بعد دعوات إخوانية لحل «النور».. الانتخابات الرئاسية تجدد الصراع بين الإخوان والسلفيين
الإثنين 05/فبراير/2018 - 06:37 م
طباعة
علي الرغم من إعلان حزب النور السلفي تأييده ودعمه للرئيس عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المقبلة، إلا أنه فشل في تقديم مشروع فكري وسياسي، رغم الفرصة التي منحت له على مدار سنوات طويلة، لإثبات وجوده بمنهج مختلف ومغاير وعصري، وكذلك لم يفلح في التأقلم مع الدولة ومؤسساتها وأطياف المجتمع، ما يعني أن قرار تأييد السلفيين للرئيس السيسي لا يحمل تغيرات فكرية داخل التيار السلفي، ولا يمكن أن يخرج عن اطار المواءمة السياسية.
لكن جماعة الإخوان الإرهابية، لا تريد لحزب النور أن يبقى على الخريطة السياسية في مصر، فبالتزامن مع بدء الحزب لقاءات ومناقشات على المستوى القاعدي، بين قيادات الحزب وأعضائه فى مختلف المحافظات، حول الانتخابات الرئاسية، خرج إبراهيم الزعفرانى القيادى التاريخى السابق بجماعة الإخوان، مطالًبًا الدعوة السلفية بحل حزب النور، حسبما جاء فى بيان نشره عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك" تحت عنوان "نصيحة صدق وإشفاق لإخواننا فى حزب النور.. أدعو إخواننا فى حزب النور إلى سرعة الإعلان بحل الحزب"، معللا مطالبته بأن وجود الحزب يورط أبناء الدعوة السلفية ويحمله كثيرا من الاوزار عند الله وعند الناس، وأن مواقف حزب النور تشوه صورة الإسلاميين كما أن مواقفه تسقط جملة المنتمين للدعوة السلفية من نظر الكثيرين على المستوى الداخلى والمحلى والعالمى.
ومما لا شك فيه أن "الإرهابية" فتحت النار على الحزب السلفي، بقصد تفخيخه وتشويهه، لصالح افساد العملية الإنتخابية، فقد واصلت قيادات الإخوان وحلفائهم الهجوم على حزب النور، حيث وجه أحد الشيوخ التابعة للإخوان رسالة إلى الدعوة السلفية قائلا: "ائتمناهم على الدين فقلدناهم!"عبارة يقولها منتسبون للسلفية فى حق معاصريهم من شيوخهم الدعاة! ويأبونها فى حق السلف وعلماء الأمة المتبوعين عبر القرون! فوا أسفاه على منهج وأتباع على هذا النحو".
وفي المقابل، كان للدعوة السلفية ردُا ففي بيان نشرته شبكة رصد حزب النور، على دعوات حل الحزب جاء فيه: "ردود سريعة على إبراهيم الزعفرانى ودعوته لنا بحل الحزب لأسباب يراها، أولًا القرارات ليست اوزارا بل اجتهاد يقوم على أدلة وقواعد الشرع وأمر أصحابها يدور بين الأجر إن أخطأوا أو أجرين إن أصابوا، وبقدر ما نتحمل من الضغوط السياسية وسفالات البعض يكون الأجر على قدر المشقة والصبر على الأذى"، وانتقد سامح بسيونى القيادى بالدعوة السلفية، تصريحات الإخوان ضد الدعوة السلفية قائلا:" كنا ننتظر منك أن توجه هذا الكلام لشباب الإخوان والربعاوية الذين يتبعون كبرائهم فى اقناعهم".
كما وجه محمد عياد القيادى بحزب النور رسالة الموالين للإخوان قائلا:"كنا نظنكم على علم يمنعكم من هذا الهوى. فلازلتم فتنة للناس تصبون جم عصبيتكم بكل حقد وتعمد على من أنقذوا بعض الناس منها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. تعيش خارج مصر فى أمان وربح وتجد من ينفق عليك وتترك الناس قى السجون وتلومهم على طلبهم للحرية، خبتم وخسرتم.
ومن المعلوم أن الصراع الإخواني السلفي ذا أبعاد تاريخية، لكن الموقف الأخير لحزب النور السلفى من انتخابات الرئاسة المقرر انعقادها في مارس المقبل، زاد من حدتها في الأيام الأخيرة، وهو ما اتضح من تكفير عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية والهارب خارج البلاد عندما كفر حزب النور ووصف قياداته بالزاندقة، وطالب عناصره بالتبرؤ منه.