خبراء: داعش تواجه حرب واشنطن عليها باستراتيجية "دفع الثمن"

الأربعاء 01/نوفمبر/2017 - 02:49 م
طباعة خبراء: داعش تواجه
 
شكل الحادث الإرهابي الذى راح ضحيته  8 أشخاص  12  مصاب بعد أن دهس سائق شاحنة صغيرة حشداً من المارة وسائقي الدراجات الهوائية  اطلالة جديدة للارهاب الدموي الذى دائما ماينسب الى ذئاب داعش المنفردة  وهو ما اعتبره العديد من الخبراء جزء من  استراتيجية "دفع الثمن" التي يلجأ إليها تنظيم «داعش» الإرهابي في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية . 
 كما عقدت شرطة نيويورك بالاشتراك مع رئيس البلدية، بيل دي بلاسيو، وحاكم الولاية، مؤتمراً صحافياً من موقع حادث الدهس جنوب غرب منهاتن وطالبت الشرطة المواطنين باليقظة بعد الحادثة التي راح ضحيتها 8 أشخاص، وجرح 12 شخصاً، معلنةً أن منفذ الهجوم "إرهابي يبلغ 29 عاماً".
وأعلنت  شرطة نيويورك، في المؤتمر  أنها نشرت المزيد من عناصرها في المطارات والأماكن الحيوية، بينما قال عمدة المدينة: "سنكون على أهبة الاستعداد وسننشر المزيد من عناصر الشرطة " ووصف قائد  الشرطة منفذ هجوم منهاتن بالذئب المنفرد، وقال إن "أسلحة ثقيلة تم نشرها في مواقع مختلفة من المدينة و أن الحادث وقع عندما صدمت شاحنة صغيرة عدداً من المشاة وسائقي الدراجات الهوائية وحافلة مدرسية، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وجرح خرين.
مصطفى حمزة الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية  اعتبر  ان الحادث يعكس ما يمنك ان نسميه استراتيجية "دفع الثمن" التي يلجأ إليها تنظيم «داعش» الإرهابي في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتمد هذه الاستراتيجية على معاقبة الدولة الأمريكية في عقر دارها بسبب محاربتها للتنظيم في مناطق سيطرته ضمن قوات التحالف الدولي، لترفعها يدها من هذه الحرب.
وأشار فى تصريحات لروزاليوسف الى   ان طريقة الدهس الجماعي تكررت في السابق بمدينة "نيس" الفرنسية، وهي إحدى الطرق التي دعا لاستخدامها أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي السابق باسم التنظيم في تسجيل صوتي له عام 2014م.
وتابع مدينة منهاتن هي محط أنظار التنظيمات الإرهابية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001م التي قام بها تنظيم القاعدة، فهذا الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فمن المتوقع المزيد من هذه الحوادث، سيما أن التنظيم يستخدم أسلوب العمليات الموجية المتفرقة، بحيث يقوم بعدد من العمليات في مناطق متباعدة لتشتيت الجهود الأمنية.
ووشدد على ان التنظيم يبعث  من هذه العملية أكثر من رسالة، منها إثبات قوته مقابل ضعف القوات الأمنية الأمريكية، وإشعار المواطن الأمريكي أن بلاده غير قادرة على تأمينه، بالإضافة إلى تجنيد المزيد من العناصر التي يجذبها وحشية «داعش»، وهو ما بات يعرف بالتجنيد بالتوحش.
 واختتم حديثه بقوله أما عن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة له على حسابه في تويتر بأن منفذ الهجوم شخص "مختل" و"مريض جداً"، فمن الوارد أن يستعين «داعش» بالمختلين عقليًا من الذئاب المنفردة التي يتم تجنيدها عن بعد لتنفيذ الهجمات.
 فيما اعتبر حسام الحداد الباحث فى شئون الجماعات الاسلامية الى انه بالرغم من الإجراءات الاستثناية التي تتبعها  الولايات المتحدة في الوقت الحالي لمواجهة التحديات الأمنية التي فرضها الإرهاب  العالمى وخاصة من تنظيم داعش الا ان ذلك لم يجعلها محصنة من هجمات هذة المجموعات الدموية  التي يكون بطلها دائما  ذئب منفرد.
وأشار فى تصريحات لروزاليوسف الى   ان  الذئاب المنفردة، هم أشخاص موالين للتنظيم او متعاطفون معه يتواجدون في بلدان لا يتواجد فيها التنظيم  ومنها الولايات المتحدة الامريكية  وينفذون عمليات إرهابية بأبسط الأدوات التي توقع أكبر قدر من الضحايا، وهو ما حدث فى واقعة واشنطن الاخيرة 
وتابع يمكن ملاحظة أن تبني "داعش" عمليات الذئاب المنفردة، تعزز من أن التنظيم يتواصل مع تلك العناصر ويمدهم بتكتيكات تنفيذ مثل هذه العمليات،   ودائما ما  يقتصر دور التنظيم على توجيه هذه العناصر الإرهابية إلى بعض الأهداف الرخوة، فضلاً عن مد هذا العناصر بمقاطع مصورة تظهر له كيفية القيام بمثل هذه العمليات. 
 وكشف عن  ان سياسة "الذئب المنفرد" كما دعا إليها داعش في إصدار بعنوان" الأمن والسلامة" مقتبسا مما كتبه أحد عناصر تنظيم القاعدة سابقا، تضمنت بما ورد من نصائح خص بها الذئاب المنفردة "The Lone Wolf", بما يجب فعله منعا لاكتشافهم بمراعاة الاحتياطات الأمنية والحذر.
  فيما اعتبر منير أديب ، الباحث في شئون الحركات الإسلامية  والارهاب الدولى  ان تنظيم  داعش يحاول دائما تبني المسئولية  عن تلك العمليات،  من باب الاحتواء وكونه يعتبر نفسه اصبح مظلة للعمل العنيف والارهابي فى العالم رغم عدم إعطائه أوامر مباشرة لمنفذيها أو تمويلهم، هو نتاج موروث قديم لدى الحركات الإسلامية بشكل عام 
وتابع فى تصريحات لروزاليوسف  وهو ما يدفعه  إلى تبني عمليات لم تقم بها، بهدف التواجد الإعلامي وإثبات أن له أذرع طويلة يمكنه الضرب بها في أي مكان من العالم، ودعمه أمام التنظيمات الأخرى وإثبات أنه الأقوى وتشجيع المزيد من الشباب على الانضمام إليه والإيمان بأفكاره.
 واختتم حديثه بقوله أن  هذه الجماعات تنتقم بشن الهجمات المتفرقة فى توقيتات متقاربة لتثير الرعب والذعر بين الشعوب وانه بعد هزائم داعش المتتالية فى العراق وسوريا سيدفعها الى نتشر ذئابها  المنفردة فى العالم  التى ستعد بمثابة قنابل موقوتة وصواريخ موجهة لأكثر من 90 دولة عربية وأوروبية.

شارك