نصيحة لبابا الفاتيكان في بنجلادش لا تنطق بكلمة "روهينجا"
الإثنين 27/نوفمبر/2017 - 01:33 م
طباعة
تظهر شجاعة بابا الفاتيكان بكل قوة ووضوح خلال زيارته الى بورما وبنغلادش تستمر ستة ايام، وهي ربما الزيارة الأكثر حساسية من ضمن رحلاته الخارجية في ظل أزمة اللاجئين الروهينجا.والتى تلاقي النصح خلالها بعدم النطق بكلمة الروهينجا خلال الزيارة لحساسية الوضع الراهن
ويأمل البابا ان تشجع زيارته هذه الجهود لاحتواء أزمة شهدت اجبار أقلية الروهينغا المسلمة في بورما حيث توجد غالبية بوذية على النزوح نحو مخيمات لجوء في بنجلادش.
وتوجه البابا الى 30 ألف مؤمن في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبل وقت قصير على مغادرته بالقول "أدعوكم ان تشاركوني الصلاة كي يكون حضوري بالنسبة الى هذه الشعوب علامة على التقارب والأمل".
ويقيم نحو 900 الف من الروهينجا البورميين في أكبر مخيم للاجئين في العالم في جنوب بنجلادش. وقد فر قرابة 620 الفا منهم من ولاية راخين (غرب بورما) منذ اواخراغسطس هربا من العنف الذي يمارسه الجيش.
وقال مساعدو البابا انه سيسعى الى تشجيع المصالحة والحوار للتخفيف من حدة الأزمة، وخاصة بعد الاتفاق المبدئي الاسبوع الماضي بين بورما وبنجلادش للعمل على عودة بعض الروهينجا الى بلادهم.
وسيطرح البابا رسالته خلال قداس يقام في يانجون ويتوقع ان يحضره اكثر من ثلث الكاثوليكيين في بورما الذين يبلغ عددهم 660 الف نسمة، وهؤلاء سيرحبون بالبابا للمرة الأولى في بلادهم.
ومن المقرر ان يلتقي البابا الزعيمة المدنية لبورما أونغ سان سو تشي، اضافة الى قائد الجيش مين أونغ هلاينغ.كما اكدت اذاعة الفاتيكان وموقع ابونا الكاثوليكي
ونصح زعماء الكنائس المحلية البابا بعدم لفظ كلمة روهينجا خلال زيارته خوفا من اثارة حساسيات محلية في بلد تعتبر فيه المشاعر القومية البوذية ضد الاسلام قوية.
واشار البابا الى انه سيلتفت الى هذه النصيحة، لكن على جدول رحلته ايضا اجتماع يحمل رمزية كبيرة مع مجموعة صغيرة من اللاجئين الروهينجا في بنجلادش التي سيصلها الخميس.
ويأمل مسؤولو الكنائس المحلية في بنغلادش ان يحضر 100 ألف كاثوليكي القداس الذي سيقام في الهواء الطلق في العاصمة دكا، التي ستكون ستشهد اجراءات أمنية مكثفة في بلد يعاني من ازدياد هجمات المتطرفين الاسلاميين المتطرفين..
ويسير البابا فرنسيس في زيارة بنغلادش على خطى سلفيه، البابا يوحنا بولس الثاني الذي زارها عام 1986 والبابا بولس السادس الذي زار عام 1970 ما كان يسمى بشرق باكستان قبل عام على نيل بنغلادش استقلالها.
وتعكس الزيارة احدى اهم اولويات البابا فرنسيس التي أسس لها كزعيم ل 1,3 مليار كاثوليكي، وهي الوصول الى المؤمنين المهمشين في المناطق البعيدة حيث يشكلون جزءا من اقليات صغيرة.
كما انه يولي اهمية كبيرة لتطوير الكنيسة في آسيا حيث عدد الكاثوليك في ازدياد مستمر (ارتفع بمعدل 9%بين عامي 2010 و2015).
وحول الاقلية الكاثوليكية ببنجلادش نشرت وكالة الانباء الفرنسية التقرير التالي غادر الشاب بيدان كامول روساريو قريته الكاثوليكية، للقتال من أجل استقلال بنغلادش. وبات يطرح تساؤلات حول مستقبله في هذا البلد الذي يثير فيه تنامي التطرف الإسلامي الخوف لدى الاقليات الدينية.
