البرلمان العربي يصنف ميليشيا الحوثي «جماعة إرهابية».. ميليشـيا طهـران تشن رابع هجوم صـاروخي على مصالح أمريكية في العراق..مصر ترد على ادعاءات أردوغان بشأن وفاة مرسي
الخميس 20/يونيو/2019 - 12:13 م
طباعة
إعداد: أميرة الشريف
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الخميس 20 يونيو 2019.
وام.. البرلمان العربي يصنف ميليشيا الحوثي «جماعة إرهابية»..
أعلن البرلمان العربي تصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية جماعة إرهابية، مطالباً جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بتصنيفها جماعة إرهابية نظراً لتعمدها استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، كما أدان التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى).
جاء ذلك في قرار للبرلمان العربي بشأن «الهجوم الإرهابي على منشآت مدنية بالمملكة العربية السعودية، وسفن تجارية بالمياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وفي بحر عُمان» صدر في ختام أعمال الجلسة العامة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثاني للبرلمان التي عقدت أمس في القاهرة برئاسة رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي، وحضور رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني.
وطالب البرلمان العربي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بموقفٍ حازمٍ وفوري بتصنيف ميليشيا الحوثي الإيرانية جماعة إرهابية، لانتهاكها الصارخ للقانون الدولي وتعمدها الاستهداف المتكرر للمنشآت المدنية والحيوية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وملاحقة قادتها ومموليها وداعميها، سواء كانوا دولاً أو جماعات.
وأدان بأشد العبارات قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية باستهداف محطتي ضخ نفط بالمملكة العربية السعودية باستخدام طائرات «درون» المسيّرة، واستهداف مطار أبها الدولي.
كما أدان بأشد العبارات الأعمال التخريبية التي طالت أربع سفن تجارية لعددٍ من الدول في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسفينتين لنقل النفط في بحر عُمان، مؤكداً تضامنه التام ووقوفه مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على أمنهما واستقرارهما، ومساندتهما في كل ما تتخذانه من إجراءات لحماية أمنهما وسلامة مواطنيهما، وصيانة الأمن القومي العربي.
واستنكر البرلمان العربي التدخلات السلبية لإيران في الشؤون الداخلية للدول العربية بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، وذلك من خلال التصريحات التي تُهدد فيها أمن وسلامة دول الخليج العربية، وإغلاق مضيق هرمز الذي يُعد مضيقاً دولياً للملاحة الدولية لا يجوز التعرض له أو المساس به، أو تحريك ميليشياتها الإرهابية داخل الدول العربية لزعزعة الأمن والاستقرار بها.
كما أدان استمرار عمليات إطلاق ميليشيا الحوثي للصواريخ البالستية إيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية التي بلغ عددها أكثر من 225 صاروخاً وإطلاقها لبعض منها باتجاه مدينة مكة المكرمة استهدافاً للمقدسات الإسلامية في تحد صارخٍ لمشاعر جميع المسلمين واعتداءٍ آثمٍ على حرمة بيت الله الحرام.
تهديدات إيران
وأكد البرلمان العربي التأييد التام للقرارات التي صدرت عن القمة العربية الطارئة التي عُقدت بمكة المكرمة، داعياً جامعة الدول العربية إلى رفع ملف التهديدات التي تقوم بها إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية إلى مجلس الأمن الدولي لإيقاف هذه التدخلات.
وطالب البرلمان العربي مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه ما تقوم به إيران بانتهاك حقوق السيادة للجمهورية اليمنية وتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية لميليشيا الحوثي الانقلابية بهدف زعزعة الأمن في المنطقة وإدامة الفوضى، وإلزام إيران بقرار مجلس الأمن رقم (2216) الذي يحظر توريد الأسلحة للحوثيين.
واستنكر البرلمان العربي أيضاً التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، بما في ذلك تكوين ودعم الميليشيات ومساندة الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، وتدريب الإرهابيين ومدّهم بالأسلحة، وتأجيج الطائفية لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة.
كما أدان استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، والتأكيد على دعم البرلمان العربي التام لدولة الإمارات العربية المتحدة في جميع الإجراءات التي تتخذها لاستعادة جزرها الثلاث وبسط سيادتها الكاملة عليها.
دور التحالف
إلى ذلك، أشاد رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، بما تقوم به دول التحالف العربي لدعم اليمن، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وام.. العرب يطالبون غريفيث بعدم الخروج عن اتفاق السويد
أكد البرلمان العربي، على خيار السلام المبني على مرجعيات الحل السياسي في اليمن والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار رقم (2216) لعام 2015.
جاء ذلك في قرار للبرلمان العربي بشأن «مستجدات الأوضاع في الجمهورية اليمنية». وأكد البرلمان على موقفه الداعم للشرعية اليمنية والمعترف بها دولياً، ودعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسـلامة وسيادة أراضيه.
