الحرس الثوري و"مهام" دموية جديدة فى العالم العربي
الإثنين 05/فبراير/2018 - 03:31 م
طباعة
يبدو ان الحرس الثوري الإيراني ستكون له "مهام" دموية جديدة فى العالم العربي فقد أعلن أنه "يستعد لحرب" في المنطقة، وأن قوات الرئيس السورى بشار الأسد والجيش العراقي يشكّلان "عمقاً استراتيجياً" لطهران، لا سيّما في سياستها لـ"الاشتباك مع العدو من بُعد".
ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن الحسين سلامي نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية قوله "من غير المنطقي أن يحصر أي بلد نطاق أمنه داخل حدود بلده ونحن نعتبر الجيشين السوري والعراقي العمق الاستراتيجي لنا. وأفضل استراتيجية للاشتباك مع العدو تكون عبر الاشتباك معه عن بُعد".
وقال الجنرال حسين سلامي، نائب قائد "الحرس"، إن ايران "أجرت تقويماً لكل نقاط القوّة والضعف لدى جبهة الاستكبار"، مضيفاً: "نحن على اطلاع كامل على كل القدرات الجوية والبحرية الأميركية المحيطة بإيران، ونعتبر ان خيار الحرب واقعي ونستعدّ له".
وأشار الى أن "واحداً من خيارات مواجهة أساطيل أميركا وحاملات طائراتها، لم يكن ببناء أساطيل مشابهة، بل بزيادة نسبة الدقة في الصواريخ الباليستية واستهداف هذه القطع البحرية في شكل دقيق ومحكَم، إذا اقتربت طائراتها من تنفيذ عمل عسكري".
وأضاف "لقد استطعنا إنتاج طائرات استطلاع بدون طيّار قادرة على التّحليق لمدة تتجاوز الـ 36 و48 ساعة كما تستطيع الطيران لحوالي ألفي كلم وهي قادرة على حمل مختلف أنواع الأسلحة وتنفيذ العمليات العسكرية".
وبين الجنرال الإيراني، أن بلاده "تملك حزمة متنوعة من القدرات الدّفاعية والقدرات الصاروخية هي واحدة من هذه الحزم، وأضاف: "نحن ندافع بصواريخنا عن مصالحنا".
بدوره، علّق الرئيس الإيراني حسن روحاني على "العقيدة النووية" الأميركية الجديدة، قائلاً: "تهدد الولايات المتحدة روسيا بوقاحة بأسلحة ذرية جديدة. الذين يُفترض أنهم يعتقدون بأن استخدام أسلحة الدمار الشامل جريمة ضد الإنسانية، يتحدثون عن أسلحة جديدة لتهديد منافسيهم بها، أو لاستخدامها ضدهم". وسأل "في هذه الظروف، هل يمكن دولة ان تقول إننا في مرحلة سلام ولا نحتاج الى قدرة دفاعية؟". وتابع: "يجب أن نعزّز قدراتنا الدفاعية، طالما هناك تهديد يواجهنا. يجب أن نكون أقوياء إلى حدّ سلب العدو الجرأة".
وقال الكاتب والصحفيّ السورى فايز سارة انه مما لا شك فيه، أن سوريا كانت الساحة الأكثر أهمية في نشاط الحرس الثوري في السنوات الأخيرة؛ إذ لم يقتصر دوره فيها على إرسال قوات من فيلق القدس فحسب، إنما نظم مجيء الميليشيات، التي يرعاها ويدعمها من «حزب الله» اللبناني إلى ميليشيا «زينبيون» الباكستانية وشقيقتها «فاطميون» الأفغانية، إضافة إلى ميليشيات عراقية أبرزها أبو الفضل العباس، وجميعها تقاتل تحت لواء «فيلق القدس» بقيادة قاسم سليماني الذي وسع حدود نشاط فيلقه في اتجاهات عدة بينها الإشراف على تشكيل «حزب الله» السوري الذي يتخذ من المنطقة الجنوبية قاعدة له، ودعم الميليشيات التابعة لنظام الأسد ولا سيما قوات الدفاع الوطني، وإنشاء شبكة علاقات مع أركان النظام في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تشييع السكان السنة في المناطق التي يسيطر عليها النظام في إطار المساعي المتواصلة لتوفير حاضنة اجتماعية لنفوذ إيران في سوريا.
لقد أحكمت إيران، على نحو ما فعلت في العراق، قبضتها على نظام الأسد وشددتها في السنوات الست الماضية. وكان الحرس الثوري أداتها الرئيسية في مساعيها عبر عملية معقدة ومتشابكة، كانت واجهتها عسكرية - أمنية، لكنها في الخلفية سياسية اقتصادية واجتماعية وثقافية، تجاوزت في استهدافها النظام وأجهزته إلى المجتمع الواقع تحت سيطرة النظام.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان الحرس الثوري الإيراني ستكون له "مهام" دموية جديدة فى العالم العربي وانه كما قال "يستعد لحرب" في المنطقة، سوف يورط فيها جميع حلفائه قبل خصومه بالمنطقة .