"طالبان" تتحدى استراتيجية ترامب الأمنية بتفجير في قلب كابول
الأحد 28/يناير/2018 - 08:52 م
طباعة
بعد أيامٍ من إعلان البيت الأبيض استراتيجية أمنية جديدة لمواجهة المتطرفين في أفغانستان في إشارة إلى مساعي القضاء على حركة "طالبان" الأفغانية المتشددة، شهدت كابول هجوماً داميًا أسفر عن مقتل نحو 95 شخصًا وإصابة 158 آخرين، كأول رد على تلك الاستراتيجية.
ويبدو أن الحركة تريد أن تثبت أنها لم تضعف بسبب الاستراتيجية الجديدة، من خلال سلسلة من الحوادث التي وقعت الأسبوع الأخير، لإظهار قدرتها على شن هجمات دامية وضخمة، حتى في قلب كابول الذي يعد أكثر المناطق تحصينًا.
وعلى الرغم من ان الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني أثنى على استراتيجية حلفائه من الأميركيين، إلا انه بعد الهجوم بات في موضع لا يحسد عليه، خاصة أن الهجوم يأتي بعد أيام قليلة من الهجوم على فندق " إنتركونتننتال" والذي أسفر عن قتل 22 من نزلاء الفندق.
كانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أعلنت خلال زيارتها أفغانستان أخيرًا أن سياسة الرئيس دونالد ترامب ناجحة، وأن محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" أقرب من أي وقت مضى.
وعلى الرُغم من أن "طالبان" لم تعلن حتى اليوم الاحد، مسؤوليتها عن العملية الإرهابية، إلا ان أصابع الاتهام تتجه إليها، وقد هزّ الانفجار أمس مبانيَ تبعد مئات الأمتار، وتناثرت جثث القتلى في الشارع وسط أكوام من الحطام.
اللافت للنظر أن "طالبان" يبدو أنها كانت تسعى إلى توجيه رسالة قوية مفادها أنها قادرة على التحد والمواجهة، خاصة أن الانفجار وقع في أحد الشوارع المهمة المكتظة بالمرور في كابول، إذ وقع الانفجار في الشارع الذي يضم سفارتي السويد وهولندا ومكتب تمثيل الاتحاد الأوروبي ومكتب القنصلية الهندية، لكن لم ترد تقارير عن إصابة أي من موظفيها في الهجوم.
وكشف نائب الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية نصرت رحيمي أن انتحاريًا استخدم سيارة إسعاف للمرور عبر نقطة تفتيش وسط كابول، حيث قال للشرطة إنه ينقل مريضاً إلى مستشفى قريب، قبل أن يُفجر نفسه عند نقطة تفتيش ثانية. ولفت إلى أن معظم الضحايا من المدنيين، وبعض العسكريين.
وقال النائب مير واعظ ياسيني الذي كان قريباً من موقع الانفجار لدى حدوثه، إن سيارة الإسعاف اقتربت من نقطة التفتيش ثم انفجرت، وكان الهدف على ما يبدو مبنى مجاوراً يتبع وزارة الداخلية. وروى شاهد يعمل موظفًا في أحد المكاتب ووجهه مصاب بجروح بالغة: "كنت جالساً في المكتب عندما وقع الانفجار... تناثر زجاج كل النوافذ وانهار المبنى وكل شيء".
واتهم ناطق باسم وزارة الداخلية شبكة حقاني المرتبطة بحركة "طالبان"، بالمسؤولية عن تنفيذ الهجوم، علمًا أن مسؤولين أفغانًا وغربيين يرون أن الشبكة تقف وراء أكبر الهجمات في مدن أفغانستان.
وتعهدت القوة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، مواصلة دعم الحكومة الأفغانية والقوات المسلحة في "المهمة الصعبة والخطيرة"، قائلة إنه لم يسقط أي من أفراد القوة، سواء قتلى أو مصابين، في هذا الهجوم الأخير.