ورحب باستئناف نشاط مجلس النواب اليمني وعقد جلسته في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وتشكيل هيئة رئاسة جديدة.
إدانة الانتهاكات
وأدان البرلمان الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق أعضاء مجلس النواب اليمني، ومن هذه الانتهاكات إجراء محاكمات عبثية غير دستورية وغير قانونية لجميع أعضاء المجلس الذين رفضوا الانقلاب وانحازوا للشرعية.
وطالب البرلمان، الأمين العام للأمم المتحدة بتوفير الضمانات الكافية لتنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم الخاصة بمحافظة الحديدة وعدم تجزئته وفقاً للقرارات الدولية، وعودة السلطة المحلية الشرعية إلى المحافظة، وإلزام ميليشيا الحوثي الانقلابية بتنفيذ الاتفاقات الخاصة بالأسرى والمعتقلين والمختطفين والمختفين قسراً.
وأكد دعم موقف الحكومة اليمنية في مطالبة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث بالالتزام بالمرجعيات الثلاث للحل السياسي وتنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم.
كما طالب مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد البرلماني الدولي، بالاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه ما تقوم به إيران بانتهاك حقوق السيادة اليمنية وتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية لميليشيا الحوثي، وإلزامها بقرار مجلس الأمن رقم (2216) الذي يحظر توريد الأسلحة لميليشيا الحوثي.
وكالات.. مصر ترد على ادعاءات أردوغان بشأن وفاة مرسي
ردت مصر على التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، قائلة إنه تدخل "بشكل سافر في شأن وفاة محمد مرسي من خلال ادعاءات واهية، تتضمن التشكيك في وفاته الطبيعية بل والاتهام بقتله، والتلويح بإثارة الأمر دوليا".
وتوفي مرسي، الاثنين الماضي، عن 67 عاما، بعد أن سقط مغشيا عليه في قاعة محكمة بالقاهرة أثناء محاكمته في قضية بتهمة التخابر.
وكان مرسي مسجونا منذ عزله في عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه الذي دام عاما واحدا، وصدرت عليه أحكام بالسجن لمدد تجاوزت 40 عاما، في محاكمات منفصلة، وبتهم من بينها قيادة جماعة محظورة، والتخابر مع دولة أجنبية، والإرهاب.
وتعليقا على حديث أردوغان بشأن وفاة مرسي، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن "بالغ استنكاره للتصريحات المتكررة غير المسئولة للرئيس التركي حول مصر والتي لا ترقى لمستوى التعليق الجاد عليها"، مؤكدا استعداد بلاده للتصدي لأي تهديدات "وإن كانت جوفاء ولا تقيم لها وزنا".
وقال شكري إن "الأمر بات مكشوفا يوما بعد يوم من حيث رغبة أردوغان في التغطية علي تجاوزاته الداخلية والدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي، والعمل حصرا نحو اختلاق المشاكل".
البيان.. بصمات وشظايا تدعم أدلة ضلوع إيران في هجمات خليج عمان
أعلن الجيش الأمريكي أنّ الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في بحر عمان الأسبوع الماضي ناتج عن لغم بحري شبيه بألغام إيرانية، مشيراً إلى أنّه جمع بصمات من على الناقلة تتيح بناء «قضية جنائية» ضد المسؤولين عن الهجوم، فيما تستبق إيران فشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول آلية بيع النفط بالتوجه نحو روسيا والصين، وسط تعبير مسؤولين إيرانيين عن إحباطهم مما أسموه «تقاعس أوروبا»، في إشارة إلى مواقف أوروبية قوية ضد التهديدات الإيرانية خلال الأيام الماضية.
وعرضت البحرية الأميركية، شظايا لغم لاصق، ومغناطيس تم نزعه من إحدى الناقلتين اللتين تعرضتا لهجوم في خليج عمان، الأسبوع الماضي، وقالت إن الألغام المستخدمة تحمل «تشابهاً صارخاً» مع ألغام إيرانية. وتم عرض شظايا صغيرة قيل إنها انتُزعت من الناقلة كوكوكا كاريدجس وكذلك مغناطيس تردد أن فريق الحرس الثوري الإيراني الذي تفيد أنباء بظهوره في تسجيل مصور تركه.
وتعرضّت ناقلة نفط يابانية وأخرى نروجية الخميس الماضي لهجومين فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً. واتّهمت الإدارة الأميركية إيران بالوقوف خلف الهجومين.
وقال الكوماندر شون كيدو، من البحرية الأميركية، في لقاء مع صحافيين، إن «اللغم اللاصق الذي استخدم في الهجوم يمكن تمييزه، ويحمل أيضا تشابهاً صارخاً مع ألغام إيرانية عرضت على الملأ بالفعل في عروض عسكرية إيرانية». وأضاف: «التقييم هو أن الهجوم على الناقلة اليابانية كوكوكا كوريغوس، والضرر الذي ألحق بها، كان نتيجة ألغام بحرية زرعت على الغلاف الخارجي للسفينة». وأكد الضابط الأمريكي أن اللغم الذي انفجر «كان فوق المياه، ولا يبدو أن النية كانت إغراق السفينة»، مشيراً إلى لغم آخر ثبت على هيكلها الخارجي، وقد أزالته قوة إيرانية كانت على زورق سريع قبل انفجاره. وهي مقولة سبق للأميركيين أن أشاروا إليها.
