مقترحات البطريركية الكلدانية لبقاء المسيحيين في سهل نينوي

الثلاثاء 31/أكتوبر/2017 - 01:15 م
طباعة مقترحات البطريركية
 
ما كاد  ينهزم تنظيم داعش الارهابي ويفكر المسيحيين في العودة لديارهم الخربة بالعراق حتى تجددت الانقسامات بسبب محاولة استقلال كردستان  وفي محاولة منها لبقاء المسيحيين او عودتهم لديارهم كشفت البطريركية الكلدانية عن رؤيتها الخاصة حول بلدات سهل نينوى المسيحية، قدمت فيها عدة مقترحات للحفاظ على الوجود المسيحي في العراق من خلال تحقيق أمنهم واستقرارهم، وذلك بإخراج سهل نينوى من دائرة الصراعات ودمج حرس بلدات سهل نينوى والفصائل الأخرى مع الشرطة الاتحادية وتسخير الجهود لحفظ الأمن والاستقرار.كما جاء في بيان نشره موقع البطريركية 
وقال البيان الصادر عن مكتب إعلام البطريركية: المسيحيون هم أبناء أصليون لهذه الأرض، وليسوا وافدين إليها! جذورهم هنا منذ آلاف السنين، وتاريخهم وهويّتهم. واليوم، وبالرغم من تناقص عددهم بسبب ما تعرضوا له إبّان العنف الطائفيّ من عمليات تهديد وخطف وقتل وسلب وتفجير كنائسهم، وتهجيرهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي من الموصل ومناطق سهل نينوى، يريدون الحفاظ على مستقبلهم بالكرامة والتساوي الكامل مع المواطنين الآخرين.
أضاف: منذ ما يقارب السبعة أشهر تم تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لكن حتى اليوم لا يزال بعض البلدات خالية من السكان بسبب الخراب الكبير في الدور، وفي البنى التحتية، وعدم إمكانية الحكومة المركزية من إعمارها لسبب قلة المال!، وما تمّ إصلاحه كان بجهود متواضعة من قبل الكنيسة. والمشكلة الأخرى أن السهل مُقَسَمّ بين قوات الحكومة العراقية والقوات الكردية، بينما كان موحدًا ومستقرًا وآمنًا حتى عام 2003. وبعد عملية الاستفتاء ورغبة الإقليم في الانفصال حصلت تحشدات على حدود هذه البلدات، وحدثت مؤخرًا مواجهة عسكرية بين الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة في بلدتي باقوفا وتللسقف، وقد أصيب فيها أطفال أبرياء، واستخدمت منازل الأسر المسيحية كمواقع دفاعية. ونتيجة لذلك، فرّ العديد من سكان هاتين البلدتين مرة أخرى، مما خلق عندهم حالة من القلق والخوف، من تكريس تقسيم مناطقهم وإعاقة عمليّة إعمار بلداتهم، وعودتهم إلى ديارهم. وقد يؤدي هذا الوضع في النهاية إلى مزيد من الهجرة إلى الخارج.
وأوضحت البطريركية الكلدانية قائلة: للحفاظ على هذا التنوع الثقافي والسكاني الذي ضم قامات كبيرة ساهمت في صنع نهضة هذه البلاد وأثرتها بتنوعها، على العراقيين أن يدركوا مدى أهمية وجود المسيحيين في العراق وحمايتهم، وعدم تركهم يهاجرون، فهذه خسارة نوعية للجميع. ولتحقيق أمنهم واستقراراهم نقترح أن يتم إخراج سهل نينوى من دائرة الصراعات ليبقى موحدًا كما كان قبل 2003، ولاسيما أن معظم بلداته استرجعتها الحكومة المركزية، وليتمكن سكانه من إعادة بناء حياتهم مع جيرانهم بعيدًا عن الصراعات.
كما دعت إلى دمج حرس بلدات سهل نينوى والفصائل الأخرى في الشرطة الاتحادية ليُسلم موضوع أمن السهل مباشرة إليها كشرطة وطنية محلية، لأنهم من أبناء المنطقة وللناس ثقة بهم. وشددت على ضرورة تسخير الجهود لحفظ الاستقرار، والأمن وبناء الثقة بين جميع فئات سهل نينوى، والقضاء على ثقافة رفض التنوع والكراهية ونفي الآخر، وتمهيد الطريق أمام عودة المهجّرين إلى ديارهم. وأن يكون لسكانها الحق الكامل للحصول على خدمات الدولة والمساعدة في إعادة إعمار قراهم ومدنهم وكنائسهم ومدارسهم أسوة بالمناطق الأخرى.
وأهابت البطريركية بالأحزاب السياسية والتنظيمات المسيحية لتحقيق هذا المشروع، بيد موحدة، ونبذ الخلافات، في سبيل الهدف المشترك الواحد، وفتح صفحة جديدة في مثل هذا الظرف العصيب، مشيرة إلى أنها "قلبها مفتوح للجميع، في سبيل الخير العام". وفي الختام دعت حكومتي المركز والإقليم للإسراع في الجلوس على طاولة الحوار لمراجعة عامة للوضع وحل كل المشاكل العالقة بروح جديدة وشجاعة عالية ومسؤولية كاملة لخير البلد. وقالت: "ليعلم الجانبان أن شعب العراق وكردستان الذين عانيا كثيرًا يرفضان الحرب".

شارك