تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم 21 ديسمبر 2019.
اليوم.. محاكمة 16 متهمًا في قضية "جبهة النصرة"
تواصل اليوم السبت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، محاكمة 16 متهمًا في قضية "جبهة النصرة".
أسندت النيابة للمتهم الأول توليه قيادة الخلية وتولى قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والحقوق والحريات العامة التي كفلها الدستور والقوانين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
اليوم.. محاكمة 12 متهمًا بتهمة الانضمام لـ"داعش"
تواصل محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع المحاكم بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، محاكمة ١٢ متهمًا بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي في القضية لاتهامهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية أبرزها استهداف مقر نيابة أمن الدولة العليا.
ووجهت النيابة للمتهمين الأول والثاني والثالت أنهم في غضون الفترة من عام 2016 حتى 2 يناير 2017، أسسوا وتولوا قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل العمل بأحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق والحريات العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
(البوابة نيوز)
مصدر حكومي سوري: هجمات إرهابية على عدد من المنشآت النفطية والغازية
أفاد مصدر في وزارة النفط السورية بأن هجمات إرهابية متزامنة استهدفت مصفاة حمص ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى ومحطة الريان للغاز الليلة الماضية.
وقال المصدر في تصريح لقناة "روسيا اليوم" الاخبارية اليوم (السبت) إنه من المرجح أن الهجمات تم تنفيذها عبر طائرات مسيرة، مشيرا إلى أن الاعتداء تسبب في اندلاع حريق في أنابيب أفران تحسين المواد البترولية في مصفاة حمص، مضيفا أنه تمت السيطرة عليه، ويجري التعامل مع حريق آخر اندلع في خزان كروي للغاز المنزلي.
كما أسفر الاعتداء عن اندلاع حريق في معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، وتمت السيطرة عليه، بينما اقتصرت الأضرار على الماديات، بالإضافة إلى توقف بعض الوحدات عن العمل.
وحسب المصدر، فإنه تم استهداف محطة غاز الريان بثلاث قذائف دون وقوع أضرار.
في سياق آخر، نزح عشرات الآلاف من المدنيين منذ مطلع الأسبوع جراء تصعيد القصف في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، تزامناً مع تكثيف قوات الجيش السوري وروسيا وتيرة غاراتها على المنطقة.
وذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان أوردته قناة "سكاي نيوز" الإخبارية اليوم السبت - أنه على ضوء "تكثيف الغارات الجوية والقصف منذ 16 ديسمبر في جنوب إدلب، فر عشرات الآلاف من المدنيين من منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي باتجاه الشمال".
ويتعرض ريف إدلب الجنوبي منذ أسبوع لتصعيد في القصف تشنه طائرات سورية وأخرى روسية، يتزامن منذ الخميس مع معارك عنيفة بين قوات الجيش السوري والفصائل المسلحة ، على رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا التي تنتمي لتنظيم القاعدة)، أوقعت أكثر من ثمانين قتيلاً من الطرفين.
وشنت طائرات سورية وأخرى روسية عشرات الغارات الجمعة على قرى وبلدات عدة في منطقة معرة النعمان.
وبحسب الأمم المتحدة، ينتظر آلاف المدنيين الآخرين توقف القصف والغارات حتى يتمكنوا من الفرار باتجاه مناطق لا يشملها التصعيد.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، التي تؤوي ومحيطها نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريبا نازحون من مناطق أخرى. وتنشط فيها أيضا فصائل متشددة ومعارضة أقل نفوذا.
"الدفاع الروسية": مقتل 17 عسكريًا سوريًا وإصابة 42 بهجوم للإرهابيين في إدلب
أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا عن مقتل 17 عسكريا سوريا وإصابة 42، أثناء صد هجمات للمسلحين على مواقع للجيش السوري في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة اللواء يوري بورينكوف - حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية الجمعة - إن المسلحين حاولوا اختراق خطوط الدفاع للجيش السوري على محوري سنجار وأبو دالي بريف إدلب .
وأضاف أنه "خلال صد هجمات الإرهابيين قتل 17 عسكريا سوريا وأصيب 42 بجروح. وبلغت خسائر الجماعات الإرهابية نحو 200 قتيل وجريح".