بصمات أصابع
وأوضح أن تحقيقاً مشتركاً «يجرى مع شركائنا الإقليميين بشأن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان». كما قال إن فريق التحقيق في الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في خليج عمان، تمكن من جمع بصمات لأصابع اليد من على هيكل الناقلة، تسمح ببناء «قضية جنائية» ضد «المسؤولين» عن الهجوم.
وتابع الضابط في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية، قائلا: «جمعنا معلومات بيومترية حتى هذه اللحظة، يمكن استخدامها لبناء قضية جنائية لمحاسبة الأفراد المسؤولين» عن الهجوم.
ونشر الجيش الأمريكي في وقت سابق صوراً قال إنها تظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغماً لاصقاً لم ينفجر من الناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس التي تعرضت للهجوم مع الناقلة النرويجية فرنت ألتير يوم 13 من الشهر الجاري.
وعرض الجيش الأمريكي على الصحافيين قطعة مغناطيس قال إنها جزء من لغم، وشظايا، مشيراً إلى أنّها جمعت من السفينة. وسمح الجيش للمصوّرين بالإبحار على متن مركب تابع للبحرية الأميركية من الفجيرة وصولاً إلى الناقلة المتوقفة على بعد 14 كيلومتراً (40 دقيقة) من الساحل، من دون الصعود إلى متنها.
ولا يزال التوتر بين البلدين يتصاعد منذ أن شدّدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات على قطاع النفط الإيراني بداية مايو الماضي، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وقّعته القوى الكبرى وإيران.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان الاثنين أنّ بلاده قرّرت إرسال ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، بعد قرار مماثل في مايو الماضي لإرسال 1500 جندي للمنطقة على وقع التوتر مع إيران.
ألمانيا: الحرب ممكنة
سياسياً، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن خطر نشوب حرب لا يزال قائماً في الخليج، مشدداً على ضرورة الحوار مع جميع الأطراف.
وقال ماس إلى جانب نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في باريس إن «الموقف، كما كان عليه من قبل، خطير. لم يتبدد خطر الحرب في الخليج». وقال ماس: «يجب أن نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن الأمر لن يصل إلى ذلك الحد وأن نتحاور بالتالي مع جميع الأطراف». وأضاف أن مثل هذا الحوار ضروري لإنهاء التصعيد والبحث عن حلول قابلة للتطبيق.
وتعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي تكون معا مجموعة معروفة باسم (إي 3)، القيام بمسعى جديد لبقاء إيران في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم تلويح طهران بمخالفة أحد القيود الرئيسية المفروضة عليها. لكن دبلوماسيين قالوا إن الدول الثلاث ربما اقتربت من نهاية الطريق الدبلوماسي الذي بدأته قبل أكثر من 15 عاماً. وتسعى دول (إي 3) للحفاظ على الاتفاق بين القوى الكبرى وإيران منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه العام الماضي وبدأ في إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
إحباط من أوروبا
في الأثناء، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله إن طهران تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن آلية محتملة للتسوية في حال فشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي. وقالت إيران في مايو الماضي إنها ستقلص الالتزام بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع الصين وروسيا وقوى عالمية أخرى في عام 2015. وأضافت إيران أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى ما لم توفر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق الحماية لاقتصادها من العقوبات الأمريكية في غضون 60 يوماً.
من جهته، قال الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن طهران مستعدة للمضي في تهديدها بتخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى إذا لم تتدخل أوروبا وذلك في خطوة تنتهك بنود الاتفاق النووي. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن التصرفات التي أقدمت عليها بلاده تمثل «الحد الأدنى» من الإجراءات التي يمكن لها اتخاذها بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لكنه قال إنه يمكن العدول عن تلك الإجراءات. وأضاف روحاني خلال اجتماع للحكومة نقله التلفزيون الرسمي «إذا لم تنفذ مطالبنا سوف نتخذ إجراءات جديدة بعد 60 يوماً اعتبارا من 8 مايو، معبراً عن أسفه لأن«أساس وروح الاتفاق تضررت بشكل كبير من قبل أطراف أخرى»، في إشارة إلى موقف الدول الأوروبية الذي بدأ يتغير في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية.
