131 قتيل روسي في سورية.. موسكو تدفع فاتورة حربها على "داعش"

السبت 28/أكتوبر/2017 - 10:00 م
طباعة 131 قتيل روسي في
 
شفت وثيقة رسمية مسربة أمس الجمعة، عن حجم الخسائر الروسية في سورية، جيث أشارت الوثيقة إلى مقتل نحو 131 روسياً خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بينهم متعاقدون عسكريون، حسب أقارب وأصدقاء الضحايا.
ودخلت روسيا على خط المواجهات في سورية منذ نحو عام ونصف العاغم، ومنذ دخولها وحققت قوات الأسد تقدم كبير على الأرض على حساب القوات المعارضة المسلحة من جهة، والتنظيمات الإرهابية من جهة آخرى.
وأثار التدخل الروسي في الازمة السورية رفضاً أمريكياً ودخلت الدولتان في تلاسن في مرات عديدة على خلفية التطورات الميدانية، فيما وجهت المقاتلات الروسية ضربات وصفت بالمركزة ضد التنظميات الإرهابية، "داعش" و"النصرة"، وأدى التنسيق الميداني بين الجهات المختلفة إلى دحر "داعش" في العديد من المناطق المختلفة، أخرها منطقة الرقة التي كانت تعتبر مقر خلافة "داعش".

131 قتيل روسي في
الوثيقة المسربة لم تشر، وهي شهادة وفاة صادرة عن القنصلية الروسية في دمشق بتاريخ 4 أكتوبر الجاري، إلى ما كان يفعله المتوفون في سورية، لكن من خلال مقابلات أجريت مع عائلات وأصدقاء بعضهم ومع مسؤولين في بلداتهم، فإن من بين القتلى متعاقدون عسكريون لقوا حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
وبينما أشار مسؤول في القنصلية الروسية في دمشق إن القنصليات لا تسجل وفيات العسكريين، أفاد دبلوماسي روسي، اشترط عدم نشر اسمه، بأن "عدد الوفيات المسجل خلال 9 أشهر وهو 131، عدد مرتفع بشكل غير معتاد، بالنظر إلى العدد المقدر للمغتربين الروس في سورية"، مشيرا إلى أن "القنصليات عادة لا تسجل الأعداد المرتفعة للوفيات إلا في الأماكن السياحية مثل تايلاند أو تركيا".

131 قتيل روسي في
وتنفي موسكو وجود متعاقدين روس في سورية والخسائر التي يتعرضون لها. وترغب موسكو في تصوير تدخلها العسكري في سورية على أنه مهمة سلام ناجحة مع الحد الأدنى من الخسائر.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على الفور على أسئلة تفصيلية طرحتها "رويترز". ولم يصدر أي رد من القنصلية الروسية في دمشق على طلبات للتعليق، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في بيان أمس (الجمعة): "ليست لدينا معلومات عن المدنيين الذين يزورون سورية. لذا فإنني أعتبر أن هذا السؤال قد تم تناوله".
وأرسلت "رويترز" تساؤلات إلى مجموعة من المتعاقدين العسكريين الروس العاملين في سورية من خلال شخص على معرفة بقياداتهم لكنها لم تتلق أي إجابة، والعدد الرسمي للقتلى العسكريين الروس في سورية هذا العام هو 16. وقد يؤثر أي رقم أعلى بكثير من ذلك على سجل الرئيس فلاديمير بوتين قبل خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن يخوض غمارها.
ووفق "رويترز" فإن عدد المتعاقدين الروس الذين قتلوا في سورية هذا العام يصل إلى 26 وذلك استناداً إلى مقابلات مع أقارب وأصدقاء القتلى والمسؤولين المحليين.

131 قتيل روسي في
ولم تنشر السلطات الروسية علانية أي معلومات هذا العام عن الخسائر في صفوف المدنيين الروس الذين ربما شاركوا في القتال.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن القنصلية الروسية في سورية تقوم بواجباتها على أتم وجه في ما يتعلق بتسجيل وفيات المدنيين الروس. وأضافت أن البيانات الشخصية التي يتم الحصول عليها في عملية تسجيل الوفيات لا يمكن الكشف عنها علناً بموجب القانون.
وفي (أغسطس) الماضي قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف رداً على تقرير سابق لـ"رويترز" إن المعلومات عن المتعاقدين العسكريين الروس في سورية خرافة وإن "رويترز" تحاول تشويه عملية موسكو لإعادة السلام إلى سورية.
وتحمل شهادة وفاة بودوبني في الجانب الأيمن العلوي رقماً مسلسلاً هو 131.
وتقضي لوائح وزارة العدل بترقيم كل شهادات الوفيات بدءاً من الصفر في بداية العام وصعوداً برقم واحد عن كل حالة وفاة جديدة يتم تسجيلها.
131 قتيل روسي في
واطلعت رويترز على شهادتي وفاة أخريين صدرتا في الثالث من (فبراير) الماضي. ويشير العددان تسعة و 13 إلى صدور خمس شهادات وفاة على الأقل في ذلك اليوم. ويقول ِأشخاص على علم بالأمر إنهما لمتعاقدين عسكريين.
ويقول الديبلوماسي الروسي إنه يتعين تسجيل وفاة أي مواطن روسي في القنصلية من أجل إعادة الجثة إلى روسيا عبر القنوات المدنية.
وقال الديبلوماسي إن صدور أي شهادة وفاة من القنصلية يساهم أيضاً في إعادة متعلقات الشخص المتوفى.

شارك