هتافات ضد حزب الله.. احتدام المواجهات بين المتظاهرين اللبنانيين والقوى الأمنية
احتدمت المواجهات والاشتباكات بين تجمعات من المتظاهرين الرافضين لتكليف الدكتور حسان دياب برئاسة وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، والقوى الأمنية والعسكرية، في منطقة (كورنيش المزرعة) بالعاصمة بيروت، فيما استمر المتظاهرون في قطع الطرق الرئيسية والأوتوسترادت وطرق السفر الدولية في العاصمة وعدد من المناطق في المحافظات المختلفة.
وشهدت منطقة كورنيش المزرعة مواجهات بالغة حادة بين المتظاهرين من جهة، وقوات مكافحة الشغب ووحدات الجيش لدى محاولاتهم فتح الطريق الذي أغلقه المحتجون بالعوائق والإطارات المشتعلة وصناديق النفايات، ورشقوا القوى الأمنية والعسكرية بكميات كثيفة من الحجارة والألعاب النارية، لترد قوات الأمن والجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وتمترس المتظاهرون قرب جامع جمال عبد الناصر، وسادت حالة من الكر والفر بينهم وبين قوات الجيش وقوات مكافحة الشغب التي عززت من تواجدها في محاولة لاحتواء الوضع.
وردد المتظاهرون هتافات مناوئة لعدد من القوى السياسية، في مقدمتها حزب الله والتيار الوطني الحر ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، معتبرين أنهم "نفذوا مؤامرة" لاستبعاد سعد الحريري من موقع رئاسة الوزراء وفرض رئيس حكومة على غير إرادة السواد الأعظم من أبناء الطائفة السُنّية.
وبدا واضحا أن المتظاهرين لم يتجابوا مع الدعوات المتتالية التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بطلب انسحابهم من الشارع وعدم قطع الطرق والعودة إلى منازلهم، حيث أصروا على البقاء في الشوارع وقطع الطرق والدخول في مواجهات مع القوى الأمنية والعسكرية.
من ناحية أخرى، تجمع متظاهرون أمام منزل رئيس الوزراء المكلف حسان دياب في منطقة (تلة الخياط) ببيروت، مرددين الهتافات الرافضة لتوليه رئاسة الحكومة، ودون أن تقع ثمة مواجهات مع القوى الأمنية المكلفة بحراسة منزله.
كما قام المتظاهرون في محافظة عكار ومدينة طرابلس (شمالا) وكذلك في مناطق متفرقة من محافظة البقاع، بقطع عدد من الطرق لذات السبب اعتراضا على تولي حسان دياب وتكليفه برئاسة الوزراء.
من ناحية أخرى، أعلن الجيش اللبناني عن إصابة 7 عسكريين بعدما تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل المحتجين، أثناء محاولة فتح طريق الناعمة (أوتوستراد يربط بين العاصمة بيروت ومدينة صيدا جنوبا) والذين حاول بعضهم تفريغ حمولة شاحنة من الأتربة في وسط الطريق لإعاقة حركة المرور.
وأشار الجيش –في بيان له مساء اليوم– إلى أنه اضطر إلى إطلاق النار في الهواء واستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، لافتا إلى أن الطريق تم فتحه جزئيا ويتم العمل على إعادة فتحه كليا أمام حركة المرور.
(أ ش أ)
رئيس البرلمان الليبي لـ«الاتحاد»: حكومة الوفاق باطلة وداعموها يغامرون بمصالحهم
ناشد رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح المجتمع الدولي بضرورة رفع الغطاء عن حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، بعد انتهاكها للاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات بشكل واضح وفاضح، مؤكداً أن ليبيا دولة ذات سيادة وعلى دول العالم احترام إرادة شعبها.
وأكد رئيس مجلس النواب الليبي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أن حكومة الوفاق لم تحترم الإعلان الدستوري ولم تنفذ الاتفاق السياسي وعليها الرحيل فلا فائدة من هذه الحكومة للشعب الليبي، لافتاً إلى أن بعض الدول التي تتعامل مع حكومة «الوفاق» عليها التوقف عن ذلك والانحياز للشعب الليبي كي تستمر مصالح تلك الدول في ليبيا.
وأشاد رئيس البرلمان الليبي بدور الإمارات والسعودية ومصر في الوقوف بجانب الشعب الليبي ودعم الشرعية في البلاد منذ فترة طويلة.