تشوش دبلوماسي
أصابت الأزمة الدبلوماسية الإيرانية التي تعاني من خلخلة وتضارب في القراءات. فبينما يجزم مسؤول إيراني أنه لا حرب، يأتي آخر ويتحدث عن اقتراب وشيك للمواجهة. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني:«لن تكون هناك مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا حيث لا يوجد سبب لنشوب حرب»، إلا أن تصريحات لمسؤولين آخرين تقول عكس ذلك. وقال حامد بعيدي نجاد، سفير إيران في بريطانيا، إن الأمور تتجه صوب مواجهة مباشرة، داعياً الإدارة الأمريكية إلى عدم التقليل من شأن عزم الإيرانيين».
البيان.. بصمات وشظايا تدعم أدلة ضلوع إيران في هجمات خليج عمان
أعلن الجيش الأمريكي أنّ الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في بحر عمان الأسبوع الماضي ناتج عن لغم بحري شبيه بألغام إيرانية، مشيراً إلى أنّه جمع بصمات من على الناقلة تتيح بناء «قضية جنائية» ضد المسؤولين عن الهجوم، فيما تستبق إيران فشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حول آلية بيع النفط بالتوجه نحو روسيا والصين، وسط تعبير مسؤولين إيرانيين عن إحباطهم مما أسموه «تقاعس أوروبا»، في إشارة إلى مواقف أوروبية قوية ضد التهديدات الإيرانية خلال الأيام الماضية.
وعرضت البحرية الأميركية، شظايا لغم لاصق، ومغناطيس تم نزعه من إحدى الناقلتين اللتين تعرضتا لهجوم في خليج عمان، الأسبوع الماضي، وقالت إن الألغام المستخدمة تحمل «تشابهاً صارخاً» مع ألغام إيرانية. وتم عرض شظايا صغيرة قيل إنها انتُزعت من الناقلة كوكوكا كاريدجس وكذلك مغناطيس تردد أن فريق الحرس الثوري الإيراني الذي تفيد أنباء بظهوره في تسجيل مصور تركه.
وتعرضّت ناقلة نفط يابانية وأخرى نروجية الخميس الماضي لهجومين فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً. واتّهمت الإدارة الأميركية إيران بالوقوف خلف الهجومين.
وقال الكوماندر شون كيدو، من البحرية الأميركية، في لقاء مع صحافيين، إن «اللغم اللاصق الذي استخدم في الهجوم يمكن تمييزه، ويحمل أيضا تشابهاً صارخاً مع ألغام إيرانية عرضت على الملأ بالفعل في عروض عسكرية إيرانية». وأضاف: «التقييم هو أن الهجوم على الناقلة اليابانية كوكوكا كوريغوس، والضرر الذي ألحق بها، كان نتيجة ألغام بحرية زرعت على الغلاف الخارجي للسفينة». وأكد الضابط الأمريكي أن اللغم الذي انفجر «كان فوق المياه، ولا يبدو أن النية كانت إغراق السفينة»، مشيراً إلى لغم آخر ثبت على هيكلها الخارجي، وقد أزالته قوة إيرانية كانت على زورق سريع قبل انفجاره. وهي مقولة سبق للأميركيين أن أشاروا إليها.
بصمات أصابع
وأوضح أن تحقيقاً مشتركاً «يجرى مع شركائنا الإقليميين بشأن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان». كما قال إن فريق التحقيق في الهجوم على ناقلة النفط اليابانية في خليج عمان، تمكن من جمع بصمات لأصابع اليد من على هيكل الناقلة، تسمح ببناء «قضية جنائية» ضد «المسؤولين» عن الهجوم.
وتابع الضابط في القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية، قائلا: «جمعنا معلومات بيومترية حتى هذه اللحظة، يمكن استخدامها لبناء قضية جنائية لمحاسبة الأفراد المسؤولين» عن الهجوم.
ونشر الجيش الأمريكي في وقت سابق صوراً قال إنها تظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغماً لاصقاً لم ينفجر من الناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس التي تعرضت للهجوم مع الناقلة النرويجية فرنت ألتير يوم 13 من الشهر الجاري.
وعرض الجيش الأمريكي على الصحافيين قطعة مغناطيس قال إنها جزء من لغم، وشظايا، مشيراً إلى أنّها جمعت من السفينة. وسمح الجيش للمصوّرين بالإبحار على متن مركب تابع للبحرية الأميركية من الفجيرة وصولاً إلى الناقلة المتوقفة على بعد 14 كيلومتراً (40 دقيقة) من الساحل، من دون الصعود إلى متنها.
ولا يزال التوتر بين البلدين يتصاعد منذ أن شدّدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات على قطاع النفط الإيراني بداية مايو الماضي، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي وقّعته القوى الكبرى وإيران.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان الاثنين أنّ بلاده قرّرت إرسال ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، بعد قرار مماثل في مايو الماضي لإرسال 1500 جندي للمنطقة على وقع التوتر مع إيران.
ألمانيا: الحرب ممكنة
سياسياً، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن خطر نشوب حرب لا يزال قائماً في الخليج، مشدداً على ضرورة الحوار مع جميع الأطراف.
