رفض وتحذيري كنسي واسع لقرار ترامب " القدس عاصمة اسرائيل "

الأربعاء 06/ديسمبر/2017 - 01:31 م
طباعة رفض وتحذيري كنسي
 
تجاهل الرئيس الاميركي دونالد ترامب التحذيرات الصادرة من الشرق الاوسط والعالم من نسف عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وأبلغ قادة في المنطقة بنيته نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، خلال سلسلة اتصالات هاتفية، لكن دون أن يحدد موعدًا لذلك.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية، ، أن الرئيس الاميركي أبلغ عباس "نيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس". ولم يتضح من اعلانها ما اذا كان ترامب ينوي نقل السفارة على الفور او في المستقبل القريب. وحذر عباس "من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة "يؤكد الرئيس مجددًا على موقفنا الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". واشار الى ان عباس "سيواصل اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة".
كما أبلغ ترامب الملك عبدالله الثاني عزمه المضي قدمًا في هذه الخطوة. وافاد بيان للديوان الملكي، أن ترامب اتصل هاتفيًا بالملك حيث اطلعه "على نيته بالمضي قدمًا في نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس". وحذر الملك، خلال الاتصال، من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي وقت لاحق، حذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز واشنطن من نقل سفارتها الى القدس، قائلا ان مثل هذا القرار "يستفز مشاعر المسلمين" في العالم. ونقلت قناة "الاخبارية" السعودية، عن الملك قوله اثناء محادثة هاتفية مع ترامب ان قرار نقل السفارة "خطوة خطيرة تستفز مشاعر المسلمين كافة حول العالم".
وفي القاهرة، افاد بيان للمتحدث باسم الرئاسة باسم راضي ان الرئيس عبد الفتاح السيسي اكد اثناء محادثة هاتفية مع ترامب "ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط". وتابع انه اكد "الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة".وفي الرباط، عبر الملك محمد السادس وهو رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة رسالة التي نشرتها الوكالة الرسمية عن قلقه "الشخصي العميق، والبالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية" ازاء قرار محتمل لترامب بهذا الخصوص.وسيلقي ترامب كلمة الاربعاء حول مسالة نقل السفارة الى القدس.
وأقرّ الكونغرس الاميركي عام 1995 قانونًا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل"، ويطالب بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس. ورغم ان قرار الكونغرس ملزم، لكنه يتضمن بندًا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية "مصالح الامن القومي". وقام الرؤساء الأميركيون المتعاقبون من الحزبين الديموقراطي والجمهوري بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويًا، معتبرين أن الظروف لم تنضج لذلك بعد. وهذا ما فعله ترامب في يونيو الماضي.
كما حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اثر اجرائها محادثات مع وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في بروكسل من اي خطوة من شأنها نسف جهود استئناف عملية السلام "يجب تجنبها". وقالت "يجب ايجاد حل عبر المفاوضات للتوصل الى حل لوضع القدس باعتبارها عاصمة لدولتين (اسرائيلية وفلسطينية) في المستقبل بطريقة تلبي تطلعات الطرفين".دعا البابا فرنسيس الأربعاء إلى احترام الوضع القائم لمدينة القدس المحتلة، قبل ساعات من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحتمل بالمدينة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، حسب وكالة فرانس برس. كما دعا البابا إلى الحوار لحل القضية، وقال إن "الاعتراف بحقوق الجميع" في الأراضي المقدسة شرط أساسي لذلك. وأدلى البابا الذي تحدث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الأزمة يوم بهذه التصريحات أمام مجموعة من الزوار الفلسطينيين المشاركين في حوار الأديان مع الفاتيكان، بحسب وكالة رويترز. يترقب العالم خطابا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوقع أن يعلن فيه مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في خطوة نأى أسلافه من الرؤساء الأمريكيين بأنفسهم عنها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي. وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ترامب سيعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، بيد أنه لن يعلن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة على الفور، حسبما أفادت وكالة أسوشيتد برس. ويتوقع أن تؤجج تلك الخطوة التوتر والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وتثير غضب العالمين العربي والإسلامي بالنظر إلى أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيون يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليا على أساس حدود ما قبل الخامس من يونيو 1967.
واعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني عن قلقها البالغ مما أوردته الدوائر الإعلامية الدولية من أنباء عن وجود اتجاه لدى الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال بيان المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن هذا الأمر يتعارض مع كافة المواثيق الدولية بشأن القدس، وهو اتجاه سيؤدى إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل. ودعت الكنيسة إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن. وأكدت الكنيسة وقوفها في صف الجهود الرامية إلى دفع عجلة السلام، وتدعو إلى السير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذى يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ حل عادل وسلام شامل .
التقى قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، ، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان (رئيس الوزراء) الكاردينال بيترو بارولين، وبحث معه آخر التطورات المتعلقة بمدينة القدس والتداعيات الأخيرة لتوجهات الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إليها والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وأكد الهباش أن الإجراءات التي تنوي الولايات المتحدة اتخاذها بحق مدينة القدس تضع المنطقة برمتها على صفيح ساخن وتمهد الطريق لتدهور الأوضاع في المنطقة بطريقة مأساوية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، وأن العالم كله سيعاني من تبعات هذا القرار. وأوضح أن القدس تمس عقيدة أكثر من مليار مسلم ومليار مسيحي حول العالم، وجميعهم يرفضون أي تغيير على واقع المدينة المحتلة السياسي والديمغرافي على حد سواء.
من جانبه، وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد أكد الكاردينال بارولين رفض الفاتيكان لهذه الخطوة، وقال إنها ستشكل خطرًا على الاستقرار والسلم في العالم، مضيفًا أن هذه الخطوة تعني موت حل الدولتين وموت عملية التسوية. وشدد على دعم الكرسي الرسولي (الفاتيكان) الكامل لتوجهات القيادة الفلسطينية.كما اكد موقع ابونا الكاثوليكي عن حالة من الرفض الواسع لهذا القرار 

شارك