسفن الحرب. نتكلم عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وهذا حق لكل الشعوب والبلدان. لذلك، لنا ملء الحق بالتكلم عن حقوق الإنسان في كل العالم. أين حقوق الإنسان من قضية مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم المخطوفين منذ ما يقارب الخمس سنوات وغيرهم الكثير. وهما رسولا سلام وخدمة. وكانا في مهمة سلام لخدمة الناس. والمؤسف أن العالم متفرجٌ وصامت".
وختم: "رغم كل هذه الصعوبات وقسوة الظروف، نحن ثابتون وباقون في الشرق. نحن ثابتون أيضًا على مبادئنا في تبني المواطنة والعيش المشترك. ورسالتنا رسالة الفرح والمحبة. ودعوتنا وإيماننا هو أن كل ما دُمر سيعاد بناؤه بشرًا وحجرًا. وما نرجوه من المجتمع الدولي أن يدفع باتجاه السلام. ونداؤنا للجميع: أعطونا السلام".