"غصن الزيتون" تضع العلاقات التركية الامريكية على المحك

الأحد 04/فبراير/2018 - 09:51 م
طباعة غصن الزيتون تضع العلاقات
 
يبدو أن العلاقات التركية الأمريكية تتجه إلى مزيد من التعقيد، فبينما هدّدت أنقرة اليوم الأحد بتوسيع عمليتها العسكرية ضد القوات الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا إلى مدينة منبج وحتى إلى شرق الفرات، غداة مقتل سبعة من جنودها بعد استهداف الاكراد دبابة تركية بصاروخ موجه، وحذرت العسكريين الاميركيين من استهدافهم اذا قاتلوا مع الأكراد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تعرف من منح الأسلحة "للإرهابيين" الذين قصفوا الدبابة التركية في عفرين أمس السبت. 
وتخوض أنقرة منذ نحو شهر حربًا في الشمال السوري في منطقة عفرين، وتستهدف من خلالها القوات الكردية، التي تسلحها الولايات المتحدة الامريكية، وتسعى أنقرة تأمين حدودها المشتركة مع سورية وطرد الاكراد من منطقة عفرين، وتستعين تركيا بقوات الجيش السوري الحر في المعركة. 
ويعتبر استهداف الدبابة التركية، هي اكبر عملية أحدثت أعداد القتلى في يوم واحد في عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا في 20 يناير، وتسعى تركيا بالتحالف مع فصائل من المعارضة السورية، إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين.
غصن الزيتون تضع العلاقات
أردوغان بحسب وكالة "الأناضول"، قال "نمتلك معلومات بشأن البلد الذي منح المسلحين الأسلحة التي قصفت الدبابة التركية في عفرين السورية، ولكن لا يصح الإفصاح عنها حاليا"، مؤكدًا أن بلاده عازمة على دحر "التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا عليها"، مشيرا إلى أنه تم "تحييد 935 إرهابيا منذ بدء عملية غصن الزيتون في عفرين".
من جانبه، قال نائب رئيس الحكومة بكري بوزداغ، لشبكة التلفزيون "سي ان ان - ترك" أنه اذا لم تنسحب (وحدات حماية الشعب الكردية) من منبج فسنذهب الى منبج، سنتحرك شرق الفرات"، ولا وجود للقوات الاميركية في عفرين وحولها، لكنها متمركزة في منبج شرق الفرات حيث ساعدت وحدات حماية الشعب في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
واكد بوزداغ ان تركيا لا تريد مواجهة مع القوات الاميركية وأن الجنود الاميركيين يمكن ان يعلقوا في القتال اذا ارتدوا بزات وحدات حماية الشعب، وقال "لا نريد اي مواجهة مع الولايات المتحدة في منبج ولا في شرق الفرات ولا في اي مكان آخر". واضاف "لكن الولايات المتحدة يجب ان تتفهم حساسيات تركيا. اذا ارتدى جنود اميركيون بزات الارهابيين او كانوا بينهم في حال حدوث هجوم ضد الجيش، فلن تكون اي فرصة للتمييز" بينهم وبين المقاتلين الاكراد، وتابع "اذا وقفوا ضدنا بمثل هذه البزات فسنعتبرهم.. ارهابيين". 
إلى ذلك، سعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى طمأنة نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون بالنسبة إلى العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي في سوريا، مشدداً على إنها تهدف إلى محاربة "عناصر إرهابية" وأن انقرة ليست لديها أطماع بأراضي بلد آخر.
غصن الزيتون تضع العلاقات
وأفادت وكالة الأناضول التركية للأنباء بأن اردوغان أكد لماكرون خلال اتصال هاتفي أن تركيا "ليست لديها أطماع بأراضي دولة أخرى"، وأن العملية العسكرية الحالية لا تهدف سوى إلى تطهير منطقة عفرين في شمال سوريا من العناصر الإرهابية، ولاحقاً، أفاد قصر الاليزيه في بيان بأن اردوغان وماكرون اتفقا خلال محادثتهما الهاتفية على العمل على خريطة طريق دبلوماسية في سوريا خلال الأسابيع المقبلة.

شارك