لماذا رفضت "حماس" و"الجهاد" المشاركة في اجتماع المجلس المركزي؟
السبت 13/يناير/2018 - 08:23 م
طباعة
في الوقت الذي تستعد فيه حركة "التحرير" الفلسطينية فتح التجهيز لاجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، مارست حركتا المقاومة الاسلامية (حماس) و"الجهاد الإسلامي" هوايتهما في المزايدة على فتح، حيث أعلنت الحركتان اليوم (السبت)، عدم المشاركة في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الذي سيعقد غداً في الضفة الغربية المحتلة، وأشارت الحركتان إلى أنه لن يخرج بقرارات ترقى الى مستوى طموحات الفلسطينيين في ظل الظروف الحالية، وذلك وفق ما أعلنت الحركتان.
كانت مؤشرات إيجابية ظهرت أخيراً وتفيد بمشاركة حماس في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني عندما وجهت إليها الدعوة، لكن بين ليلة وضحاها أعلنت حماس امتناعها عن المشاركة قبل انعقاد المجلس بيوم واحد، ولماذا لم تعلن موقفها قبل ذلك، ما يعني أنها ربما تلقت قراراً من الخارج يفيد عدم المشاركة.
كانت حركتا فتح وحماس وقعتا في القاهرة خلال أكتوبر الماضي اتفاق مصالحة بين الحركيتن، على أن يشمل ذلك الاتفاق تمكين حركة حماس حكومة رامي الحمد الله من أداء عملها في قطاع غزة، على أن تتبع تلك الخطوة عقد انتخابات نيابية وجلسات حوار.
وأعرب مراقبين عن تخوفهم من مساعي دول في المنطقة تنفتح عليهم "حماس" من الضغط عليها لإفساد المصالحة التي ترعها مصر وتحرص على إزالة جميع المعوقات التي ربما تقف أمام الحركتين.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران قال في بيان: الظروف التي سيعقد المركزي في ظلها لن تمكنه من القيام بمراجعة سياسية شاملة ومسؤولة، وستحول دون اتخاذ قرارات ترقى لمستوى طموحات شعبنا واستحقاقات المرحلة. وأضاف: "عليه، اتخذت الحركة قراراً بعدم المشاركة في اجتماع المجلس المركزي في رام الله".
كما قال عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الفلسطينية"، محمد الهندي:" الحركة رفضت المشاركة في الاجتماع، فالقرارات التي ستخرج عنها لن تتجاوز السقف السياسي للسلطة (الفلسطينية) التي ما زالت ترى في المفاوضات واتفاق أوسلو كأنه جار ومن ممارسات على الأرض مثل التنسيق الأمني كطريق.
ومنذ أن أعلن ترامب قرار نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وتطالب حركة حماس والجهاد الحكومة الفلسطينية المثمثلة في حركة "فتح"، الانسحاب من اتفاق أوسلو ووقف التتنسيق الامني مع دولة الاحتلال دون أن تقدم حلول لما بعد وقف هذه الإجراءات.
الهندي أضاف: "التصريحات الإيجابية التي سمعناها من السلطة خلال الأيام الماضية بعد قرار (الرئيس الاميركي دونالد) ترامب الأخير (حول القدس) لم تترجم على أرض الواقع، و كأنها تصريحات هوائية لا قيمة لها".
وتابع: "كان من المفترض أن تبنى على هذه التصريحات قرارات مثل وقف المفاوضات، والتنسيق الأمني، وسحب الاعتراف (باسرائيل)، وإنجاز المصالحة الوطنية، لكن فوجئنا بالإعلان عن اجتماع المركزي في رام الله.
وأشار الهندي إلى أن الحركة لهذه الاسباب ولأسباب اخرى اتخذت قرار عدم المشاركة.
ويعقد المجلس المركزي لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" غداً الأحد 14 يناير 2018 في رام الله اجتماعاً، لبحث الردود المناسبة على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب المثير للجدل الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
وذكر مسؤولون كبار أن بين الخيارات التي سيتم بحثها في الاجتماع الذي يستمر يومين، تعليق محتمل لاعتراف "منظمة التحرير الفلسطينية" بالدولة العبرية، الذي يعود الى عام 1988.
وسيجتمع المجلس المركزي ليومين في رام الله بحضور 121 عضواً، في فترة تشهد العلاقات الاميركية- الفلسطينية توتراً شديداً منذ قرار ترامب، ومهما كان قرار المجتمعين، سيعود القرار النهائي الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
من جانبه، قال القيادي الفتحاوي جهاد الحرازين، إن قرار حركة "حماس" الامتناع عن المشاركة في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني يعني عدم مشاركتها في صناعة القرار الفلسطيني في ظروف استثنائية تمر بها القضية الفلسطينية، مما يستوجب أن يكون هناك موقفًا فلسطينيًا وطنيًا موحدًا؛ لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك القرارات الاحتلالية.
واعتبر الحرازين رفض قيادات حماس حضور اجتماع المجلس المركزي لعقده في مدينة رام الله مبررًا غير مقبول، لأنها تمارس عملها في الضفة الغربية بشكل طبيعي مع تواجد قيادات وأعضاء مجلس تشريعي لحركة "حماس" داخل الضفة الفلسطينية.
وأكد على أهمية عقد جلسات المجلس المركزي على أرض الوطن، من أجل التأكيد على الهوية الفلسطينية من خلال قيام المؤسسات بمهامها داخل الوطن تجسيدًا لحالة من السيادة، فضلًا عن وجود دعوات قد وجهت إلى كافة القنصليات والسفارات في مدينتي رام الله والقدس من أجل حضور الجلسة الافتتاحية، واصفًا أمتناع "حماس" عن المشاركة بالتهرب من المسئولية الوطنية في ظل تواجد تحديات كثيرة تتطلب المواجهة، متسائلًا ألم تشارك "حماس" في الانتخابات التشريعية بالضفة من قبل.