بخطى ثابتة واشنطن تواصل السير لتجفيف منابع تمويل الإرهاب
الجمعة 26/أبريل/2019 - 12:57 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
عقوبات جديدة فرضتها واشنطن على كيانات وأفراد في مليشيات حزب الله الأربعاء 24 أبريل الجاري، العقوبات بحسب وزارة الخزانة الأمريكية استهدفت شخصين: الأول بلجيكي من أصل لبناني يدعى وائل بزي، لأنه تصرف، بحسب مكتب وزارة الخزانة لمراقبة الأصول الأجنبية، نيابة عن والده محمد بزي، أحد ممولي لحزب الله، واتخذ المكتب إجراء أيضاً ضد شركتين بلجيكيتين وشركة مقرّها بريطانيا تخضع لسيطرة بزي.
ويقول مدير برنامج مكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن والمسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، ماثيو ليفيت، إن التصنيف الأخير لوزارة الخزانة لبزي من "حزب الله" والراوي من داعش على لائحة الشبكات الممول للإرهاب اللذين لهما روابط قوية ببلجيكا، يكشف أن على بروكسيل بذل مزيد من الجهد للتحقيق في التمويل المحلي للإرهاب للجماعات الإرهابية الدولية.
أما الشخص الثاني فهو لبناني ويدعى حسن طباجة، وبموجب ذلك يتم تجميد أصول الرجلين وممتلكاتهما ويمنع المواطنون والشركات الأمريكية من التعامل معهما.
وتقول وزارة الخزانة الأمريكية أن هاتان الشخصيتان والكيانات الثلاثة تعمل كقنوات للتهرب من العقوبات المفروضة على إيران وحزب الله.
وقالت سيجال ماندلكر وكيلة وزارة الخزانة في بيانٍ لها: "قامت الخزانة بتفكيك اثنتين من أهم الشبكات المالية لحزب الله في إطار سعيها المستمر لتعقب الجهات الممولة للحزب".
وأضافت "باستهداف حسن طباجة، ووائل بزي وشركاتهما في أوروبا، تواصل هذه الإدارة قطع كل وسائل الدعم المالي التي يعتمد عليها حزب لله".
ووفقًا لتقارير صحفية تعتبر واشنطن أن باستهداف طباجة وبزي وشركاتهما في أوروبا تكون قد قطعت جزءًا كبيرًا من وسائل الدعم المالي التي تصل لمليشيات حزب الله، خطوة تندرج في إطار مشروع أمريكي حازم لضرب التمويل المالي لشبكات مليشيات حزب الله، فقد سبق وأن عرضت واشنطن مكافئة تصل إلى 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في وقف التمويل عن مليشيات حزب الله، وحددت ثلاثة أسماء هم محمد بزي والد وائل بزي، وأدهم طباجة شقيق حسام طباجة، وعلي شرارة الذي تطاله العقوبات حتى الآن.
وبحسب واشنطن فإن هذا الثلاثي يلعب دورًا بارزًا في توفير الدعم المالي لمليشيات حزب الله، وتمتد نشاطاته غير الشرعية إلى أربع قارات، يتعاون خلالها مع حكومات فاسدة ويتاجر بالمخدرات ويلجأ إلى تبيض الأموال لتوفير نحو مليون دولار تصل سنويًا إلى يد مليشيات حزب الله اللبنانية.
وعلى صعد متصل يرى المراقبون أن تسارع الإجراءات الأمريكية، يأتي في وقت بدأ الحزب بإطلاق حملة لجمع التبرعات، حيث انتشرت صناديق جمع التبرعات للحزب في جميع أنحاء بيروت والضواحي الجنوبية، وحتى على أعمدة الإنارة في بعض مناطق لبنان، بعدما طلب حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله، التبرع لصالح الحزب بسبب الأزمة المالية التي يعانيها، وهو الأمر الذي اعتبره مسؤولون أمريكيون دليلاً على فاعلية العقوبات الأمريكية على إيران ووكلائها.
ومن المتوقع أن يزيد قرار الادارة الأمريكية إلغاء الإعفاءات لاستيراد النفط من إيران، عزلة طهران ويضيف إلى التحديات القاسية التي تواجهها طهران في محاولتها إنعاش اقتصادها المتردي والحفاظ على دعمها لحلفائها، وفي مقدمهم حزب الله.
ويُعتقد أن الأذى المالي الذي سيلحقه القرار الأمريكي الأخير بطهران سيكون بمستوى لا سابق له. ولا يستبعد المراقبون أزمة إنسانية إذا لم تستطع طهران الوصول إلى عملات صبّ كافية للحفاظ على وارداتها من المواد الغذائية.
وبحسب السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد إن كل الاحتمالات تشير إلى أن الأمور ستصير أقسى، ويضيف: "لا تتوقّعوا ضغطاً أمريكياً أقل، توقّعوا أكثر".
وكان الممثل الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأمريكية براين هوك أكد في حوار بث على قناة العربية الاثنين 22 أبريل، أنه بعد تشديد العقوبات على النظام الإيراني استنزفت أموال جماعة حزب الله اللبناني ما سينعكس إيجابا على السياسة الخارجية الأمريكية ومحاولات منع تمويل الإرهاب في المنطقة.
وكشف هوك أن الحكام في طهران كانوا يمولون ميليشيا حزب الله بحوالي 70% من الميزانية العامة للجماعة اللبنانية سنويا، وأضاف "تاريخيا 70% من مداخيل الحزب تأتي من السلطات الإيرانية ما يقدر بـ700 مليون دولار سنويا".
وقال هوك أن الولايات المتحدة سعت إلى تحسين العلاقات مع إيران لكن النظام استغل رفع العقوبات في عهد أوباما لتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار.