اتهاما بدعم البوليساريو.. ما وراء قطع المغرب علاقته بإيران

الأربعاء 02/مايو/2018 - 02:21 م
طباعة اتهاما بدعم البوليساريو..
 
يشكل التدخل الايراني في شؤون الدول العربية عقيدة اساسية لدي نظام المرشد علي خامنئي، القائم علي تصدير الثورة الاسلامية وفقا لنظرية "ولاية الفقيه" الشيعية التي تحكم طهران،  وتعمل بطكل لوسائل وعبر كل اطياف التيارات السياسية المناوئ والمتمردة علي الدولة المركزية في تمرير مشروعها التفتتي لدول العربية، وكانت المغرب هدف غير مشروع أخر لايران.
وقد أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أمس، قطع العلاقات مع إيران، بسبب تورط ميليشيات «حزب الله» اللبناني في إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو، عن طريق «عنصر» في السفارة الإيرانية بالجزائر.
وقال في لقاء صحافي بالرباط، قادماً من طهران، حيث أبلغ نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، قرار المملكة، إن المغرب سيغلق سفارته في طهران وسيطرد السفير الإيراني في الرباط.
وأضاف أن إيران وحليفها «حزب الله» يدعمان «البوليساريو» بتدريب وتسليح مقاتليها، مؤكدا أن هذا القرار حول «العلاقات الثنائية» حصرياً بين البلدين، ولا علاقة له بالتطورات في الشرق الأوسط.
نفي ثلاثي:
من جانبها نفت جبهة البوليساريو، بوجود علاقة بين الجبهة وحزب الله وايران، وفنّد أبي بشاري البشير، الممثل عن جبهة البوليساريو في فرنسا، الثلاثاء، قطع المغرب للعلاقات مع إيران على خلفية تقديم حزب الله اللبناني لدعم وتدريب لعناصر الجبهة، قائلا إنه "يتحدى" الحكومة المغربية تقديم أدلة على ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للبوليساريو على لسان البشير قوله: "إن الجيش الشعبي خاض حربه التحريرية الوطنية بالاعتماد بشكل حصري على الإنسان والكادر الصحراوي فقط، ولم يُسجل طيلة فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي، وجود عسكري تابع لأية جهة أجنبية كيف ما كانت، بجانب الجيش الشعبي الصحراوي."
وتابع قائلا: "إن هذا الادعاء الجديد، هو مجرد خطوة انتهازية يقوم بها المغرب للتموقع ضمن المتغيرات الإقليمية والدولية الجديدة ويهدف من ورائها إلى محاولة الاحتماء من وقعِ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، خاصة ما يتعلق منه بموعد 6 أشهر الذي يشكل سيفا مسلطا على رقبة الاحتلال من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع تحت رعاية الامم المتحدة."
كما نفى حزب الله اللبناني، الثلاثاء، الثلاثاء، ما وصفها بـ"مزاعم" المغرب حول قيام الحزب بدعم وتدريب جبهة البوليساريو الانفصالية، معتبرا أن المغرب لجأ لذلك بفعل "ضغوط دولية" على حد تعبيره.
وكذلك نفت السفارة الإيرانية في الجزائر، الأربعاء، ما وصفتها بـ"ادعاءات" الحكومة المغربية حول قيام حزب الله اللبناني بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بيان سفارتها والذي جاء فيه: "إذ تنفي سفارة الجمهورية الإسلامية في الجزائر هذه الاتهامات الكاذبة تؤكد التزامها بممارسة دورها القانوني والطبيعي في توطيد وتعميق العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين إيران والجزائر."
الدور الايراني:
حزب الله يمثل ذراع ايران الغير رسمية في مواجهة الدولة العربية وزعزعة الاستقرار ، حيث يشكل الحزب بما اكتسبه من تعاطف في مواهة العدو الاسرائيلي، ورقة لتسرب وداخل المجتماعات والقوي السياسية وأيضا الجماعات المسلحة في احتضاننها وفتح علاقات مع إيران عبر حزب الله.
