ترحيل حارس بن لادن تثير أزمة فى ألمانيا
الأربعاء 02/مايو/2018 - 11:17 م
طباعة

تتواصل الاتهامات داخل ألمانيا بشأن ترحيل الحارس السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى تونس، وبعد ان كان وجوده فى ألمانيا محل انتقاد السياسيين والحزاب، بعد الكشف عن وجوده وراتبه بناء على طلب من حزب البديل اليميني، بدأت دعوات ترحيله إلى بلادهـ وسط اعتراضات المنظمات الحقوقية التى تخشي تعرضه للتعذيب أو إصدار حكم بإعدامه.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تعهدت فيه الحكومة التونسية ألمانيا بعدم تعريض أسامة أ. الحارس الشخصي السابق لا بن لادن للتعذيب أو معاملته معاملة سيئة، وصرح مهدي بن غربية وزير حقوق الإنسان التونسي بقوله: "أستطيع أن أؤكد لكم وأن أضمن لكم أنه لا يوجد تعذيب عندنا. نحن دولة ديموقراطية ومحاكمنا تتصرف وفقا للقانون"، مضيفا "أولئك الذين يعودون إلينا، يُعاملون بطريقة ديموقراطية. إنه من العبث أن تزعم محكمة ألمانية أن مواطنا تونسيا قد يواجه التعذيب عندنا".
وسبق لحكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، غربي ألمانيا أن أعلنت أنه لا يزال من غير الممكن ترحيل حارس بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الراحل، إلى تونس، وجاء ذلك في رد من الحكومة على استجواب مقدم من نائبين في برلمان الولاية عن حزب البديل من أجل ألمانيا.
ويعيش سامي في مدينة بوخوم في ولاية شمال الراين فيستفاليا بصحبة زوجته وأطفاله، ويتعين عليه يوميا التسجيل لدى الشرطة. ويحصل سامي على أموال بموجب قانون إعانات طالبي اللجوء، ويبلغ قيمة ما يحصل عليه شهريا 1168 يورو.
بينما تشير وزارة اللاجئين إلى وجود قرار غير قابل للطعن بعدم ترحيله، والقرار صادر عن المحكمة الإدارية العليا في مونستر في أبريل 2017، وذكرت المحكمة في حيثياتها أن هناك "احتمالا كبيرا" لتعرض الرجل "للتعذيب ومعاملة غير آدمية أو مذلة".
وتري الحكومة الألمانية إن “المتطرفين” المشتبه بهم، يواجهون خطر التعذيب في دول شمال أفريقيا، لذا لا تعد تونس، ولا الدول العربية المجاورة، على قائمة الدول التي يمكن ترحيل مهاجرين إليها.
كانت محكمة ألمانية أصدرت قرارًا في أبريل 2017 يرفض ترحيل حارس بن لادن إلى تونس، موضحة في حيثيات الحكم أن هناك “احتمالاً كبيرًا” أن يتعرض الرجل “للتعذيب، ولمعاملة غير آدمية أو مُذلة”، رغم التغيرات السياسية الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وسبق أن وصل سامي.أ إلى ألمانيا كطالب في العام 1997، وما بين عامي 1999 و2000 توارى عن الأنظار، وهي الفترة التي التحق فيها بمعسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة في أفغانستان، قبل أن يصبح الحارس الشخصي لأسامة بن لادن، وبعد مقتل بن لادن في عملية اقتحام معقدة نفذتها قوات خاصة أمريكية العام 2011 ، خلال حقبة الرئيس باراك أوباما، عاد سامي.أ إلى ألمانيا، وبات مشتبهًا به من قِبل السلطات التي رصدت تحركاته في أوساط إسلامية متشددة.
ورغم ثبوت الاتهامات، ينفي سامي.أ، أي صلة له بالأعمال الجهادية، لكن المحاكم الألمانية استندت إلى أقوال شاهد عيان قال إن سامي.أ تلقى تدريبات عسكرية في معسكرات تنظيم القاعدة طوال 45 يومًا، ثم عمل شهورًا في العام 2000 كأحد أفراد الحرس الخاص لـ”بن لادن” في أفغانستان، ونظرًا للإزعاج الذي يسببه الرجل لألمانيا، فقد شكلت السلطات، مؤخرًا، لجنة تسمّى “لجنة التدابير الخاصة” لدراسة سبل ترحيله إلى بلاده.
وكشف تقارير اعلامية المبلغ الذي يتلقاه الحارس الشخصي، حيث قالت إن السلطات تدفع مبلغا شهريا قدره 1167.48 يورو، ونوهت أن "سامي أ." يحصل شهريا على مبلغ 194 يورو والمبلغ ذاته يمنح كذلك لزوجته، كما يتقاضى مبلغا يتراوح بين 133 و157 يورو عن كل طفل من أطفاله الأربعة، أما باقي المعونات فقد رفضت مدينة بوخوم الإفصاح عنها بموجب قانون حماية البيانات الخاصة، ورغم تصنيفه من العناصر الخطرة التي تهدد الأمن القومي الألماني، إلا أن "سامي أ." مازال يعيش في ألمانيا بعد الفشل في ترحيله إلى تونس، مع الإشارة إلى أن حارس ابن لادن السابق عليه الذهاب يوميا إلى مكتب شرطة المدينة لتسجيل حضوره.
ومنذ عام 2006 تحاول السلطات الألمانية ترحيل التونسي "سامي. أ" (42 عاما)، إلى بلاده دون جدوى، علما أن مكتب الأجانب في مدينة بوخوم يرفض منذ العام 2005 تمديد إقامته وأصدر بحقه قرار الترحيل، إلا أن عملية ترحيله تم تجميدها وفق حكم صادر عن المحكمة الإدارية العليا في عام 2017، وهي أعلى جهة قضائية إدارية في البلاد.
ودخل "سامي أ." إلى ألمانيا كطالب في عام 1997، وما بين عامي 1999 و2000 توارى عن الأنظار وهي الفترة التي التحق فيها بمعسكر تدريب تابع لتنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان، قبل أن يصبح الحارس الشخصي لأسامة بن لادن.
كانت قوات خاصة أمريكية اغتالت بن لادن في منزل في مدينة أبوت أباد الباكستانية في 2011، ويُفْتَرَض أن بن لادن هو العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على برجي التجارة في الولايات المتحدة والتي أسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص.