تصريحات ولايتي تنذر بصدامات مسلحة بين الجيش السوري والأكراد
السبت 04/نوفمبر/2017 - 06:34 م
طباعة
فيما يعد مؤشراً بتوتر جديد قد تشهده الأراضي السورية خلال الوقت المقبل، تسبب التصريح الذي أدلى به مساعد الزعيم الأعلى الإيراني، علي اكبر ولايتي، أمس الجمعة بأن قوات الحكومة السورية سوف تتقدم قريبا لتحرير مدينة الرقة من القوات الكردية (سوريا الديموقراطية – قسد ) التي تدعمها الولايات المتحدة، بعدما حررتها من يد تنظيم "داعش" الشهر الماضي، في قلق واسع دولياً، خاصة ان تصريح المسؤول الإيراني يرى في القوات الكردية محتل.
ولايتي لم يكتف بهذا القول بل اتهم الولايات المتحدة بالسعي لتقسيم سوريا إلى قسمين بنشر قوات أمريكية إلى الشرق من نهر الفرات، وعانى إقليم كردستان العراق خلال لاأيام الماضية من توترات كبيرة عقب الاستفتاء عن انفصاله عن الحكومة العراقية، وتمكنت قوات الحشد الشعبي من استعداة العديد من المناطق التي يزعم إقليم كردستان انه يتنازع السيادة عليها مع بغداد.
وقوات سوريا الديموقراطية مدعومة من أمريكا بقوة، وقد سملتها واشنطن معدات حديثة مكنتها من السيطرة خلال المعارك التي خاضتها القوات ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، وتخشى الحكومة السورية من تصاعد نفوذ الأكراد في الشمال السوري ما يدفعهم إلى إعلان فدرالية، مستغلين التسليح والآليات العسكرية الثقيلة التي حصلوا عليها من المعارك التي خاضوها ضد الإرهابيين او التي حصلوا عليها من أميركا.
وزعمت وكالة الأناضول التركية، أن دمشق اقترحت منح حكم ذاتي لأكراد سوريا، مقابل انسحابهم من المناطق ذات الغالبية العربية، التي سيطروا عليها خلال الحرب، لكن العرض قوبل بالرفض، من قبل الأكراد، لكن الأمر ليس منطقياً خاصة أن القوات السورية تتقم ميداياً في ذلك الوقت، ويصعب التصديق أنها قامت بهذا الإجراء او الطلب، كما أن حلفاء سورية من الإيرانيين والروس يرفضون قطعياً القبول بتقسيم سورية.
وبحسب الوكالة التركية، فإنه خلال اجتماع عقده اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي السوري، مع مسؤولين بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في المنطقة الواقعة تحت سيطرة السلطات السورية بمدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال البلاد. فإن مملوك اقترح على الحزب منحه "منطقة حكم ذاتي" شمالي البلاد، مقابل انسحابه من المناطق ذات الغالبية العربية، إلا أن الأكراد رفضوا عرض دمشق، مطالبين بـ"منطقة فدرالية يضمنها الدستور".
وأشارت المصادر، إلى أن المفاوضات بين الحكومة والحزب لم تسفر عن أية نتيجة، واتفق الطرفان على الاجتماع مرة أخرى في وقت لاحق.
بدوره، قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي شاهوز حسن، في تصريحات صحفية قبل أيام، إن "الحزب ليس مع تقسيم سوريا، وليس له أي مشروع انفصالي"، لكنه أكد تمسك الأكراد بـ"مشروع الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا".
وأضاف أن "الحل من أجل وحدة سوريا يكمن في سوريا فدرالية ديمقراطية، كما أننا مستعدون للحوار مع كل الأطراف حول هذا الحل".
تجدر الإشارة إلى أن أكراد سوريا قد أعلنوا، في مارس عام 2016، بعد نجاحهم في صد هجمات "داعش"، وتحرير مساحات واسعة من الأراضي شمالي البلاد، عن قيام نظام فدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم، هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاءا من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).