فصل جديد أو معركة جديدة يخوضها استاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر مع التيار السلفي في مصر وعلى رأسه الدعوة السلفية حيث قال إن "ما يدعو للأسف أن الاتجاه السلفي الوهابي ما زال يسرح ويمرح في بلد الأزهر الشريف دون ضابط ولا رابط ويتطفلون على موائد العلوم الإسلامية والدليل على ذلك أنهم لا يفقهون الفرق ما بين البدعة والمصلحة المرسلة وهذا يكشف جهلهم بأصول ومسار التشريع الإسلامي" مضيفا أن "السلفيين مدرسة المشاغبين برعاية الدولة". 

وعلى هامش مشاركة كريمة في احتفالات المولد النبوي الشريف بمحافظة أسوان قال إن "المصلحة المرسلة في علم أصول الفقه هي أن لا يرد من الشارع أمر ولا نهي فلها شروط ويجب أن تكون عامة وليست خاصة".

وبعث كريمة رسالة للدولة بأن "السلفية قذفوا من السفينة ليس حبا في الجيش أو مصر ولكن حفاظا على مصالحهم وعند حدوث أي تغييرات فإن أول من ينقلب على النظام الحالي هم السلفيين" مضيفا " السلفي خان أخاه الإخواني واحد خان أخوه كيف تأمنه". 

ليست هذه التصريحات الأولى لكريمة ضد الدعوة السلفية فتاريخ الرجل يشهد له العديد من المعارك والتصريحات الموجهة ضد الدعوة السلفية لتبيان خطرها على المجتمع المصري.

ومن وقت لآخر يخرج علينا الدكتور أحمد كريمة موجهًا سهامه النقدية باتجاه الدعوة السلفية وحزب النور، ومن في معيتهم من حركات تنتمي لتيار الإسلام السياسي وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، وتحالفها المزعوم والذي يطلق عليه "تحالف دعم الشرعية"، وينتقد أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، جموع التيارات الإسلامية، والفتاوى التي تصدر منها، وقال "كريمة"، في تصريحات صحفية: "هذه التيارات لديها سطحية وهشاشة فكرية".

وأضاف "كريمة": "هذه التيارات سواء السلفيين أو الإخوان والموالين لهم يصدرون فتاوى كثيرًا عن المرأة؛ لأن ثقافتهم مشغولة بشهوتي الجنس والطعام، فهذه التيارات الإسلامية مفهومها عن الفكر الإسلامي "الجنس وأحكام الطهارة"، داعيًا إياهم بعدم إصدار فتاوى وتركها للعلماء.

وتابع:" هذه التيارات خطر على الدين الإسلامي، والعضو في داعش هو التطور والتحول الطبيعى للسلفي والإخواني". مضيفًا: "الفترة المقبلة ستتحول الدعوة السلفية قريبًا، وستكون أشرس من الإخوان". على حد قوله.

وأشار إلى أن الدعوة السلفية من صعدت أبو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن وقيادات داعش وتنظيم القاعدة، والإخوان صدرت التنظيم الخاص، لافتًا إلى أن الدعوة السلفية تطبع مع إسرائيل وقد التقى أحد قيادات حزب النور حاخام يهودي.

هذا ولم يقدم لنا أستاذ الشريعة بالأزهر آليات للسيطرة على هذا الفكر المتطرف أو خطة مستقبلية لمواجهته، فكريمة لم ينفصل فكريًّا عن مؤسسة الأزهر التي ينتمي لها ومنهجها الذي يجيد نقد الآخر والهجوم عليه دون تقديم حلول إجرائية لمواجهة هذا الفكر المتطرف. وإن كنا منصفين فيجب أن يقدم لنا كريمة والمؤسسة الأزهرية تفنيدًا لتلك الفتاوى التي يصدرها تيار الإسلام السياسي وتبيان صحتها من خطئها، ليس هذا فقط بل يبين لنا الموقف من القضايا الشائكة التي تروج لها هذه الجماعات، مثل قضايا عمل المرأة وولايتها والموقف من الأقباط ومعاملاتهم وموضوع الجزية، كذلك الموقف من المعاملات البنكية وحد الردة وازدراء الأديان وغيرها من الأمور التي تتفق في كثير من الأحيان رؤية علماء الأزهر فيها مع رؤية تيار الإسلام السياسي ولو بنسبة.