وقال ماس إلى جانب نظيره الفرنسي جان ايف لودريان في باريس إن «الموقف، كما كان عليه من قبل، خطير. لم يتبدد خطر الحرب في الخليج». وقال ماس: «يجب أن نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن الأمر لن يصل إلى ذلك الحد وأن نتحاور بالتالي مع جميع الأطراف». وأضاف أن مثل هذا الحوار ضروري لإنهاء التصعيد والبحث عن حلول قابلة للتطبيق.
وتعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي تكون معا مجموعة معروفة باسم (إي 3)، القيام بمسعى جديد لبقاء إيران في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم تلويح طهران بمخالفة أحد القيود الرئيسية المفروضة عليها. لكن دبلوماسيين قالوا إن الدول الثلاث ربما اقتربت من نهاية الطريق الدبلوماسي الذي بدأته قبل أكثر من 15 عاماً. وتسعى دول (إي 3) للحفاظ على الاتفاق بين القوى الكبرى وإيران منذ أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه العام الماضي وبدأ في إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
إحباط من أوروبا
في الأثناء، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله إن طهران تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن آلية محتملة للتسوية في حال فشل المحادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق النووي. وقالت إيران في مايو الماضي إنها ستقلص الالتزام بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع الصين وروسيا وقوى عالمية أخرى في عام 2015. وأضافت إيران أنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى ما لم توفر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق الحماية لاقتصادها من العقوبات الأمريكية في غضون 60 يوماً.
من جهته، قال الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن طهران مستعدة للمضي في تهديدها بتخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى إذا لم تتدخل أوروبا وذلك في خطوة تنتهك بنود الاتفاق النووي. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن التصرفات التي أقدمت عليها بلاده تمثل «الحد الأدنى» من الإجراءات التي يمكن لها اتخاذها بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لكنه قال إنه يمكن العدول عن تلك الإجراءات. وأضاف روحاني خلال اجتماع للحكومة نقله التلفزيون الرسمي «إذا لم تنفذ مطالبنا سوف نتخذ إجراءات جديدة بعد 60 يوماً اعتبارا من 8 مايو، معبراً عن أسفه لأن«أساس وروح الاتفاق تضررت بشكل كبير من قبل أطراف أخرى»، في إشارة إلى موقف الدول الأوروبية الذي بدأ يتغير في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية.
تشوش دبلوماسي
أصابت الأزمة الدبلوماسية الإيرانية التي تعاني من خلخلة وتضارب في القراءات. فبينما يجزم مسؤول إيراني أنه لا حرب، يأتي آخر ويتحدث عن اقتراب وشيك للمواجهة. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني:«لن تكون هناك مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا حيث لا يوجد سبب لنشوب حرب»، إلا أن تصريحات لمسؤولين آخرين تقول عكس ذلك. وقال حامد بعيدي نجاد، سفير إيران في بريطانيا، إن الأمور تتجه صوب مواجهة مباشرة، داعياً الإدارة الأمريكية إلى عدم التقليل من شأن عزم الإيرانيين».
واس..«أخبار الساعة»: استراتيجية عربية موحدة لمواجهة إيران
قالت نشرة أخبار الساعة إن دولة الإمارات تواصل تأكيد موقفها الثابت الرافض لكل ما من شأنه زعزعة أمن واستقرار العالم، خاصة منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط التي تعتبر اليوم أكثر منطقة حيوية في العالم من الناحية التجارية والاقتصادية؛ لذا فإن حرص دولة الإمارات على الحفاظ على أمن هذه المنطقة وهدوئها لا ينطلق من خوفها على مصالحها فحسب، وإنما ينطلق كذلك من حرصها على سلامة المصالح الحيوية للعديد من دول العالم في منطقة تحتضن أهم ممر استراتيجي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.
وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان «استراتيجية عربية موحدة لمواجهة إيران» أن إدراك دولة الإمارات التداعيات الخطيرة لأيّ اضطرابات أمنية أو مواجهات مسلحة قد تحدث في هذه المنطقة على الأمن العالمي، يدفعها إلى بذل الكثير من الجهد للدفع بالمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته كاملة تجاه المخاطر التي باتت تهدد المنطقة من طرف إيران وعملائها.
وأوضحت: «لأن قيادة دولة الإمارات تدرك أن الحفاظ على علاقات متوازنة وودية بين دول المنطقة يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن الدولي، فقد ظلت تسعى إلى اعتماد أسلوب الحوار والتفاوض السلمي طريقاً أنسب لحل جميع الخلافات الإقليمية، وبالتالي فإن علاقتها مع إيران - التي تحتل جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) لأكثر من أربعة عقود - ظلت دائماً محكومة بهذا المنطق».