وتنتظر المجموعة الكاثوليكية الصغيرة في بنغلادش بفارغ الصبر، زيارة البابا فرنسيس إلى هذا البلد الفقير في جنوب آسيا، وهي الأولى خلال أكثر من 30 عامًا،. وتأتي هذه الزيارة في أصعب وقت يواجهه المسيحيون، كما يقول المؤمنون، في هذا البلد المؤلف من أكثرية مسلمة وينزلق منذ قرابة العشر سنوات نحو إسلام متشدد.
وقال روساريو (65 عامًا) "خلال حرب التحرير، كنا نريد بنغلادش عظيمة تحتضن الناس من كل الأعراق والمعتقدات والأديان"، ملمحًا بذلك إلى الصراع الذي أفضى إلى استقلال باكستان الشرقية السابقة. وأضاف "لم أشأ يومًا الحصول على امتيازات أو معاملة خاصة، أردت فقط مساواة في الحقوق للجميع. لكن أشعر الآن أننا لا نتمتع بالمساواة".
ويقول المسؤولون الكاثوليك المحليون أن عددًا من أبناء رعاياهم اختاروا مغادرة بنغلادش في السنوات الأخيرة بسبب الموجة الحديثة للهجمات الجهادية التي تستهدف أيضًا أقليات أخرى، مثل الهندوس. وقد اغتيل العام الماضي شخصان اعتنقا المسيحية. وتعرض بقال كاثوليكي أيضًا للقتل الوحشي بالسلاح الأبيض.
ويشكل المسيحيون أقل من نصف بالمئة من 160 مليون نسمة في بنغلادش، وقد عاشوا طوال قرون بانسجام مع الأكثرية المسلمة. واضطلعوا بدور كبير في تاريخ البلاد. واليوم أيضًا، تقدم مدارسهم ومستشفياتهم دعمًا حيويًا للفقراء.
وينتمي روساريو إلى المجموعة الكاثوليكية الصغيرة التي تتحدر من تجار برتغاليين استقروا في القرن السابع عشر في ناغوري المؤلفة من مجموعة قرى على مقربة من العاصمة دكا. وتعد المنطقة موئلاً للكاثوليكية وتضم معبدًا متواضعًا يزوره عشرات آلاف الأشخاص في شباط للاحتفال بعيد القديس انطونيوس البادواني.
يقول الكاثوليك المحليون إنهم يشعرون بمزيد من التهديد. فالتوترات مع سلطات بنغلادش قد تزايدت. وخلال حادث وقع في آذار، اتهم قرويون رجال شرطة بثياب مدنية بسرقة مال من أرملة خلال تفتيش منزلها. وعندما حاولت مجموعة منع عناصر الشرطة من المغادرة، أرسلت قوات أمن مسلحة لدعمهم. وأصيب عشرون شخصًا على الاقل بجروح خلال الصدامات، وتتم ملاحقة مئة من السكان بتهمة اعاقة عمل عناصر الشرطة.
وتزيد من الرعب، التهديدات بالموت التي غالبًا ما يوجهها مجهولون، إلى أبرز الشخصيات المسيحية. ويقول نيرمال روساريو، رجل الأعمال المسيحي الذي يرأس تعاونية كبيرة في دكا، أنه تلقى رسالة تهديد على هاتفه المحمول لأنه اجلس إلى جانب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، خلال احتفال بعيد الميلاد في 2015. وأكد "لم أر من قبل هذه الأمور. كبرنا وسط انسجام تام مع الأديان الأخرى".
وسيقوم البابا فرنسيس ابتداءً من الاثنين بزيارتين إلى بورما البوذية وبنغلادش المسلمة، حيث ستجري متابعة تصريحاته المتصلة بهجرة الروهينغا بدقة. وقد فر ما يفوق 620 ألفًا من أفراد هذه المجموعة المسلمة من بورما إلى بنغلادش المجاورة منذ أواخر آب، متسببين بواحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في بداية القرن الحادي والعشرين في آسيا.
وفي أشرطة فيديو منفصلة للشعبين، أوضح الحبر الأعظم أنه يأتي حاملاً "رسالة مصالحة وغفران وسلام". ويقول جاينتا غوميس الكاهن في كنيسة القديس نيكولا دو تولنتينو في ناغوري، انه بات "متفائلا" بنتائج زيارة البابا. وأضاف إن "الوضع الأمني أفضل الآن بكثير، وزيارة البابا الأسبوع المقبل ستأتي بالسلام لنا جميعًا في بنغلادش".