صحيفة: صفقة تركية أمريكية في عفرين السورية
الأربعاء 14/فبراير/2018 - 03:15 م
طباعة
كشف الكاتب التركي عبد القادر سيلفي عن أنّ تركيا لم تبدأ عمليتها العسكرية فى الشمال السورى الا بعد الاتفاق مع واشنطن، وكذلك لا تفكر بإنهائها الا بالرجوع إليها والاتفاق معها".
وقال فى مقال نُشر أمس على صحيفة حرييت التركية أنّ كلا من أمريكا وواشنطن مختلفتان في وجهات نظرهما فيما يتعلق بنقطة بداية الصفقة في سوريا وأنّ بلاده لا تُلقي بالا للاتفاق مع أمريكا فيما يخص عملية غصن الزيتون.
ولفت سيلفي إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ترغب ببدء الاتفاقية والصفقة مع الجانب التركي من عفرين، وذلك في محاولة منها لحماية (الوحدات الكردية) في منبج -على حدّ قول الكاتب- موضحا أنّ أنقرة تبدأ صفقتها واتفاقها من شرق الفرات، وذلك من دون الرغبة في نقل منبج وعفرين إلى طاولة الحوار من الأساس.
وأضاف في الإطار ذاته: "واشنطن على دراية بأنّ تركيا بقدر ما تكون قوية على الأرض ستكون قويّة على الطاولة، فبعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس التركي أردوغان مع نظيره الروسي بوتين فُتح المجال الجوي أمام تركيا مرّة جديدة، وبالتالي استؤنفت الأعمال لزيادة نقاط المراقبة في إدلب".
وأشار الكاتب إلى أنّ القوات المسلحة التركية من جهة تستمر في عمليتها العسكرية في عفرين، ومن جهة أخرى تواصل إنشاء نقطة المراقبة السابعة في مدينة إدلب السورية ,إنّ تسيير العملية من جهة، والاستمرار بإنشاء نقاط المراقبة من جهة أخرى مؤشر مهم ودليل قوّة على قدرات القوات المسلحة التركية وانّ تركيا ليست عازمة على عملية عفرين فحسب، وإنّما على عملية منبج أيضا.
تجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات الثنائية بين واشنطن وأنقرة شهدت تدهورا في الآونة الأخيرة، على خلفية مطالبة تركيا واشنطن بسحب قواتها من منبج، وتصريح الأخيرة بالقول (إن استهدفت تركيا منبج فستجدنا أمامها).
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ردّا على التصريحات الأمريكية أشار قبل يومين إلى أنّ العلاقات الثنائية بين البلدين إمّا أن تتحسن أو أن تسوء أكثر، مؤكدا على أنّه لا حلّ ثالث في هذا الصدد، معربا عن فقدان الثقة من الجانب التركي تجاه أمريكا لعدم إيفاء الأخيرة بتعهّداتها لتركيا.
وجدير بالذكر أنّ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يعتزم يوم الجمعة المقبل زيارة أنقرة، واللقاء بنظيره التركي جاويش أوغلو، وكشف مسؤول من الخارجية الأمريكية -يرافق تيلرسون في زيارته التي يجريها إلى الشرق الأوسط- خلال حديثه مع الصحفيين في دولة الكويت عن أبرز القضايا التي سيناقشها وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته التي سيقوم بها إلى أنقرة .
وبحسب الخبر الذي أوردته صحيفة حرييت التركية نقلا عن المسؤول الأمريكي فإنّ تيلرسون سيعبّر عن تفهّم بلاده للمخاوف التركية الأمنية، وأنّه سيقترح آلية تعاون مشتركة كفيلة بإنهاء المخاوف التركية، شريطة ألا تكون ذلك على حساب قتال تنظيم داعش.
وأكد المسؤول على أنّ السبب الرئيس لزيارة تيلرسون إلى أنقرة هو حل المشاكل وتجاوزها، مضيفا: "ما سنقوله للأتراك كما يلي "نريد أن نبحث عن سبل لإنهاء مخاوفكم من دون التسبب بعمليات عنف وعدم الاستقرار، ومن دون إلحاق الضرر فيما يتعلق بمحاربة تنظيم داعش".
وعبّر المسؤول عن قلق بلاده إزاء ما يحدث في عفرين، مشددا على ضرورة التركيز في وادي الفرات على محاربة داعش، موضحا أنّ هذه ليست رغبة أمريكا فحسب وإنما رغبة حلفائها أيضا.
وأضاف المسؤول في السياق ذاته: "إن مصالح الجميع في الجزء الشمالي الغربي من سوريا، والتي تحول دون وقوع موجة لجوء جديدة وحدوث عمليات عنف، تكاد أن تكون متشابكة مع بعضها البعض".
ونوّه المسؤول إلى أنّ تيلرسون يُبدي تعاطفا كبيرا مع مخاوف تركيا الأمنية، موضحا أنّ أمريكا ناقشت مرارا مع الجانب التركي هذ المخاوف، مضيفا: "من الضروري الحفاظ على استمرارية هزيمة داعش، فالقضايا الأخرى تجعل محاربة داعش أمرا أكثر صعوبة، علينا أن نقلل من هذه الصعوبة إلى الحد الأدنى".
وردّا على تصريح جاويش أوغلو حول العلاقات الثنائية بين البلدين أوضح المسؤول أن أمريكا لا ترغب بالتوصّل إلى النتيجة التي أفصح عنها الوزير التركي أمس، مؤكدا على أنّه ليس من مهامه التعقيب على تصريح وزير خارجية بلد أجنبي.