استراتيجية موحدة
وأشارت إلى أنه في هذا السياق بالتحديد تندرج مطالبة دولة الإمارات بوضع استراتيجية عربية موحدة تجاه إيران طالما أنه لا يوجد موقف عربي موحد قوي ومتفق تجاه التعامل معها ومع غيرها من دول الجوار العربي، كما أكدت الإمارات أهمية استمرار إدانة الاحتلال الإيراني جزرها الثلاث والتشبث بالبيانات السابقة كافة الصادرة بإجماع عربي ودولي.
وذكرت النشرة أن الموقف الإماراتي الثابت تجاه هذه المسألة لن يسقط بالتقادم، وإنما سيظل يتجدد طالما لا يزال النظام الإيراني مستمراً في احتلال الجزر الثلاث، ويمارس عنجهيته المعهودة تجاه دول الخليج العربي كلها..ذلك ما أكده مؤخراً رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي محمد سالم بن كردوس العامري خلال مشاركته في الندوة التي نظمها البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية مؤخراً تحت عنوان «نحو بناء استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي»؛ إذ شدد على أهمية دعم حق السيادة لدولة الإمارات على جزرها الثلاث المحتلة، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من أرض الإمارات، واعتبار أيّ قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر باطلة ولاغية؛ كونها تخالف قواعد ومبادئ وأسس القانون الدولي بـ «عدم تغيير حقائق الأرض من دولة الاحتلال».
خرق القانون الدولي
ولفتت إلى أن مسألة احتلال إيران الجزر الإماراتية منذ عقود، وإمعانها في خرق القانون الدولي، دليل قاطع على أن سلوكها الراهن ضد أمن دول جوارها الخليجي ليس وليد اللحظة، وإنما انعكاس لسياسة شاملة تستند في خطوطها العريضة إلى التوسع وفرض منطقها بالقوة..وهو ما تقوم به اليوم ضد أمن واستقرار الشقيقة المملكة العربية السعودية بدعمها العسكري والمعنوي لعملائها الحوثيين وتشجيعهم على استهداف المدنيين في المملكة، فضلاً عن مراوغاتها المتكررة لاستهداف حركة التجارة الدولية في الخليج العربي.
تأمين
أكدت نشرة أخبار الساعة أن هذا السلوك الإيراني دفع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى القول إن على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة، والعمل سوياً لنزع الاحتقان لتجنيب المنطقة التصعيد وإعطاء فرصة لصوت الحكمة، معرباً عن أمله في إيجاد إطار أوسع للتعاون مع إيران.
سبأ نت.. ميليشـيا طهـران تشن رابع هجوم صـاروخي على مصالح أمريكية في العراق
سقط صاروخ في موقع بجنوب العراق تستخدمه شركات النفط الأجنبية بما في ذلك شركة إكسون موبيل الأمريكية ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وهدد بمزيد من التصعيد في التوترات الأمريكية الإيرانية بالمنطقة.
وأشار مسؤولون عراقيون بأصابع الاتهام إلى إيران، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع قرب مدينة البصرة بجنوب العراق، وهو الرابع خلال أسبوع شهد سقوط صواريخ قرب منشآت أمريكية. ووقعت ثلاث هجمات سابقة على أو قرب قواعد عسكرية توجد بها قوات أمريكية قرب بغداد والموصل ولم تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى أو تلحق أضراراً بالغة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الحوادث.
وقال مصدر أمني عراقي إنه يبدو أن جماعات مدعومة من إيران تقف وراء هجوم البصرة. وأضاف: «استناداً لمصادرنا، الفريق الذي أطلق الصواريخ مؤلف من أفراد تابعين لعدة مجموعات وكانوا جميعهم مدربين جيداً على إطلاق الصواريخ». وقال إنهم تلقوا بلاغاً قبل أيام بأن القنصلية الأمريكية في البصرة قد تكون مستهدفة ولكن فوجئوا عندما سقط الصاروخ على موقع نفطي.
وقال عباس ماهر قائم مقام مدينة الزبير إنه يعتقد أن جماعات مدعومة من إيران استهدفت بشكل خاص إكسون «كي تبعث برسالة» للولايات المتحدة. وأضاف: «لا نستطيع أن نعزل ذلك عن المجريات الإقليمية، وهو الصراع الأمريكي الإيراني»، مشيراً إلى أن «هذه الحوادث لها أهداف سياسية... يبدو أن بعض الأطراف لم يرق لها عودة كادر إكسون». وكانت إكسون قد أجلت موظفيها من البصرة بعد إجلاء جزئي للسفارة الأمريكية في بغداد في مايو الماضي وكانوا قد بدأوا لتوهم العودة.
