هل دخلت تركيا مرحلة الاستنزاف العسكري في عفرين؟

الأحد 11/فبراير/2018 - 07:39 م
طباعة هل دخلت تركيا مرحلة
 
تدفع التطورات الميدانية في الشمال السوري منذ أعلنت تركيا تنفيذ عملية "غصن الزيتون" العسكرية ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية إلى الصدام بين أنقرة وواشنطن، ففي حين تتهم تركيا الولايات المتحدة الأمريكية بتسليح الأكراد، لاتزال قوات "حماية الشعب" قادرة على توجيه ضربات نوعية ضد الجيش التركي، حيث أفادت مصادر بأن "وحدات حماية الشعب" الكردية دمرت، اليوم الأحد 11 فبراير، دبابة تابعة للجيش التركي في قرية شيخ ورزة بناحية بلبلة في منطقة عفرين، لتصبح تلك الدبابة هي الثانية منذ أطلقت أنقرة عملياتها العسكرية، حيث تبنت القوات الكردية تفجير دبابة منذ أيام بصاروخ موجهة.
وبحسب المصادر التي تحدثت لوكالات الأنباء فإن العملية أسفرت عن مقتل "عدد من المسلحين اللذين كانوا بالقرب من الدبابة المستهدفة"، ويعتقد ان تلك العناصر من التابعي لقوات ما يسمى "الجيش السوري الحر".
هل دخلت تركيا مرحلة
ويبدو أن عفرين ستجر تركيا لمزيد من حصيلة القتلى، ففي حين لم تعلن تركيا عن أعداد قتلى الهجوم الأخير حتى الآن، كانت أنقرة أعلنت أمس السبت مقتل 11 من عسكرييها المشاركين في "غصن الزيتون".
لكن يبقى التساؤل عن نوعية الصواريخ المستخدمة من قبل القوات الكردية في استهداف قوات عملية غصن الزيتون؟ وكما هو معروف فإن القوات الكردية تحصل على نوعية متقدمة جدًا من الأسلحة والمعدات من قبل أميركا، حيث أعلنت واشنطن أنها سلحت القوات الكردية بأسلحة متقدمة خلال الفترة الأخيرة بالتزامن مع قيامها بعملية تحرير مدينة "الرقة" من تنظيم "داعش". 
اللافت أن القوات الكردية أثبتت قدرتها على التعامل مع مثل هذه الأسلحة المتقدمة في وقت قصير، حيث أعلنت واشنطن انها أوفدت للأكراد عناصر للتدريب والتعريف بنوعية الأسلحة الحديثة التي حصلوا عليها.
هل دخلت تركيا مرحلة
وأظهرت صور التقطت في سورية تفيد وصول أحدث منظومات الصواريخ المضادة للدبابات لدى الجيش الأمريكي لقوات "وحدات حماية الشعيب" YPG الكردية، وأظهرت الصورة وحدة التسديد وأنبوب الأطلاق لصاروخ "جافلين"، الذي يعتبر أحد أكثر الأسلحة المضادة للدبابات تطوراً في العالم، إضافة للصور التي توضح نوع الصاروخ، بحيث نُشر فيديو يُظهر لحظة إصابة هذا الصاروخ لعربة متحركة (خلال معارك الشدادي كما يشير الفيديو)، ما يعني أن الصاروخ دخل مرحلة الاستخدام الفعلي.
وعلى الرغم من أن ثمن الصاروخ لوحده حوالي 80 ألف دولار، وثمن وحدة التسديد حوالي 130 ألف دولار، ليصل المجموع الكلي قرابة 250 ألف دولار)، ما يجعله أغلى الأسلحة المستخدمة في سوريا، إلا ان واشنطن امدت به القوات الكردية.
ولا أحد يعلم كم عدد الصواريخ التي حصلت عليها قوات وحدات الشعب، إلا أن تعاقب الأحداث يؤكد أن الأكراد بدأوا مرحلة العمل على استنزاف القوات التركية المشاركة في غصن الزيتون، ما يعني أن الاتراك أمام تحد آخر هو كيفية العمل على إنجاز المهمة في أقرب وقت ممكن تفاديًا لنزيف القوات.
كما تشير التقديرات أن أميركا من الممكن أن تلعب دورًا في تسليح الأكراد نكاية في تركيا التي تلعب أدورًا في المنطقة لا يقبلها العجوز الساكن حاليًا في البيت الأبيض، وقد عكست التصرحات التي يدلي بها الطرفين مدى الاحتقان بينهما.
هل دخلت تركيا مرحلة
وبحسب العديد من التقارير فإن سعر الصاروح "جالفين" خيالي وهناك قلة من الدول التي تملكها، حيث لا تمتلك معظم الدول التي اشترتها سوى عشرات الصواريخ فقط، فالصاروخ "جافلين" أحدث ما يمتلكه الجيش الأمريكي من صواريخ مضادة للدبابات وأرقاها تكنولوجياً، فهي النوع الوحيد من الصواريخ المضادة للدبابات المستخدم في الساحة السورية الذي يوجه نفسه "ذاتياً".
على عكس الصواريخ الموجهة المستخدمة في سوريا من "تاو" و"كونكورس" وأشباههما، لا يتطلب الأمر من الرامي سوى تحديد الهدف، ثم إطلاق الصاروخ الذي يمتلك باحثاً حرارياً يوجه الصاروخ تلقائياً، و يقتصر دور الرامي على إطلاقه فقط ولا يتطلب توجيهه أو متابعته خلال طيرانه.
ليس موجهاً سلكياً كحال صواريخ "تاو" و"كونكورس"، ولا ليزرياً كحال صواريخ "كورنيت"، ويمكن للرامي مغادرة مكانه مباشرة بعد خروج الصاروخ من فوهة الحاضن، و يمكن إطلاقه من بين الأبنية و الانتقال مباشرة لمكان أخر.
هل دخلت تركيا مرحلة
كذلك يمتاز صاروخ جافلين بأنه ينقض على الهدف من الأعلى نحو الأسفل، خلاف الصواريخ المضادة للدبابات المنتشرة في سوريا، والتي تصطدم بالأهداف من الجانب، ما يعطيه إمكانية تجاوز العوائق و المساتر التي تُخفى العربات خلفها عادة، ما يجعله مناسباً جداً للرماية على الدبابات المخفية خلف سواتر رملية.

شارك