روسيا والوجود "الأبدي" في سوريا

الثلاثاء 26/ديسمبر/2017 - 01:58 م
طباعة روسيا والوجود الأبدي
 
يبدو ان روسيا تؤسس لوجود "أبدي"   فى سوريا حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع سيرجي شويغو قوله، يوم الثلاثاء 26-12-2017م ، إن روسيا بدأت التأسيس لوجود دائم لها في قاعدتيها الجويتين بسوريا في طرطوس وحميميم واعتمد رئيس الأركان الأسبوع الماضي هيكل القاعدتين في طرطوس وحميميم و بدأنا إقامة وجود دائم هناك".
وكان مجلس الدوما الروسي قد صادق على الاتفاقية بين موسكو والنظام السوري حول توسيع مركز إمداد الأسطول الروسي في طرطوس بسوريا وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي نقولاي بانكوف أن الاتفاق يشمل توسيع مساحة القاعدة البحرية العسكرية الروسية في طرطوس إلى نحو 14 هكتارا إضافيا، أي ما يعادل 240 ألف متر مربع بناءً على الاتفاقية بين البلدين.
والاتفاق الذي تم توقيعه في يناير 2017 هو نافذ المفعول لـ 49 سنة، ويسمح بوجود 11 سفينة حربية روسية في مرفأ طرطوس في آن واحد، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.
 وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد شكتت فى وقت سابق فى  إعلان روسيا عن سحب قسم كبير من قواتها في سوريا وقال المتحدث باسم البنتاجون إن تصريحات موسكو حول سحب قواتها لا تعني عادة تقليصاً فعلياً لعديد عسكرييها، ولا يؤثر على أولويات الولايات المتحدة في سوريا و أن التحالف الدولي سيستمر بالعمل في سوريا وتقديم الدعم للقوات المحلية ميدانياً.
بعد شهر على إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سحب معظم قواته من سوريا، لا تزال موسكو ترسل تعزيزاتها إلى البلاد جوا وبحرا، وذلك مع تزايد المؤشرات على انخراط أكبر في العمليات على الأرض وتوفير الدعم القتالي عن قرب لقوات النظام.
وهو ما ثبت بشكل عملى حيث تظهر جميع المؤشرات أن القدرات العسكرية الروسية لا تزال على نفس المستوى ووفقا لتحليل أجرته وكالة رويترز، لا يوجد أي تراجع في عمليات الإمداد، حيث إن الرحلات المنتظمة لطائرات الشحن التابعة للجيش الروسي لا تزال تصل قاعدة حميميم.
وكشفت عمليات استعادة تدمر عن دور روسي أكبر مما كان معلنا، مع معلومات عن وجود قوات خاصة روسية في سوريا، إضافة إلى فرق كاملة من المهندسين العسكريين ونشر مدونون أتراك صورا ومقاطع فيديو على الإنترنت أظهرت سفينة الإنزال الروسية "ساراتوف" أثناء عبورها لمضيق البوسفور، في طريقها إلى قاعدة طرطوس البحرية محملة بعشر شاحنات عسكرية على الأقل، في مشهد يتكرر منذ الإعلان عن سحب القوات.
وبحسب محللين، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة إرسال قوات روسية وعتاد عسكري إلى سوريا جوا كذلك، حيث تنقل طائرة شحن من طراز إليوشن شحنتين في الشهر إلى سوريا، تم تعقب آخرها في العاشر من أبريل الحالي.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن لدى روسيا حاليا أكثر من 30 طائرة هليكوبتر في سوريا في كل من قاعدة حميميم والشعيرات الجوية جنوب شرقي حمص.
ويرى محللون أن ما تم سحبه في الحقيقة هو المقاتلات الهجومية، لتستبدل بالمروحيات التي من بينها مروحيات كيه إيه-52 المماثلة للأباتشي الأميركية، وهو ما يمثل قوة أكبر كثيرا مما كانت عليه من الناحية الفنية. وقد تلعب دورا أكبر في المعارك من ذلك الذي كانت تلعبه المقاتلات فيما سبق بل وتقر روسيا بوجود قوات خاصة في سوريا للمرة الأولى تنفذ مهام استطلاع تنطوي على مخاطر كبيرة إلى جانب مهام أخرى.
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان روسيا تؤسس لوجود "أبدي"    ربما لن ينتهي فى المستقبل البعيد فى سوريا وهو الامر الذى يتكشف تفاصيله بشكل شبه يومي . 

شارك