شركات محلية وأجنبية
من جانبه، أكد الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد، إن الجرحى عراقيون وقد عولجوا من إصابات طفيفة موضحاً أن «البرجسية تقع على بعد عدة كيلومترات عن مواقع الأعمال النفطية حيث تعمل شركات محلية وأجنبية». ويتواجد في منطقة البرجسية مجمعات تابعة لشركات نفطية محلية وأجنبية وفقاً للمتحدث. واستأنف 83 عاملاً أجنبياً قبل ثلاثة أسابيع، عملهم في حقل القرنة النفطي في البصرة بعد سحبهم منه إثر تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وقبل ساعات من وقوع حادث البرجسية أعلنت قيادة العمليات المشتركة «سقوط صاروخ كاتيوشا على مقر قيادة عمليات محافظة نينوى»، كبرى مدنها الموصل في شمال العراق، لكن عمليات نينوى أكدت لاحقاً أن الصاروخ محلي الصنع. وتحدثت مصادر محلية عن تواجد قوات أميركية في نفس المكان.
في هجوم آخر الاثنين، «سقطت ثلاثة صواريخ كاتيوشا على معسكر التاجي» الواقع إلى الشمال من بغداد، حيث تتواجد قوات أجنبية بينها أميركية، وفقا لمصدر مسؤول رفض كشف اسمه. وقال مراقبون إنه على الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، لكن الصاروخ انطلق من منطقة تسيطر عليها ميليشيات موالية لإيران تقع إلى الشمال من بغداد.
وكالات.. الحوار العربي الصيني يبحث العلاقات وتدخّلات إيران
استضافت العاصمة أبوظبي، أول من أمس، أعمال الدورة الخامسة للحوار السياسي الاستراتيجي العربي - الصيني والدورة الـ 16 لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني بمشاركة وفود الدول العربية الأعضاء في المنتدى إلى جانب الوفد الصيني.
ترأس الاجتماع خليفة شاهين المرر مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية «ممثلاً عن الجانب العربي»، ووانغ دي مدير عام إدارة غربي آسيا وشمالي إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، الأمين العام من الجانب الصيني لمنتدى التعاون الصيني العربي.
حضر الاجتماع خالد الهباس الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية الدولية وني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة إلى جانب مندوبي وممثلي وسفراء الدول العربية الأعضاء في منتدى التعاون العربي الصيني.
وبحثت الدورة الخامسة للحوار السياسي الاستراتيجي العربي الصيني مجموعة من القضايا والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال والتي تمحورت حول القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط وتكريس التسامح والاستفادة من خلال الحوار بين الحضارات.
وتناولت الدورة الأزمة السورية وجهود مكافحة الإرهاب والوضع في اليمن وإصلاح الأمم المتحدة والوضع في ليبيا والوضع الأمني في الخليج العربي بما في ذلك التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وبدأت الدورة الخامسة للحوار السياسي الاستراتيجي العربي الصيني أعمالها بكلمة موجزة لرئيس الجانب العربي والجانب الصيني إضافة إلى كلمات ومداخلات من جانب الدول العربية تطرقت في مجملها إلى الموضوعات الرئيسية المطروحة للنقاش.
كما عقد، أول من أمس، اجتماع تنسيقي عربي تلاه اجتماع تنسيقي ثلاثي ضم ممثلين عن الجانب العربي برئاسة الإمارات والجانب الصيني بالإضافة إلى الأمانة العامة، جرى خلالهما بحث والاتفاق على الموضوعات التي سيتم إدراجها على جدول أعمال الدورة الـ«16» لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني.
شريك رئيسي
وألقى خليفة شاهين المرر كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ«16» لاجتماع كبار المسؤولين أعرب فيها عن سعادته لاستضافة الإمارات لأعمال الدورة السادسة عشرة لمنتدى التعاون العربي الصيني على مستوى كبار المسؤولين في أبوظبي.
وقال: «شهدت العلاقات العربية - الصينية في العقود الأخيرة تطورات كبيرة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية».. مشيراً إلى أن الصين تعد الشريك الرئيسي لكثير من الدول العربية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين في عام 2018 ما يقارب 244 مليار دولار وما زالت هناك العديد من الفرص الواعدة لتعزيز التعاون بين الجانبين على النحو الذي يسهم في دفع عجلة التنمية والازدهار في مجتمعاتنا العربية والمجتمع الصيني.
وأكد أن تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني في عام 2004 جاء ليعزز الشراكة العربية - الصينية من خلال وضعها في إطار مؤسسي منبثق عن جامعة الدول العربية، حيث يحظى الجانبان من خلاله بفرصة للتشاور والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وبحث أوجه التعاون المشتركة في شتى المجالات.
ونوه إلى النتائج الإيجابية التي تحققت خلال الدورة السابقة لمنتدى التعاون العربي الصيني على المستوى الوزاري المنعقدة في يوليو 2018 في بكين والتي كان من أبرزها توقيع وثيقة «الإعلان التنفيذي الخاص بمشروع الحزام والطريق» بهدف تكريس مبادئ مبادرة الحزام والطريق والقائمة على التعاون لتحقيق المكاسب المشتركة.
