جدل في ألمانيا حول إستخدام الجيش التركي لأسلحة ألمانية في عفرين

الثلاثاء 23/يناير/2018 - 02:37 م
طباعة جدل في ألمانيا حول
 
أثار ظهور دبابات ألمانية من طراز (Leopard 2A4) ضمن الحشود العسكرية التركية على الحدود السورية جدلا داخل الأروقة السياسية في ألمانيا بعد إنتقاد اليسار الألماني لتزويد ألمانيا لتركيا بالأسلحة. 
وقد أكد خبير في وزارة الدفاع الألمانية تقارير بشأن استعمال الجيش التركي أسلحة ألمانية في حملته العسكرية بمنطقة عفرين شمال سوريا. وكانت منظمة "الشعوب المضطهدة" دعت الحكومة في برلين للتحقيق في صحة تقارير بهذا الشأن. وصرح الخبير أسلحة في الجيش الألماني امس  أن القوات المسلحة التركية تستخدم في عمليتها العسكرية ضد مسلحين أكراد في منطقة عفرين شمالي سوريا دبابات ألمانية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) دون الكشف عن هوية هذا الخبير.
وجدير بالذكر أن الحكومة الألمانية تمنح تصاريح لتصدير أسلحة لتركيا على نحو مقيد منذ تفاقم الخلاف مع الحكومة التركية. ومن القضايا الخلافية الكبرى بين البلدين اعتقال مراسل صحيفة "دي فيلت"  الألمانية دينيز يوجيل، الذي يقبع في السجن الاحتياطي في تركيا بدون توجيه اتهام له منذ أكثر من 11 شهرا.
وقد أظهرت برلين قلقها عبر وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابريل الذي ابلغ  نظيره التركي قلق بلاده من التصعيد الجاري شمال غرب سوريا ومن تأثيراته الإنسانية المحتملة على السكان،وفي الوقت ذاته  تتجنب الحكومة الألمانية توجيه نقد صريح لحكومة أنقرة بشأن الهجوم التركي فيما تتنامى انتقادات أحزاب المعارضة الألمانية للموقف الرسمي المتسم بالحذر.
وقد اثار موقف الحكومة الألمانية  انتقادات أحزاب المعارضة. ساره فاغنكنيشت من حزب اليسار طالبت الحكومة الألمانية بأن "تشجب بوضوح الحرب العنيفة العدوانية التي تشنها تركيا" ، مطالبة في نفس الوقت بوقف تسليم شحنات السلاح المتفق عليها إلى تركيا وبسحب الجنود الألمان المستقرين في تركيا.
وقد تردد صدى الهجوم التركي على عفرين في الشارع الالماني  حيث شهدت عدة مدن مظاهرات احتجاجية وأحداثا تتعلق بالتطورات الأخيرة في عفرين. وفي مطار هانوفر اشتبك محتجون أكراد مع مسافرين أتراك. 
وقد علقت علقت الصحف الألمانية على الحملة العسكرية التركية ضد القوى الكردية في مدينة عفرين السورية. حيث نشرت صحيفىة برلينر تسايتونج مفاده ان الهجوم يمكن أن تكون له تبعات غير متوقعة بالنسبة إلى عموم المنطقة، لأنه يطال الآن ولأول مرة مناطق كردية مركزية. ويُخشى وقوع مواجهات مع سقوط الكثير من الضحايا المدنيين وحصول دمار واسع النطاق ، ولا أحد يعرف كيف سيكون رد فعل الأكراد في تركيا. ولا مبالاة واشنطن تتحمل مسؤولية كبيرة في إدارة النزاع الكردي التركي. أما صحيفة "دي فيلت" فقط سلطت الضوء على الموقف الأمريكي تجاه التدخل التركي، وكتبت تقول: وزارة الخارجية الأمريكية حذرت فقط بوجه عام من خطر الأمن على المنطقة برمتها. لكنها أكدت أن عددا كبيرا من الضحايا المدنيين وهزيمة لوحدات حماية الشعب ستغير كل شيء. وستكون الولايات المتحدة الأمريكية أكثر أو أقل مرغمة على التدخل بعدما فشلت محاولات دبلوماسية لمنع الشريك في الناتو تركيا من التدخل.

شارك