ومازال الرفض مستمرا الأساقفة الكاثوليك في امريكا : لا لنقل السفارة
الأربعاء 13/ديسمبر/2017 - 02:50 م
طباعة
مازالت كنائس العالم واقفة علي رجل واحدة .في راي واحد بكل اصرار يعلن انه ضد نقل السفارة الامريكية الي القدس وقد أبلغ الأساقفة الكاثوليك وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يتطلب مشاركة أمريكية حكيمة لبناء مستقبل أفضل لكلا الشعبين، كما قد يتعرض هذا المستقبل للخطر من جراء نقل السفارة.وذكر موقع ابونا الكاثوليكي
وقال الأسقف اوسكار كانتو، رئيس اللجنة الأسقفية الأميركية للسلام والعدالة الدولية، إن حل النزاع يتطلب "مشاركة حاسمة ومستمرة" للتغلب على خمسين عامًا من الصراع "ومن المظالمة الفاضحة وأعمال العنف العشوائية".
وقد أيد أساقفة الولايات المتحدة منذ زمن بعيد حل الدولتين، كما فعل البابا فرنسيس. وناشد الأساقفة وزير الخارجية إبقاء السفارة الأميركية لدى إسرائيل في تل أبيب بدلاً من نقلها إلى القدس بموجب دعوة الرئيس دونالد ترامب.
كتب الأسقف كانتو في الأول من شباط: "إن نقل السفارة إلى القدس هو بمثابة الاعتراف بالقدس على أنها عاصمة إسرائيل غير المقسمة". وأشار إلى أن المجتمع الدولي قد أقر بضرورة تحديد وضع القدس في اتفاقيات متبادلة بين إسرائيل وفلسطين.
وقال الأسقف إن نقل السفارة سيقوض التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، مضيفًا إن الولايات المتحدة عملت على الدوام على تقديم "الريادة والدعم" لعملية السلام.
وأضاف "ما زلنا نعرب عن الأمل فى التوصل إلى حل دبلوماسي يحترم الكرامة الانسانية لكل من الاسرائيليين والفلسطينيين ويؤدي إلى تحقيق العدالة والسلام للجميع".
وأشار إلى أن العام 2017 سيكون عاما هاما لوقوعه في الذكرى السنوية الخمسين للاحتلال الكئيب للضفة الغربية، والقدس الشرقية، وغزة.
واستشهد بنداء البابا فرنسيس الى الزعماء في السلطة "بعدم التوقف عن بذل اي جهد في البحث عن حلول منصفة للمشاكل المعقدة من أجل أن يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من العيش بسلام".
فخلال زيارته لاسرائيل في ايار 2014، قال البابا بأنه: "يجب ان يعاد النظر بالسبيل المتبعة في الحوار، والمصالحة، والسلام بشجاعة وبدون كلل".
وأضاف الأسقف كانتو أن بعض الاعمال الاسرائيلية تقوض السلام وتهدد الوجود المسيحي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا الى وادي الكريمزان بمنطقة بيت لحم حيث تعيش ثمانٍ وخمسين عائلة مسيحية بالقرب من دير الساليزيان والمدرسة.
واكد الأسقف رفضه للجدار الإسرائيلي في وادي الكريمزان الذي يحد من حركة السكان ومن وصولهم إلى أراضيهم، ويفصلهم عن المؤسسات المسيحية، كما يشجعهم على الهجرة.
واضاف "ان وادي كريمزان يرمز للعدد المقلق من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم. فتوسيع المستوطنات، ومصادرة الاراضي، وبناء الجدار الفاصل على الاراضي الفلسطينية ينتهك القانون الدولي ويقوض الحل الدبلوماسي".
لم تكن كنائس العالم غائبة عن الحدث الأبرز في هذه الأيام، والمتمثل بردات الفعل على قرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف. ولم تكن الكنائس في العالم، ومسيحيو العالم، جنبًا إلى جنب مع أخوتهم المسملين، أكثر اتحادًا من اليوم، الذي تمسّ فيه مشاعرهم تجاه قداسة المدينة الأعزّ على قلوب جميع "أبناء ابراهيم". وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس في اجتماع القمّة الاسلامية: ان "القدس في وجدان كل المسلمين وفي وجدان كل المسيحيين".
وكنائس الأردن قالت كلمتها: وهي الدعوة الى قرع الاجراس واضاءة الشموع احتجاجا على القرار الظالم ، فضلا عن بيان الشجب والاستنكار، وتأكيد الالتفاف حول قيادة جلالة الملك المعظم الذي يقود حاليًا "دبلوماسية الحكمة"، متنقلا بين العواصم العربية والعالمية من أجل احقاق الحق لأصحابه. وقد شاركت في بيانات الشجب والاستنكار كنائس مصر اي الكنائس القبطية بشقيها الكاثوليكي والارثوذكسي والعراق ولبنان، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، فأعربت كلها معًا وبصوت واضح ومباشر وعالٍ "عن خيبة أملها" إزاء القرار، خصوصًا في ضوء الادعاءات العلنية للرئيس ترامب عن "دعم المسيحيين في الشرق الأوسط".