و أوضح الخبير في القانون الدولي المغربي، صبري الحو، أن قرار المغرب قطع علاقته مع إيران "استئنافٌ للقطع الدبلوماسي مع إيران، لأن هذه العلاقة لم تتحسن ولم تنتعش منذ أن تم قطعها سنة 2009 على إثر اتهام المغرب لإيران بالتدخل في شؤونه الداخلية ونشر المذهب الشيعي على أراضيه".
وأضاف الخبير في القانون الدولي المغربي، في مقال له، أن قرار المغرب كان "بمبرر ثبوت قيام حزب الله بتدريب وتأهيل عناصر من جبهة البوليساريو وتمويلها بالسلاح والعتاد، وادعى أنه يتوفر على أدلة تدينه".
الدليل الذي أوصل المغرب إلى هذه الحقيقة أو عزز الكشف عنها، حسب الحو، "يكمن في المعلومات المشار إليها في التقرير الأوروبي، الذي نشره مركز بروجيكت سافر project safre، الممول من الاتحاد الأوروبي، وأعده فرانسيسكو ستراتزاري، وهو أحد كبار الخبراء المختصين في تتبع الحركات الإرهابية بأوروبا، "يرصد كيف تمتلك الجماعات الإرهابية بأوروبا السلاح الناري بشكل غير نظامي".
وأشار الحلو إلى أن هذا الخبير كشف، بمعية خبيرة أخرى في ميدان الهجرة، تدعى فرانسيسكا زامباني، "علاقة البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية، من قبيل حركة المجاهدين، والقاعدة، والقاعدة في الغرب الإسلامي، وبأنها تملك فائضا من السلاح تزود به مجموعة من التنظيمات الإرهابية، بل إن دولة إقليمية تتزود منها".
وذكر الحو أن الخبير ستراتزاري أشار إلى "جهات ممونة لها بالسلاح من الشرق الأوسط، في إشارة إلى حزب الله، ومن شمال إفريقيا، في إشارة إلى سلاح القذافي بليبيا والجزائر"، مضيفا أن المغرب، ولا شكّ، "حصل على أدلة أخرى بإشراف حزب الله على تدريب عناصر الجبهة، ولا شك أيضا أن مسؤولية إيران المباشرة قائمة بالنظر إلى احتضانها حزب الله".
وأكد أن حزب الله، الذي يعد بمثابة دولة داخل دولة لبنان، "يعتبر أداة وجهازا عسكريا لزعزعة استقرار مجموعة من الدول العربية، بما فيها لبنان وسوريا واليمن والمغرب بعد ثبوت العلاقة مع جبهة البوليساريو".
واختتم الحو تحليله باعتبار أن إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مباشرة ودون تردد ولا اتباع للإجراءات التي تسبقه من قبيل تسجيل احتجاج أو دعوة السفير "تجعل ذلك دليلا أو إشارة إلى رجوع المغرب إلى سابق سياسة الحزم والصرامة التي نهجها بقطع العلاقات مع كل الدول التي تتعامل مع البوليسايو، وهو تناقض مع سياسة المغرب الحالية، التي سمتها الانفتاح والتواصل مع مؤيدي البوليساريو في إفريقيا".
3أسباب لقرار المغرب:
وقال المحلل السياسي محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات العام، إن العلاقات “المغربية – الإيرانية” ظلت محكومة بحالة عامة من التشكيك، والقرار المغربي بقطع العلاقات مع إيران يؤكد وجود فجوة عميقة بين البلدين”.
واعتبر المحلل السياسي المغربي، قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام المرشد الإيراني علي خامنئي “يمثل خطوة واثقة، لوقف التدخلات الإيرانية في السيادة المغربية، وإدراك المغرب لسياسة إيران في المنطقة وتعبئتها لحزب الله بواسطة السفارة الايرانية في الجزائر ودعم البوليساريو لوجيستيا وعسكريا وتنظيم لقاءات بتندوف وبيروت لتهديد مصالح المغرب”.
