تساؤلات حول نجاح ماكرون في الوساطة بين طهران والرياض
السبت 03/فبراير/2018 - 07:03 م
طباعة
قبيل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى العاصمة الإيرانية، طهران، لعقد مباحثات مع نظيره حسن روحاني بشأن جملة من الملفات المهمة بينها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، يبدو ان الرئيس الفرنسي مصرًا على لعب دور محوري في المنطقة، حيث كشفت تصريحات المسؤولين الإيرانيين، رغبة ماكرون في تقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لإنهاء حالة الاستقطاب الموجودة حاليًا في المنطقة.
شهدت السنوات الأخيرة صراعًا محتدمًا بين طهران والرياض، حيث دأب كليهما على دعم العناصر والجماعات المسلحة، والزج بها في مناطق الصراع، والأحداث التي تشهدها سورية واليمن ولبنان منذ نحو 6 سنوات شاهد على تلك السياسية.
عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية للبرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، قال خلال مقابلة مع وكالة "نادي المراسلين الشابا" البتابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، قال إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرسال رسالة إلى طهران تضمنت 3 مطالب قبيل زيارته المرتقبة إلى إيران، وأن ماكرون اشترط عقد مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني الرئيس حسن روحاني، بحيث يعلن خلاله روحاني موافقة طهران على المفاوضات حول برنامج الصواريخ، وقبول إيران الدعوة لعقد اجتماع ثلاثي مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية للتفاوض حول إنهاء دور إيران الإقليمي ودعمها للجماعات المسلحة كجماعة حزب الله اللبناني وميليشيات الحوثي في اليمن وتدخلها في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
تأتي هذه التطورات بعدما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي، الأوروبيين 120 يوما للتفاوض مع إيران من أجل مراجعة وإصلاح الاتفاق النووي بإضافة ملحقات حول عدة قضايا، منها برنامج الصواريخ وضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، ووضع حد لتدخل الحرس الثوري في دول المنطقة، وإنهاء دعم إيران للإرهاب.
كانت مصادر أوروبية قد أكدت أن إيران وافقت على مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل وسياساتها التخريبية في إطار سعيها للتوسع الإقليمي في الشرق الأوسط، وذلك نتيجة ضغوط الرئيس الأميركي ومطالبته بإصلاح الاتفاق النووي.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، جنبا إلى جنب مع منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، اتفقوا مع طهران حول بدء "محادثات مكثفة وجدية" بشأن برنامج إيران الصاروخي وتدخلاتها في شؤون بلدان المنطقة.
ويبدو أن طهران تتجه إلى فتح مفاوضات مع أميركا بشأن منظومة الصواريخ البالستية، خاصة أن الإدارة الإيرانية تتخوف من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، ما يعني العودة إلى نقطة الصفر وبالتالي عودة العقوبات الأوروبية الاقتصادية على طهران، الأمر الذي يضاعف الأزمة على الحكومة التي واجهت غضبة شعبية نتيجة سياسات التقشف.
وعلى الرغم من رفض عدد من أعضاء مجلس خبراء القيادة الإيرانية المطالب الأمريكية، إلا أنه من المؤكد أن طهران ستقبل التفاوض بشأن الصواريخ البالستية، فمن جهته، هاجم عضو مجلس الخبراء، أحمد خاتمي، الضغوط الأميركية - الأوروبية للحد من قوة الصواريخ الإيرانية، قائلاً: "في مجال سياسة الردع نقولها صراحة بأننا سنستمر بتصنيع ما نشاء من الصواريخ ولن نتفاوض مع أحد سواء فرنسا أو غيرها".
كما هاجمت وسائل إعلام التيار المتشدد بشدة حكومة روحاني، واعتبرت نمو فرنسا الاقتصادي بعد موجة الركود إلى المنح والهبات والعقود التي أبرمها روحاني قبل أشهر مع باريس، دون أن تحصل طهران على شيء بالمقابل.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن نيقولا دوفور، المدير العام لمصرف الاستثمار الفرنسي، أعلن عن منح قروض للمستثمرين الإيرانيين الذين يشترون البضاعة الفرنسية، واعتبرت ذلك تحايلاً على العقوبات الأميركية ضد إيران.
وماكرون أول رئيس دولة أوروبية يعلن عن زيارة مرتقبة لطهران منذ ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه، حيث قال إن زيارته إلى إيران ستكون في الوقت الملائم.
الجدير بالذكر ان باريس حاولت لعب دور الوساطة في اكثر من ملف من ملفات المنطقة، بينها الوساطة في الأزمة الليبية، واللبنانية وحاليًا الوساطة في الأزمة بين الرياض وطهران.