الجهاديون في سوريا.. مرتزقة الجيش التركي

الثلاثاء 20/مارس/2018 - 10:51 م
طباعة الجهاديون في سوريا..
 
سقوط مدينة عفرين السورية لم يكن وليد اليوم، بل هو نتاج تخطيط بدأ في أعقاب الحرب الأهلية في سوريا في 2011، وبدأ تنفيذه على الأرض منذ 2015، هذا ما أكده الكاتب الصحفي السوري الكردي سيروان كاجو، في مقاله اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018، على موقع معهد "جيت ستون" الأمريكي والمتخصص في دراسات السياسة الدولية، المقال بعنوان "من هم الجهاديون الذين يقاتلون بجانب تركيا في سوريا؟"، المقال الذي ترجمته بوابة الحركات الإسلامية.
في هجومها الذي بدأ في 20 يناير ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا ، نشرت تركيا أكثر من 25 ألف مقاتل من المتمردين السوريين، الذين تم تجهيزهم وتدريبهم من قبل الجيش التركي، وذلك في عملية أطلق عليها اسم "عملية الزيتون" ، ويهدف الهجوم التركي إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) من مدينة عفرين الكردية. 
الأمر الذي تحقق في 18 مارس، عندما أعلن الجيش التركي سيطرته بالتعاون مع المتمردين الجهاديين المتحالفين معه على مركز مدينة عفرين، وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب باعتبارها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) بالعراق، وهي جماعة متمردة تسعى إلى حكم ذاتي أكبر للأكراد في جنوب شرق تركيا، وقد لعبت وحدات حماية الشعب (YPG) دوراً أساسياً في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد نظام بشار في سوريا منذ عام 2014، وبدعم مباشر من الإدارة الأمريكية.
وكان موقع "سوريي غونديمي" الموالي للحكومة التركية ، قد نشر بيانًا رسميًا منذ تسعة أيام، أوضح فيه تورط الجماعات المتمردة السورية في هجوم عفرين، وقال الموقع أن ثلاثة أرباع قوات الجيش التركي عملت تحت قيادة الحكومة السورية المؤقتة، وهي حكومة مناهضة للحكومة السورية الحالية ومقرها في تركيا.
ويتألف هذا الجيش المزعوم بشكل رئيسي من متشددين إسلاميين كانوا جزءًا من أكثر الفصائل الإسلامية تطرفًا في الجيش السوري الحر في مرحلة ما خلال الصراع السوري، وتم تشكيلها قبل أسبوعين فقط من عملية عفرين، وتتألف قوات الجيش المزعوم من مقاتلين هرب معظمهم إلى تركيا بعد هزيمتهم في المعارك في سوريا، بما في ذلك دمشق وحلب وحمص وإدلب وحماة، وقامت الاستخبارات التركية بتجنيدهم أثناء وجودهم في تركيا، ليكونوا جزءًا من القوات التي غزت عفرين التي يسيطر عليها الأكراد.

وتتشكل "عملية الزيتون" من سوريين ينتمون لـ17 جماعة مقاتلة في سوريا، إذ إنها مزيج من المتشددين السلفيين والجهاديين المتطرفين الذين تم تشكيلهم أو دعمهم من قبل تركيا في مراحل مختلفة من الحرب الأهلية السورية التي دامت سبع سنوات، وفيما يلي بيان بالجماعات المقاتلة المشتركة:
1- لواء السلطان محمد الفاتح
تأسست هذه الجماعة في 2012 في ذروة معركة حلب، وتتألف من ألف مقاتل، وهي تسيطر على ست مناطق في شرق حلب، وقامت بفرض مجموعة من قوانين الشريعة الإسلامية على السكان المحليين، وقد شارك قادة المجموعة في أنشطة إجرامية، مثل السرقة والاتجار بالبشر، وقد تبنتها الحكومة التركية في وقت لاحق لتشارك بعدها في عملية "درع الفرات"، وهو هجوم آخر بقيادة تركيا على الشمال السوري، والذي انتهى في مارس 2017.

2- قسم السلطان مراد
وهي مجموعة متطرفة أنشأتها تركيا في عام 2013، إذ تتلقى الدعم المالي والعسكري واللوجستي المباشر من القوات المسلحة التركية، معظم مقاتليها هم من التركمان، وكان مقرها حلب قبل الهجوم على عفرين، وقد شاركت المجموعة في اشتباكات مع جماعات متمردة أخرى، حول تقاسم إيرادات معبر باب السلمة الحدودي عندما قررت مجموعة منافسة تسليم المعبر إلى هيئة المعارضة السورية الرئيسية.