وأشار المحلل السياسي المغربي، إلى أن القرار المغربي يساير خط العلاقات الدولية والإقليمية في وقتنا الراهن و ينبني على ثلاث قناعات ، تتمثل في صعوبة حدوث تحولات كبرى في سياسة إيران تجاه المغرب بالرغم من تبادل السفراء، أما القناعة الثانية فتتمثل في أن القرار المغربي سيدعم العلاقات المغربية مع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية”، ثالثا تشكل سلطة إيران على حزب الله أقوى من سلطة الدول اللبنانية عليه.
واختتم بقوله “القرار ليست له آثار سلبية على المغرب، وأنه تطور طبيعي للرد على سلوك إيران التي أصرت على اتخاذ مسلك التدخل في الشؤون المغربية”.
دعم خليجي:
وحظي علان المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران ، دعما واسعا من الدول خليجية للرباط وقالت إنها تقف بجانب المملكة في كل ما يهدد أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية.
وزارة الخارجية السعودية ذكرت في بيان أن "الحكومة السعودية تدين بشدة التدخلات الإيرانية في شؤون المغرب الداخلية من خلال أداتها ميليشيا حزب الله الإرهابية التي تقوم بتدريب عناصر ما يسمى بجماعة البوليساريو، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية".
وتابع البيان: "المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب المملكة المغربية في كل ما يضمن أمنها واستقرارها بما في ذلك قرارها بقطع علاقاتها مع إيران."
من جانبه أكد وزير الخارجية، عادل الجبير، أن إيران تعمل على زعزعة أمن الدول العربية والإسلامية من خلال إشعال الفتن الطائفية.
وغرد الجبير من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر "أن طهران تحاول زعزعة المنطقة عن طريق تدخلها في شؤونهم الداخلية ودعمها للإرهاب."
كما أبدت الإمارات العربية المتحدة بدورها وقوفها مع الرباط ضد تدخلات إيران في شؤون البلاد الداخلية.
وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش نشر تغريدة عبر صفحته الرسمية على تويتر قال فيها: "نقف مع المغرب في حرصها على قضاياها الوطنية وضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، سياستنا وتوجهنا الداعم للمغرب إرث تاريخي راسخ أسس له الشيخ زايد والملك الحسن، رحمهم الله، وموقفنا ثابت في السراء والضراء."
كما أعلن الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، تأييد بلاده للرباط في قرار قطع العلاقات مع طهران.
وقال آل خليفة في تغريدة على حسابه بتويتر: "نقف مع المغرب في كل موجب كما يقف معنا دائما. ونؤيد بقوة قراره الصائب بقطع العلاقات مع إيران نتيجة دعمها لأعداء المغرب بالتعاون مع حزب الله الإرهابي. حفظ الله الملك محمد السادس والشعب المغربي الشقيق".
وأضاف: "أجريت اتصالا هاتفيا مع معالي الأخ ناصر بوريطة (وزير الخارجية المغربي) وأكدت له بأن البحرين، ملكا وحكومة وشعبا، تقف مع المغرب الشقيق في كل ظرف و موجب، و أن ما يمس المغرب يمسنا ويمس الأمن القومي العربي. حفظ الله المغرب ملكا وشعبا".
كما أعلنت السلطات القطرية كذلك عن تأييدها للمغرب ونشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية القطرية بيانا جاء فيه: "تعلن دولة قطر تضامنها العميق والكامل مع المملكة المغربية الشقيقة في المحافظة على سلامة ووحدة أراضيها في وجه أية محاولات تستهدف تقويض هذه الوحدة أو تستهدف أمن المملكة المغربية الشقيقة وسلامة مواطنيها.وتشدد دولة قطر على أهمية احترام المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول وفى مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية وحل الخلافات بالحوار ومن خلال الوسائل والطرق السلمية المتعارف عليها دولياً."

شارك