لماذا لم تُعلن أي جماعة إرهابية في سيناء مسئوليتها عن مجزرة "مسجد الروضة"؟

الأحد 26/نوفمبر/2017 - 07:32 م
طباعة لماذا لم تُعلن أي
 
على الرغم من مرور يومين على مجزرة مسجد الروضة التي راح ضحيتها نحو 310 مصلي هاجمهم مسلحون أثناء أدائهم صلاة الجمعة الموافقة ليوم 24 نوفمبر 2017، ولم تعلن حتى الآن أي جهة تبنيها للعملية الإرهابية، رغم ان أصابع الاتهام تشير بقوة إلى ضلوع تنظيم ولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم "داعش" في العملية، خاصة ان للتنظيم الإرهابي سوابق كثيرة في استهداف المساجد وأئمتها. 
ويبدو أنه من الخطأ ربط استهداف المسجد لكونه محسوباً على الجماعة لصوفية، فالجماعة التي استهدفت المسجد تعلم علم اليقيين أن عموم المسلمين هم من كانوا يؤدون الصلاة في المسجد، وأن استهدافها للمسجد تحول نوعي في مرتكزاتهم الفكرية، مفادها السماح بإهدار دم العوام نتيجة تكفيرهم، وهذا الفكر الشاذ قد مر على مصر في التسعينات حيث كانت جماعة شكري مصطفى تكفر المجتمع ككل وتهدر دمه وتدعوا للهجرة وعرفت وقتها بـ(جماعة التكفير والهجرة).
لماذا لم تُعلن أي
أما لماذا لم تعلن جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث فالأمر يعود لجملة من الأسباب، بينها حجم الإدانة الواسعة التي لم يكن يتوقعها ذلك التنظيم الإرهابي والذي أكاد أجزم انه تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، وأقصد هنا بالإدانة الواسعة إدانة التنظيمات الإرهابية الأخرى خاصة المنتمية للقاعدة، فتنظيمات (جند الإسلام) الذي اعلن عن نفسه في سيناء منذ أيام ووصم عناصر "ولاية سيناء" بخوارج البغدادي كما كفر الجيش والشرطة أيضاً، غسل يداه من الحادث وقال إنه بريء منها.
كما تبرأ تنظيم (أنصار الإسلام) المتمركز غالباً في المنطقة الغربية والصعيد والذي تبنى عملية الواحات الإرهابية، من استهداف المصلين في مسجد الروضة، فضلاً عن إدانة تنظيمي حسم ولواء الثورة للعملية، كل ذلك مثل عامل ضغط على الجماعة المنفذة للعملية لذلك لم تعلن تلك الجماعة مسؤوليتها على العملية.
لماذا لم تُعلن أي
كما يخشى التنظيم الإرهابي الغضبة الأهلية وانتقام الأهالي منهم خاصة ان العملية أسفرت عن مقتل عدد كبير من المصليين، وقد توعدت جماعة (جند الإسلام) الجهة منفذة للعملية، فضلاً عن عدم وجود مبررات شرعية قوية لدى التنظيم لمواجهة الردود من التيار الجهادى فى مختلف الساحات، كما أن ضعف تنظيم الدولة المركزى وانتهاء أدواته الإعلامية لتبرير الحدث جعل تنظيم "ولاية سيناء" يتخوف من إعلان مسؤوليته عن الحادث.
كان تنظيم "ولاية سيناء" بث تقريراً مصوراً بعنوان "نور الشريعة" قال إنه يظهر نشاط شرطة الحسبة، وأن من بين هذه الأنشطة التصدي لأضرحة الصوفية والتصدي لمجالسهم وتوقيف عدد منهم واستتابتهم، وقال الفيديو صراحة نحن ذاهبون إلى مجالس الصوفية وسنقتادهم بالقوة من قاوم قتلناه ومن ارتضى السير معنا عرفناه خطأه العقدي. 
وتتجلى خطورة التحول النوعي في عملية مسجد الروضة أنها وسعت لأقصى حد الدائرة المستهدفة فجعلت من عوام المسلمين هدفاً ما يعني أنه من الممكن استهداف مناطق تجمع المدنيين مثل الأسواق ومحطات القطارات. 
لماذا لم تُعلن أي
اللافت للنظر أن تقارير أشارت إلى أن إمام مسجد الروضة وإدارة المسجد تلقت تهديدات من التنظيم إلا ان قوات الامن لم تتخذها على محمل الجد، ولم نتأكد من تلك التقارير أن إدارة المسجد تلقت تهديدات سابقة من التنظيم الإرهابي.

شارك