ولفت صالح إلى أن السلطة التشريعية في ليبيا موحدة تحت راية البرلمان الشرعي بالبلاد، مشيرًا إلى إسقاط البرلمان لعضوية عدد من النواب الذين يجتمعون في طرابلس بسبب تهديدهم للوحدة الوطنية وقد تبرأت عدة قبائل ليبية منهم.
وأكد رئيس البرلمان الليبي أن المدة القانونية لحكومة الوفاق انتهت منذ سنوات فهي لم تؤد اليمين الدستورية ولم تنل الثقة بل رفضت من البرلمان مرتين، مضيفاً: «المفترض أن قرارات المجلس الرئاسي الليبي يجب أن تكون بالإجماع وليس بالأغلبية، لكن السراج يعمل الآن بمفرده ويخالف الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات».
وأشار رئيس البرلمان الليبي إلى أن ملحق الترتيبات الأمنية الوارد في اتفاق الصخيرات، ينص على ضرورة إخراج الميليشيات من طرابلس لكن السراج بدلاً من إخراجهم يستعين بهم وباتوا يسيطرون على القرار بالعاصمة.
ولفت صالح إلى أن الاتفاق الموقع بين السراج وأردوغان مجرد عملية ابتزاز فالأخير لا يستطيع إرسال قوات إلى ليبيا كي لا يحدث احتكاك مع دول المتوسط، والليبيون أيضاً يقفون صفاً واحداً رفضاً لإرسال قوات تركية.
وكشف رئيس البرلمان الليبي عن تنظيمات إرهابية فارة من درنة وبنغازي واصفاً إياهم برأس الحربة الذين يقودون الميليشيات ضد الجيش الوطني، موضحاً أن الميليشيات الإجرامية لا تقاتل بشراسة مثلما يقاتل الإرهابيون والمرتزقة التابعون للوفاق والذين يحملون جنسيات عربية وأجنبية لكنني أؤكد أنهم لن يصمدوا أمام قوات الجيش الليبي.
الجيش الليبي: السراج «الغريق» يتعلق بـ«قشة» تركيا
أكد اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أمس، أن قوات الجيش الليبي رصدت أهدافاً تهدد الأمن في مدينة مصراتة، وأن قوات الجيش شنت غارات على مخازن الذخيرة وغرفة عمليات للميليشيات، مشيراً إلى أن الهدف من الغارات هو شل قدرات الجماعات المسلحة التي تهيئ مصراتة وطرابلس لاستقبال القوات التركية.
وأكد المسماري أن الجيش الليبي يرفض الغزو التركي وسيقاومه بكل قوة، محذرا أنقرة من أي محاولات لانزال قوات تركية إلى الأراضي الليبية لأنه سيتم تدميرها على الفور.
وتوقع المتحدث باسم الجيش الليبي أن تكون مدينة مصراتة منطقة انزال للأتراك، واستغلال ميناء الخمس المدني لاستقبال سفن تركية، وتحويل مطار معيتيقة الدولي في طرابلس لاستقبال رحلات تركية تنقل الأتراك.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية قد حددت ثلاثة أيام مهلة «تنتهي ليل الأحد المقبل» نهائية لمليشيات مدينة مصراتة للانسحاب من مدينتي سرت وطرابلس.
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية استمرار استهداف مدينة مصراتة يومياً دون انقطاع وبشكل مكثف، لافتةً إلى أنه في حال تم الانسحاب فإن سلاح الجو الليبي الذي رفع قدراته عدداً ونوعاً في شرق وغرب وجنوب البلاد سيعلن ومن باب قوة إنه لن يتم استهداف المنسحبين من طرابلس وسرت إلى مصراتة، مع الاحتفاظ بحق استهداف أي معدات جديدة يتم نقلها لمصراتة وتخزينها فيها.
وأشارت القيادة العامة إلى أن المحاولات اليائسة التي يقوم بها فايز السراج، المغلوب على أمره، في اللحظات الأخيرة المتمثلة في طلبه هذه الليلة رسمياً وعلنياً من تركيا تقديم الدعم اللوجستي والفني العسكري، مضيفة «ما هي إلا محاولة تعلق الغريق بالقشة».