3- مجموعة "حمزة":
تأسست في أبريل 2016 في تركيا ، وكانت واحدة من أوائل المجموعات السورية المدعومة من تركيا التي دخلت مدينة جرابلس السورية في عام 2017، جنبا إلى جنب مع الجيش التركي، وتتبنى  الجماعة أيديولوجية إسلامية متطرفة معادية للغرب، إذ تؤمن بقوة بعودة الحكم العثماني على الشرق الأوسط بأكمله.
4- فيلق الشام
كان اسمها في الأصل "مجموعة حمص"، وتأسست في مارس 2014، لديها ما يقرب من 4 آلاف مقاتل، مما يجعلها أكبر قوة داخل "عملية الزيتون"، وهي عبارة عن اتحاد ما يقرب من 19 جماعة إسلامية تابعة لجماعة الإخوان الفرع السوري، انضمت المجموعة إلى قوات المتمردين الأخرى في تشكيل مركز عملية فتح الشام. وقد نشط في محافظات حلب وإدلب وحمص. يقود المجموعة حاليا ياسر عبد الرحيم ، وهو زعيم للمتمردين معروف بتغير توجهاته وتلونه تبعًا لتوجهات مصادر التمويل.

5- جبهة الشام
ثاني أكبر مجموعة متمردة تشارك في عملية الزيتون، إذ تمتلك قوامة 3 آلاف مقاتل، وهي اتحاد الإسلاميين والسلفيين من حلب، ينتمي أغلب أعضاؤها إلى نور الدين الزنكي وغيرها من الجماعات المتطرفة التي كانت نشطة في حلب عام 2015، وهي مدعومة من تركيا وقطر، وتعتقد هذه الجماعة المتمردة أن الجهاد هو الطريق الوحيد لسوريا لتصبح إمارة إسلامية تحكمها الشريعة،  القانون.

6- لواء صقور الجبل :
سميت الجماعة على اسم جبل الزاوية في محافظة إدلب الشمالية الغربية، نشطت هذه الجماعة في ريف إدلب، اشتبكت مع جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، حول الإيرادات وتقاسم السلطة في إدلب، ولكن بعد هزيمتها من قبل النصرة ، اضطر أعضاؤها إلى الفرار إلى تركيا، قبل إعادة التجمع والانضمام في عملية عفرين.

7- جيش النصر:
وهو عبارة عن مجموعات صغيرة تعمل في إدلب وحماة واللاذقية.

8- فوج المصطفى
تم تأسيس هذه الجماعة في يونيو 2016، بدعم مالي وعسكري من تركيا، وقد شاركت في عملية درع الفرات.

9- لواء وقاص الإسلامي
سميت تيمنًا بالصحابي سعد بن أبي وقاص، وتشكلت المجموعة في أوائل عام 2016 من قبل الحكومة التركية، ولديها ما يقرب من ألف مقاتل مدرب تدريبا جيدا.

10 - لواء تركمان منتصر بالله
وتعود أصل التسمية إلى الخليفة العباسي المنتصر بالله، الذي حكم في القرن التاسع، وجماعة متمردة سورية تبنت أيديولوجية إسلامية راديكالية منذ إنشائها في فبراير 2014، مقرها في حلب والرقة، وقد رحبت بوصول داعش إلى الرقة، ولم تحاول الطعن في حكمها، وبعد استعادة حلب من قبل الجيش السوري، فر معظم مقاتليها إلى تركيا، حيث خضعوا لإعادة هيكلة تنظيمية، وقد لعب مقاتلوها دوراً مركزياً في إطلاق عملية درع الفرات.

11 - لواء سليمان شاه
تم تشكيل هذه المجموعة في تركيا في أبريل ،2016 للمشاركة في عملية درع الفرات، وأغلب مقاتليها من التركمان، إلى جانب نسبة كبيرة من العرب السنة، يقود المجموعة  حاليا محمد الجاسم، المعروف أيضا باسم أبو العمشة.

12- لواء سمرقند
وهي مجموعة أخرى تركمانية تشكلت من قبل تركيا في أبريل 2016، وفي بيانها الافتتاحي قالت "إن هدفها الرئيسي هو محاربة وحدات حماية الشعب الكردية"، وقائدها يدعو وائل موسى.

فضلًا إلى جماعات جيش النخبة، جيش الشمال، لواء أسود الفاتحين، وحدة أحرار الشرقية، ولواء الأول المجاور، هذه المجموعات تشكلت في سوريا وتركيا، وقوام كل مجموعة من 200 إلى 300 مقاتل، يقاتلون تحت قيادة الجيش التركي وجماعات متمردة أكبر.

شارك