البوكمال.. "رأس حربه" جديدة لداعش فى سوريا
الخميس 14/ديسمبر/2017 - 05:20 م
طباعة
يبدو أن تنظيم داعش سوف يحول منطقة البوكمال رأس حربه جديدة له فى سوريا فبعد ساعات من إعلان الرئيس السورى فلاديمير بوتين سحب قواته من سوريا تمكن تنظيم داعش من السيطرة على عدة مناطق في ريف مدينة البوكمال بعد معارك مع قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية المساندة له. يأتي ذلك على الرغم من التصريحات الروسية والإيرانية التي تؤكد القضاء على التنظيم في دير الزور بشكل كامل.
وبحسب مصادر محلية، فإن التنظيم شن عدة هجمات على مواقع النظام والميليشيات في مناطق (السيال والصالحية والجلاء والحسرات) ما أدى لمقتل 15 عنصراً من ميليشيا "لواء القدس الإيراني" وعدد آخر من النظام كما تمكن التنظيم من بسط سيطرته على بلدات (الطواطحة والصالحية) وحي الكتف في الجهة الشمالية الغربية لمدينة البوكمال وعلى قرية الكشمة جنوبي الميادين، كما تمكن من قطع طريق دير الزور البوكمال.
وتدور منذ أكثر من شهر معارك في أطراف مدينة البوكمال وصفها المحلل العسكري المقدم منذر ديواني بـ"الكر والفر" بين الطرفين، مشيراً إلى أن التنظيم يعتمد على الهجمات المباغتة منطلقاً من مناطقه في (معيزيلة وبادية الحمدان) بعد أن كان يواجه قوات النظام بشكل مباشر على الأرض، مرجعا السبب إلى التغطية النارية الكثيفة من قبل الطائرات الروسية.
ورجح ديواني أن التنظيم سيعتمد على مثل هذه الهجمات في السيطرة على قرى أخرى في قادم الأيام مستعيناً بطبيعة الأرض والأنفاق التي أعدّها مسبقاً في الفترة الماضية.
وفي ظل هذه الخسائر التي يُلحقها داعش بقوات النظام والميليشيات الإيرانية، أعلنت روسيا قبل أيام على لسان وزارة الدفاع أنها استطاعت بمساعدة النظام التخلص من التنظيم في سوريا بشكل نهائي إلا أن أمريكا شككت في هذه التصريحات وأكدت أن موسكو والأسد لم يحرزا أي تقدم في محاربة الإرهاب، وأن التنظيم مازال ينتشر في ريف دير الزور.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن سحب قسم كبير من قواته المتواجدة في سوريا بعد أن أنهت مهمتها في "محاربة الإرهاب" بحسب قوله كما سبق وأعلن قائد ميليشيا "فيلق القدس الإيراني" قاسم سليماني قبل نحو شهر استعادة كامل البوكمال من التنظيم، سبقه إعلان مماثل لوزارة الدفاع التابعة لنظام الأسد.
يذكر ان مدينة "البوكمال" لها اهمية استراتيجية كبيرة حيث تقع هذه المدينة في ريف محافظة دير الزور شرقي سوريا، على بُعد 8 كيلومترات من الحدود مع العراق، وتتوسط بادية الشام والجزيرة الفراتية، حيث يمر بها نهر الفرات القادم من تركيا، وتقع على الضفة الغربية منه، وهي آخر نقطة للنهر في سوريا، قبل أن يدخل الأراضي العراقية.
يبلغ عدد سكان مدينة "البوكمال" 50 ألفا طبقا للتقديرات المنشورة في يونيو 2016، وأغلبهم من "عشيرة البوكمال" العربية، وتحظى بمكانة تجارية مهمة، كونها مدينة حدودية تمر بها طريق دولية على مجرى الفرات تصلها بدير الزور في الشمال وبالحدود العراقية في الشرق، وتتوسطها سوقا رئيسية وأسواقا ثانوية تعج كلها بالحركة التجارية النشطة.
تأسست مدينة البوكمال عام 1864م، بعد أن كانت قرية صغيرة تسمى النحامة وتقع في منطقة سهلية على الضفة اليمني لنهر الفرات، في الجهة الشرقية من سوريا وترتفع عن سطح البحر بمقدار 165 مترا، وعلى خط عرض 532 شمال خط الاستواء، ومناخها شبه صحراوي ومعدل أمطارها السنوي 150 مم ومساحتها 2000 هكتار.
ونظراً لما تتمتع به المدينة من أهمية استراتيجية بالنسبة لتنظيم "داعش" الإرهابي، لوقوعها على الحدود السورية العراقية، وخاصة بعد سيطرة "داعش" على مدينة القائم العراقية المواجهة لمدينة البوكمال، بالإضافة إلى عدد من المحافظات العراقية، سيطر التنظيم الإرهابي على المدينة، اعتبارا من عام 2014، وجاءت سيطرة التنظيم بعد معارك شرسة استمرت 4 أيام وقد أصبحت المدينة هدفا للقصف المتكرر من طيران "التحالف الدولي"، كما صارت هدفا للطيران الحربي الروسي بعد تدخل روسيا في سوريا.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من ان الجيش السوري حرر المدينة وانت آخر معقل له على الأراضي السورية ولكن يبدو انه عاد اليها مجددا ليستخدمها كرأس حربه فى صراعه فى سوريا