وكشف بيان القيادة العامة عن تنفيذ السلاح الجوي الليبي ليلة أمس الأول عملية استهداف نوعية بعدة غارات جوية على عدة مواقع عسكرية في مصراتة، تم استخدامها لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية التركية من قبل مليشيات حكومة «الوفاق»، التي أكدت ارتهانها الكامل وتبعيتها المطلقة لحكومة تركيا. وشددت القيادة العامة على أن تنفيذ هذه العمليات جاء حرصاً من القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية على استمرارها في حماية سيادة وأمن ليبيا من التدخل التركي، ورداً على إعلان حكومة الوفاق المزعوم طلب الدعم اللوجستي والفني من تركيا.
ووجهت القيادة العامة للجيش الليبي رسالة لحكماء وعقلاء مصراتة بأن يقدموا مصلحة مدينتهم وأمنها وسلامتها على مصالح المتطرفين الذين يقودونها للدمار والقتل والتطرف والإرهاب، وأن يدعوا أبناءهم الذين يقاتلون في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق المزعوم لترك السلاح ومغادرة جبهات القتال في طرابلس وسرت فوراً ودون تأخير.
بدوره، انتقد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد المشير خليفة حفتر، مشدداً على أن السلوك التركي سيؤثر بشكل سلبي على مصالح أنقرة الاقتصادية داخل الأراضي الليبي، مضيفاً «أردوغان مصاب بجنون العظمة وسنواجه غزوه لأراضينا».
إلى ذلك، أكد اللواء المبروك الغزوي، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن موقف كافة أبناء الشعب الليبي سيكون كموقف الأجداد ضد الاحتلال الأجنبي لليبيا، مضيفاً «نحن أحفاد عمر المختار وموقف شعبنا ضد التدخلات التركية سيكون كموقف أجدادنا».
إلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي العربي الورفلي إن تهديد أردوغان بإرسال قوات تركية إلى ليبيا محاولة لرفع معنويات الميليشيات المسلحة المنهارة أمام ضربات الجيش الوطني اللييي.
وأكد الورفلي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الإعلام التابع لجماعة «الإخوان» الليبية يردد أكاذيب حول معركة تحرير طرابلس، مشيرا إلى أن الإعلام المعادي للجيش الليبي يحاول إيجاد مبررات للتدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي.
بدوره، أكد المحلل السياسي عيسى رشوان لـ«الاتحاد» إن أردوغان يمر بمرحلة صعبة عصيبة لم يكن يتوقعها من الرفض العالمي لما قام من استفزاز الاتحاد الأوروبي باتفاقيته مع فايز السراج، مشيراً إلى أن أردوغان مصاب بحالة «هذيان» تدفع به لترديد خطابات غير مسؤولة.
رفض أممي ودولي للتدخل التركي في ليبيا
حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس، من خطر التطورات الأخيرة والتصعيد العسكري المتفاقم والتدخل الخارجي المتنامي في ليبيا على وحدة البلاد. وقالت البعثة على تويتر: «تأسف البعثة للتطورات الأخيرة وللتصعيد العسكري المتفاقم، والتدخل الخارجي المتنامي في ليبيا وتبادل الأطراف التخوين، وتعريض وحدة ليبيا للخطر».
وأكدت البعثة، حتمية الحل السياسي، مضيفةً أنها ماضية قدماً في مسعاها الحثيث لترميم الموقف الدولي المتصدع في ليبيا، وحث الليبيين للعودة لطاولة التفاوض حقناً للدماء، ولوقف التقاتل، وكبح التدخل الخارجي، ووقف إنزال المزيد من النوائب بالمدنيين.
بدورها، رفضت وزارة الخارجية الإيطالية أمس، أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا رداً على الطلب الذي وجهته حكومة «الوفاق» إلى روما وواشنطن ولندن والجزائر وأنقرة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» عن الوزارة قولها في الرد إن «حل الأزمة الليبية يمكن أن يكون فقط سياسياً وليس عسكرياً». وأضافت أن «إيطاليا لهذا السبب ستستمر في رفض أي نوع من التدخل وأنها بدلاً عن ذلك تدعم عملية إحلال الاستقرار وأن تمر عبر القنوات الدبلوماسية والحوار».