وأكد خليفة المرر حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم مسيرة التعاون العربي - الصيني ودفعها إلى آفاق أرحب.. لافتاً إلى أن استضافة أبوظبي للدورة السادسة عشرة لمنتدى التعاون العربي الصيني على مستوى كبار المسؤولين تعكس حرص قيادة الدولة على تعزيز وتفعيل آليات التعاون العربي المشترك مع جمهورية الصين الشعبية والتي تعد شريكاً استراتيجياً هاماً للدولة على الأصعدة كافة.
مستوى متميّز
ونوه إلى المستوى المتميز للعلاقات بين الإمارات والصين الصديقة، مشيراً في هذا الصدد إلى زيارة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية التاريخية للدولة العام الماضي، ومشاركة دولة الإمارات مؤخراً في الدورة الثانية لمؤتمر «الحزام والطريق» التي عقدت في بكين من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وأشاد بالتعاون الاقتصادي الثنائي بين الإمارات والصين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2018 حوالي 43.1 مليار دولار.
توافق أكبر
وأعرب المرر عن تطلع دولة الإمارات إلى المزيد من الفرص لتعزيز العلاقات العربية - الصينية والارتقاء بها و تحقيق المزيد من التوافق بين الجانبين في دعم المواقف العربية عبر المحافل الدولية والتوصل إلى أفضل السبل للاستفادة من الفرص والإمكانيات المتاحة لدى الجانبين بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا.
من جانبه ألقى وانغ دي، الأمين العام لمنتدى التعاون الصيني العربي من الجانب الصيني كلمة أوضح خلالها أن الجانبين العربي والصيني قاما بالتوظيف الكامل للمزايا التكاملية وعملا على الدفع بالمواءمة بين الاستراتيجيات التنموية.. منوهاً إلى أنه وحتى الآن وقعت 18 دولة عربية مع الصين وثائق التعاون لبناء «الحزام والطريق» في حين وصل حجم التبادل التجاري الصيني العربي العام 2018 إلى 244.3 مليار دولار بمعدل زيادة بلغ 27.7%.
وأكد أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين العربي والصيني والالتزام بمفهوم المساواة والثقة المتبادلة والتعاون المتبادل المنفعة والتنمية المتناسقة والانفتاح والشمول وتقوية روابط العلاقات بين الجانبين عبر بناء «الحزام والطريق» وصيانة نظام التجارة المتعددة الأطراف القائمة على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على ميثاق الأمم المتحدة.
وشدد وانغ دي على رفض الصين قيام بعض الدول الغربية بربط الإرهاب بدين الإسلام و حضارته ونشر ما يسمى «الإسلاموفوبيا».. معرباً عن حرص بلاده على العمل مع الدول العربية سوياً على رفض الإرهاب والتطرف وتعزيز الحوار والتواصل الحضاري وإنجاز الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية عبر الاستفادة المتبادلة وتعزيز التفاهم بين شعوب الجانبين الصيني والعربي مواصلة الصداقة الصينية العربية والحفاظ على حيويتها.
القضية المركزية
من جانبه، أكد خالد الهباس الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية الدولية أن المنطقة العربية تمر في الوقت الحالي بمنعطفات خطيرة جراء الظروف والأحداث الإقليمية والدولية المتسارعة. وشدد على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للدول العربية. وأشار إلى الأزمات التي تشهدها عدد من الدول العربية سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن والتي أدت إلى تدهور الأوضاع داخلها لا سيما الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية.. مؤكداً أن الحل السياسي الذي يكفل صون وحدة وسلامة وسيادة الدول العربية هو المخرج الوحيد من تلك الأزمات.
ولفت الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية الدولية إلى التطورات الأمنية الأخيرة في منطقة الخليج العربي، معرباً عن إدانة الاعتداءات المتكررة سواء ضد المملكة العربية السعودية أو إمدادات النفط والطاقة في الخليج وأثرها على أهمية ضمان أمن الممرات المائية لما يشكله التهديد لها من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
واختتم منتدى التعاون الصيني العربي أعماله بالإعلان عن مجموعة من التوصيات التي تضمنت مساحة كبيرة من التوافق في وجهات النظر حول عدد كبير من القضايا الأساسية التي تقع في نطاق التعاون العربي الصيني بما فيها القضايا السياسية مثل القضية الفلسطينية والأزمات في عدد من الدول العربية ونزع السلاح ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا التي تهم الدول العربية وكذلك مجالات التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
إضاءة
«منتدى التعاون الصيني- العربي» هو أول إطار للتعاون الجماعي العربي - الصيني وتأسس في 30 يناير عام 2004 أثناء زيارة الرئيس الصيني السابق هو جين تاو إلى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث أعلن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير خارجية الصين السابق لي تشاو شينغ «البيان المشترك» بشأن تأسيس المنتدى الذي يهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون ودفع عجلة التنمية والتقدم بين الجانبين. يضم المنتدى في عضويته كلاً من الصين والدول الاثنتين والعشرين الأعضاء بجامعة الدول العربية.