"أنصار الفرقان" تنظيم إرهابي مرشح أن يرث "داعش"
الأحد 19/نوفمبر/2017 - 06:54 م
طباعة
على الرغم من فشل "داعش" عسكرياً في معقليه العراق وسورية، واستسلام وفرار المئات من مقاتليه، إلا أن فكرة التنظيم الإرهابي لا تزال موجوده وتمثل خطراً حقيقياً إذ أنها قابلة أن تتكرر مجدداً على يد عناصر التنظيم أو جماعة آخرى تضع وهم "الخلافة" نصب عينها، خاصة أن تنظيم "أنصار الفرقان" الذي يسعى حالياً لاستيعاب عناصر "داعش" ويقوده حمو نجل الزعيم التاريخي للقاعدة أسامة بن لادن، لذلك تنظيم أنصار الفرقان" مرشح أن يحل محل "داعش".
في عام 2014، نصب أبوبكر البغدادي نفسه خليفة على سبعة ملايين شخص في أراض تتخطى مساحتها مساحة إيطاليا، وتشمل أجزاء واسعة من سورية ونحو ثلث أراضي العراق، واجتذبت "دار الإسلام" آلاف الجهاديين الذين أتوا مع نسائهم وأطفالهم من كل أنحاء العالم، حينها، أصحبت مدينة الرقة السورية عاصمة الخلافة، وشهدت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، الظهور العلني والوحيد لأبي بكر البغدادي من جامع النوري الذي فجره التنظيم نفسه فيما بعد.
بعد تلك الخسائر الكبيرة، فإن داعش حتى إذا كتب له البقاء، لن يفكر بالعودة مرة أخرى إلى فكرة السيطرة العسكرية أو الإدارية على الأراضي، وبعد انتهاء مشروع الخلافة أمام الواقع الجيوسياسي فمن المتوقع أن تعود الشبكة الجهادية العالمية إلى استراتيجيتها الأولى بعدم الارتباط بالوجود المكاني، وتفضيل توجيه الضربات مجدداً إلى العدو البعيد من خلال استهداف الغرب أو روسيا لإظهار أنه يجب دائماً أخذها في الحسبان.
فكما نشأ تنظيم داعش من أطلال "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق" وما تبقى من تنظيم القاعدة قبله، بدأت تظهر الآن نواة تنظيم جديد يتأسس على فلول آخر الجهاديين، فأنصار الفرقان هو التنظيم الجديد القادم، ويضم معظم فلول تنظيم داعش وبقايا تنظيمي أنصار الإسلام والقاعدة في العراق الذين بدأوا ينجذبون إلى هذا التنظيم.
وتنظيم "أنصار الفرقان" يعد النواة الصلبة من العقائديين والمنهجيين، أسس في سبتمبر السابق في سورية، وغالباً بتخذون من جبال إدلب مقراً لهم، والمفارقة أن رأس هذا التنظيم الجديد هو حمزة أسامة بن لادن، نجل الزعيم التاريخي لتنظيم القاعدة الذي قتل في عملية خاصة أميركية في باكستان عام 2011.
أسلوب إدارة داعش
وتعد خطورة "داعش" أنه أول تنظيم يطبق فعلياً أسلوب إدارته على المناطق التي يسيطر عليها، ففي المدن، التي كانت تحت سيطرته، رفع تنظيم داعش رايته السوداء فوق مباني الإدارة الجديدة، التي عاد واستقى أسماءها من أولى سنوات عصر الإسلام، فمن ديوان العدل والمحاسبة إلى ديوان الصحة، أصدر التنظيم شهادات ميلاد وزواج وأحكاماً وأوامر أخرى على أوراق مدموغة أيضاً بشعاره الأسود اللون.
وبعد أقل من أربع سنوات، وفي أعقاب معارك طويلة هي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، لم يعد التنظيم يسيطر حالياً سوى على أقل من خمسة في المئة من الأراضي التي استولى عليها عام 2014، كما وعائدات الحقول النفطية التي كانت في مناطق حكمه.