وفي السياق، أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، أمس، بأن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا لا يمكنه سوى تعقيد الوضع في البلاد. وأضاف أن إمكانية استقدام جنود أتراك إلى ليبيا يعتبر مصدر قلق لروسيا، باعتبار أن هذه الخطوة ستثير ردود فعل من قبل دول الجوار، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات.
(الاتحاد)
حكومة الوفاق تستنجد بـ 5 دول للمساعدة على وقف هجوم الجيش
طالب رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا والجزائر بتفعيل الاتفاقيات الأمنية مع ليبيا للدفاع عن طرابلس، على حد قوله وأشار «بيان» نشرته «الوفاق»، إلى أن السراج دعا هذه الدول إلى «التعاون والتنسيق مع حكومته في مكافحة ما وصفها ب «التنظيمات الإرهابية».
ويأتي هذا الطلب عقب أقل من يوم واحد، على إعلان حكومة الوفاق الوطني الموافقة على تفعيل مذكرة تعاون عسكري وقعت مؤخراً مع تركيا.
وكان الرئيس التركي صرح في العاشر من ديسمبر أنه مستعد لإرسال جنوده إلى ليبيا، دعماً لحكومة السراج إذا طلب الأخير ذلك، ما أجج التوتر، فيما أفادت مصادر أن تركيا أرسلت أسلحة إلى مدينة مصراتة، تمهيداً لنقلها إلى الكتائب الموالية لحكومة الوفاق في العاصمة طرابلس.
وكان مصدر عسكري ليبي أوضح في وقت سابق أن هناك فرق اقتحام وقناصة أتراك يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق في محور خلة الفرجان بالعاصمة الليبية طرابلس. وقال المصدر في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»،«لقد رأينا جنوداً أتراكاً يقاتلون على الأرض في محور خلة الفرجان بطرابلس في صفوف الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق ونراهم بأعيننا»:، مؤكداً أن«الجنود هم عبارة عن قناصة وفرق اقتحام أتراك».
وأشار المصدر على أن «الميليشيات المسلحة والمرتزقة الذين معهم كل يوم في تراجع إلى الوراء أمام مدفعيات قواتنا المسلحة»، مشيراً إلى أن «الجيش الوطني الليبي والوحدات العسكرية تسيطر كل يوم على أماكن جديدة، ولكن تقدم قواتنا بطيء لكنه دائم».
يأتي ذلك فيما تشهد دول عربية مشاورات مع ليبيا ودول أوروبية لرفع ملف دعم تركيا لميليشيات موالية لحكومة الوفاق بالسلاح إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى دراسة دول أوروبية الضغط على تركيا، لوقف الاتفاقيات الأمنية وصفقات بيع أسلحة المُبرمة مع حكومة السراج.
وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، بأن التدخل العسكري لا يمكنه سوى تعقيد الوضع في البلاد. وقال المصدر الذي لم يتم تسميته، إن إمكانية استقدام جنود أتراك إلى ليبيا يعتبر مصدر قلق لروسيا، باعتبار أن هذه الخطوة ستثير ردود فعل من قبل دول الجوار، وهو«ما يثير الكثير من التساؤلات»،بحسب قناة «روسيا اليوم».
من جانبها، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن أسفها من التصعيد العسكري المتفاقم والتدخل الخارجي المتنامي في البلاد.
قرقاش: العالم الإسلامي لن ينهض بدون بلاد الحرمين والأزهر
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن العالم الإسلامي لا يمكنه أن ينهض بدون الحضور العربي وبلاد الحرمين والأزهر الشريف.
وتساءل على «تويتر»: «هل بالإمكان أن ينهض العالم الإسلامي بغياب الحضور العربي؟ وهل ينهض بغياب بلاد الحرمين الشريفين والأزهر الشريف؟». وأكمل قرقاش: «الإجابة الواضحة هي النفي، فالاستقطاب والتفريق والتحزب لم تكن أبداً الحل ولن تكون».
السراج يلقي بنفسه في طريق اللاعودة
دفع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج بنفسه في طريق اللاعودة، حارقاً آخر أوراقه، بدعوته النظام التركي إلى التدخل المباشر لدعم الميليشيات في محاولات تصديها الفاشل لتقدم الجيش الوطني نحو وسط العاصمة طرابلس.