وفي الفاتيكان، جدّد الكرسي الرسولي موقفه الصريح والواضح، في بيان خاص صدر قبل أيام، وجاء فيه بأن الفاتيكان يستشعر المخاوف حيال آفاق السلام في المنطقة والتي شكلت محور المبادرات المختلفة في هذه الأيام، ومن بينها الاجتماعان الطارئان اللذان دعت إليه جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدًا على موقفه بشأن الطابع الفريد للمدينة المقدسة وأهمية احترام الوضع القائم تماشيًا مع مقررات الجماعة الدولية، ومجددًا كذلك قناعته بأن الحل التفاوضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو وحده القادر على تحقيق سلام مستقر ودائم، وعلى ضمان تعايش سلمي بين دولتين، ضمن حدود معترف بها دوليًا.
وفي القدس، طبعًا، فإضافة إلى بيان مجلس رؤساء الكنائس، الذي جاء على شكل رسالة بعثوا بها إلى الرئيس الأمريكي، وأعربوا فيها عن رفضهم من تغيير الوضع الراهن في القدس، كان البطريرك ميشيل صبّاح يقول من بيت ساحور: لقد "قرر ظالمونا في هذه الأيام أن يحرمونا فرح العيد، فقدموا لنا الحرب بدل السلام، ومع ذلك مهما قال كبار هذا العالم وأسياد الحرب، فلن نفقد فرح العيد ولا فرح الحياة، بل سنبقى؛ سنبقى في بيوتنا، سنبقى في القدس عاصمة لنا، عاصمة لحياتنا اليومية وعاصمة لصلاتنا، مهما قرروا وقالوا".
لكن الأمر لم يقف عند الحدود العربية، فكنائس أوروبا هي الأخرى قالت كلمتها، عبر البيان الصارخ لمجلس أساقفة اوروبا، وجاء فيه بأن المجلس يضم صوته إلى النداءات الصادرة من مختلف أنحاء العالم حول احترام الوضع الراهن لمدينة القدس تماشيًا مع قرارات الأمم المتحدة، فمن المستحيل فهم الجذور المسيحية لأوروبا دون ربطها بالقدس، فهي أيضًا بالنسبة للشعب الأوروبي ’بيت الآباء‘ وهي ’الوطن‘ لكثير من الشعوب التي تصلي داخل المدينة المقدسة من مختلف الأديان. وأشار المجلس الذي يضم جميع اساقفة اوروبا الكاثوليك بأن تغيير الوضع الراهن سيخلق مناخًا معاديًا للسلم، داعيًا جميع الأطراف المعنية إلى العمل ’بالعدل والحكمة‘ من أجل الحفاظ على السلام وتعزيزه.
ونتوجه إلى الولايات المتحدة نفسها، حيث أبلغ مجلس الأساقفة الكاثوليك وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يتطلب مشاركة أمريكية ’حكيمة‘ لبناء مستقبل أفضل لكلا الشعبين، لافتًا بأن إجراءات نقل السفارة سيعرض هذا المستقبل للخطر.
وقال الأسقف اوسكار كانتو، رئيس اللجنة الأسقفية ’عدل وسلام‘ الدولية التابعة للمجلس الذي يضم اساقفة مختلف الولايات الامريكية، بأن حل النزاع يتطلب "مشاركة حاسمة ومستمرة" للتغلب على خمسين عامًا من الصراع "ومن مظالمه الفاضحة وأعمال العنف العشوائية".
وكان ذات الأسقف قد كتب في الأول من شباط هذا العام بأن "نقل السفارة إلى القدس هو بمثابة الاعتراف الخطير بالقدس الموحدّة على أنها عاصمة إسرائيل". ولفت إلى أن المجتمع الدولي قد أقرّ بضرورة تحديد وضع القدس في اتفاقيات متبادلة بين إسرائيل وفلسطين. وقال إن نقل السفارة سيقوّض التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، مضيفًا أن الولايات المتحدة عملت على الدوام على تقديم "الريادة والدعم" لعملية السلام.
وبالاضافة الى العديد من البيانات والدعوات للصلاة التي صدرت عن البطاركة ورؤساء الكنائس الارثوذكسية في العالم، برز صوت رئيس اساقفة كانتربري – رئيس الكنيسة الانجليكانية في بريطانيا – ليقول بانّ الحفاظ على "الوضع الراهن" في مدينة القدس هو من أهم مقوّمات الرجاء والسلام والمصالحة لليهود والمسيحيين والمسلمين في الاراضي المقدّسة".
القدس توحدنا: مسلمين ومسيحيين... إنها قد وحدّت الأسرة البشرية برمّتها.
شكرا يا قدس.