مجلس الأمن يناقش احتجاجات ايران – الولايات المتحدة تحذر وموسكو تدعوها لعدم التدخل
السبت 06/يناير/2018 - 12:16 م
طباعة
حذرت الولايات المتحدة في اجتماع عاجل لمجلس الأمن حول الوضع في ايران طهران من ان "العالم يراقب" أفعالها بعد قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقبيل انعقاد المجلس طالبت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة بعدم السماح بتكرار السيناريو السوري في إيران: "بدأت الفظائع بنظام قاتل يحرم شعبه من حق التظاهر بشكل سلمي".
وقد عقد المجلس جلسة طارئة بناء على طلب أمريكي لبحث الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران امس الجمعة على الرغم من مقاومة إيران وبوليفيا وفرنسا ودول أعضاء أخرى لعقد مثل هذه الجلسة. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن "الحرية والكرامة الإنسانية لا يمكن فصلها عن السلام والأمن". وأضافت أن النظام الإيراني "تحت الملاحظة" وأن "العالم سيراقب ما تفعلون".
بينما حذرت روسيا مجلس الأمن الدولي من عدم التدخل بشؤون ايران حتى لو أدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة الى سقوط قتلى. وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا "نأسف للخسائر بالأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جدا". وأضاف "مع ذلك، دعوا ايران تتعامل مع مشاكلها الخاصة". واتهمت واشنطن بالتدخل في شؤون ايران الداخلية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة تاس الرسمية "نحذر الولايات المتحدة من أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية". وقال ريابكوف إنه "رغم المحاولات العديدة لتشويه ما يجري فعلا (في إيران)، أنا على ثقة أن جارتنا وصديقتنا، ستتغلب على صعوباتها الحالية". وانتقد ايضا دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة أعمال العنف.
من جانبها اتهمت ايران على لسان غلام علي خوشرو سفير إيران لدى الأمم المتحدة إن لدى حكومته "أدلة دامغة" على أن الاحتجاجات التي وقعت في إيران في الآونة الأخيرة "موجهة بشكل واضح من الخارج". وقال خوشرو أيضا إن الولايات تجاوزت سلطاتها بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي بدعوتها لعقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات. وأضاف "للأسف فعلى الرغم من اعتراض بعض من أعضائه فإن هذا المجلس سمح لنفسه بأن تتعدى الإدارة الأمريكية الحالية عليه بعقد اجتماع بشأن قضية تقع خارج نطاق تفويضه".
وفي سياق متصل ، أفادت وكالة "مهر" الإيرانية اليوم الخميس بأن وزارة الاتصالات رفعت الحجب عن تطبيق انستجرام، ما قد يعني التأكيد على استعادة الهدوء وتراجع الاحتجاجات. وكانت السلطات أعلنت الأحد الماضي حجب تطبيقي تليجرام وانستجرام خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد.
ويذكر ان رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي قد حث المصلين في خطبته على التعامل مع من ينظمون المظاهرات في مختلف أنحاء البلاد ضد الحكومة الإيرانية والنخبة الدينية بأنهم أعداء للإسلام. ولليوم الثالث على التوالي، جرت تظاهرات مؤيدة للنظام بعد صلاة الجمعة في العديد من المدن وخصوصا في تبريز (شمال غرب) وكرمان (جنوب) للتنديد بـ"مثيري الفتنة"، بحسب الصور التي عرضها التلفزيون الرسمي.
وقد أعلن محمد علي الجعفري قائد حرس الثورة الإيرانية أمس انتهاء المظاهرات المناهضة للحكومة، وقال :"يمكننا القول إن اليوم كان نهاية المؤامرة". ولقي ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم في المظاهرات التي شهدتها إيران منذ الخميس الماضي احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية.