الأصوليون الإيرانيون والأمريكان.. حجة المرشد لقمع تظاهرات الغلاء

السبت 30/ديسمبر/2017 - 07:37 م
طباعة الأصوليون الإيرانيون
 
تسببت التطورات الأخيرة التي تشهدها إيران من احتجاجات شعبية اعتراضاً على الغلا وسياسة التقشف التي أعلنها الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخراً، في إحراج لنظام المرشد الإيراني علي خامنئي الذي لطالما أعلن تحكم بلاده في 4 عواصم عربية (بغداد – دمشق – لبنان – صنعاء)، وكما هو متوقعاً فإن النظام الإيراني سيلقي مبررات ما حدث على ما يسمى مؤامرة الأميركان ومخطط الأصوليين. 
أميركا التي ما لبست أن استغلت التطورات الداخلية في إيران حتى أعلنت ضرورة احترام الحريات الداخلية في إيران، وهو اغلامر الذي اعترضت عليه الخارجية الإيرانية التي أدانت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الأخيرة حول الحريات في إيران.
وقابلت السلطات الإيرانية الاحتجاجات الشعبية بعنف مفرط وذلك بإعاز من رجال الدين الذين شددوا على عدم السماح لدولة الشماته في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.

الأصوليون الإيرانيون
وكما هو متوقع سيتم إجهاض تلك الاحتجاجت مخافة أن تتوسع إلا أن استمرارها سيقلقل بلا شك وضعية إيران المتحكمة في تطورات الاحداث في العراق وسورية، لذلك ستعمل  الحكومة الإيرانية على انهاء المسألة في أقرب وقت ممكن.   
الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أشار في تصريحات صحافية اليوم السبت إلى أن أمريكا ليست بموقع لتبدي تعاطفها مع الشعب الإيراني، وقال: "الشعب الإيراني لا يعط أي اهتمام لتصريحات ترامب حول إيران"، وأضاف "الدستور الإيراني دستور ديمقراطي ويضمن حقوق المواطن، والشعب الإيراني شارك في اختيار نظامه الحاكم وشارك في انتخاب رئيس الجمهورية".
وشدد بهرام على أن "أمريكا ليست بموقع لتبدي تعاطفها مع الشعب الإيراني وأن الشعب يتذكر المؤامرات على بلادهم ومحاولات الانقلاب منذ عقود مضت".
وعن الاتهامات المرسلة لما يسمى مؤامرة الأصوليين، لفت النائب الأول لروحاني إسحق جهانكيري، إلى أن الأحداث التي وقعت في البلاد بذريعة مشكلات اقتصادية، يبدو أن هناك أمراً آخر وراءها. ولمّح إلى أن الخصوم الأصوليين نظموا التظاهرات، قائلاً: "يعتقدون بأنهم يؤذون الحكومة بما يفعلون. أثق بأن ذلك سيرتد عليهم وسيحرقون أصابعهم". وتابع: "عندما تُطلَق حركة اجتماعية وسياسية في الشوارع، فإن مدبّريها لن يكونوا بالضرورة قادرين على السيطرة عليها في النهاية".

الأصوليون الإيرانيون
أما "الحرس الثوري"، فشدد على ضرورة الوفاق والتعاضد والتحلّي بوعي وطني، لمواجهة مؤامرات العدو الجديدة وخطط مضمري الشرّ لإيران.
كان السيناتور الجمهوري توم كوتون، حضّ الإدارة الأميركية على دعم الاحتجاجات في إيران، وورد في بيان أصدره انه "حتى بعد بلايين (الدولارات التي نالتها طهران) في تخفيف العقوبات من خلال الاتفاق النووي، لا تزال عاجزة عن تأمين الاحتياجات الأساسية لشعبها، ربما لان الكثير من تلك الأموال دفع في حملة عدائية اقليمية، في سورية ولبنان والعراق واليمن". 
واعتبر ان الاحتجاجات تُظهِر أن النظام الذي تقوده أيديولوجيا الكراهية، لا يمكنه الحفاظ على تأييد شعبي واسع إلى الأبد. وزاد: "يجب أن ندعم الشعب الإيراني الراغب في المخاطرة بحياته للتعبير عن معارضته".
وفي 19 ديسمبر الحالي أعلنت الحكومة في إيران خطة تقشف جديدة، اقتضت الخطة رفع سعر الوقود بنسبة 50%، وقررت الحكومة إلغاء الدعم النقدي عن أكثر من 34 مليون شخص، وحذر الخبراء الاقتصاديون المقربون من الرئيس حسن روحاني من أن تلك الخطة ستؤدي إلى انفجار اجتماعي، لكن روحاني لم يبال بتلك النصائح وقرر المضي قدما في خطة التقشف.

الأصوليون الإيرانيون
في نفس الخطة التقشفية قررت الحكومة زيادة ميزانية التسليح العسكري، لتذهب معظم ميزانية التسليح العسكري لمؤسة الحرس الثوري، وتدير مؤسسة الحرس الثوري العمليات العسكرية خارجيا مثل دعم الحوثيين وحزب الله و حماس ودعم النظامين في سوريا والعراق.
ارتفع عدد الفقراء بموجب رفع الدعم من 20 مليون نسمة إلى 54 مليون نسمة، ليخرج مساء الأربعاء 27 ديسمبر عمال ومواطنون في مظاهرة محدودة للمطالبة بالتراجع عن خطة التقشف، وكانت المظاهرة في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان، لكن قوات الأمن تعاملت معهم بعنف مفرط.

شارك