وحاول السراج تعويم تبعيته المعلنة للأتراك بالزج بأسماء دول أخرى تحت لافتة تفعيل الاتفاقيات الأمنية السابقة معها، للتنسيق مع حكومته في مكافحة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش والقاعدة، وتكثيف التعاون في مواجهة الهجرة غير القانونية، ومكافحة الجريمة المنظمة والمتاجرين بالبشر.
ويرى المراقبون أن هذه الدعوة الصادرة عن السراج بعد اجتماع مساء أول من أمس، للمجلس الرئاسي المنقوص من أربعة من أعضائه هم، موسى الكوني (مستقيل) وفتحي المجبري (مقاطع) وعلي القطراني وعمر الأسود (جمدا عضويتيهما)، والذي حضره ممثل الجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة العماري زايد وممثل جماعة الإخوان عبدالسلام كجمان وعدد من قادة الميليشيات، تعتبر آخر ورقة يمكن أن تضع على طاولة المناورات، وستحترق خلال أيام قليلة.
توافق دولي
كما أن هناك توافقاً دولياً على أن ميليشيات السراج هي التي تعطل الحل السياسي وتحول دون تحقيق أي تقدم في تجاوز الأزمة، وهي التي تعتمد في صفوفها على إرهابيين ومرتزقة ومهربين وتجار بشر، ولديها تاريخ طويل مع جرائم القتل والخطف والنهب والاغتصاب وتدمير مقدرات الدولة، وبالمقابل قام الجيش الوطني بتطهير أغلب المناطق الخاضعة لنفوذه من الجماعات الإرهابية، ونجح في تأمين الحقول والموانئ النفطية، وفي طرد الجماعات المسلحة التي كانت تسيطر عليها قبل وصول القوات المسلحة إليها.
وكان واضحاً أن الموقف الأوروبي، بما في ذلك الإيطالي، رافض وبشدة لأي تدخل عسكري في ليبيا، كما أنه منزعج بالاتفاقية البحرية التي أمضاها السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي تؤذي دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي وهما اليونان وقبرص وتهدد الأمن والاستقرار في شرق المتوسط، وهو ذاته الموقف الأمريكي في ظل استمرار التواصل بين واشنطن والقيادة العامة للجيش الليبي.
وتبدو حجة الجيش الليبي ومن ورائه البرلمان المنتخب أكثر إقناعاً للرأي العام الدولي من ادعاءات المجلس الرئاسي، فعملية تحرير البلاد من الإرهاب والتطرف والسلاح المنفلت ودواعش المال العام التي أطلقتها القوات المسلحة منذ ربيع 2014، أثبتت جدواها في المناطق المحررة، وخاصة في المنطقة الشرقية، كما أن خريطة الطريق التي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة الليبية خليفة حفتر لما بعد تحرير طرابلس تبدو واقعية وقادرة على إخراج البلاد من النفق بعد تسع سنوات عجاف، وتتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية وكتابة دستور جديد ثم تنظيم انتخابات تحت إشراف دولي في ظل مصالحة وطنية شاملة، بينما لا تزال حكومة الوفاق عاجزة حتى على تحرير نفسها من سطوة الميليشيات.
فنون التعذيب فى تركيا
أصبحت تركيا بحق سجنا كبيرا، ليس هذا فحسب بل تمارس ضد اغلب عتقلين أبشع أنواع التعذيب بشكل ممنهج، هذا ما أكده تقرير حديث نشره موقع "نورديك مونيتور"، والذى أوضح تفاصيل حالات تعرضت للصعق الكهربائى فى مركز سرى أنشئ خصيصا لتعذيب المعتقلين.
وقد تم إنشاء مركز سري للتعذيب في مقر هيئة الأركان العامة التركية، حيث تم استخدام أساليب الإيهام بالغرق والصدمات الكهربائية على الضباط المؤيدين لحلف الناتو، حسبما كشفت الوثائق التي أطلع عليها موقع نورديك مونيتور.
ووفقا لبيان مكتوب صادر عن الملازم أول يالسين توكر، وهو ضابط يعمل في إدارة التخطيط بالأمانة العامة برئاسة هيئة الأركان، فإن العديد من زملائه الذين تم احتجازهم في أعقاب الانقلاب الفاشل في عام 2016 تعرضوا للتعذيب من أجل اكراههم على تقديم اعترافات كاذبة.
تركيا سجن كبير
وقدم توكر التماسا إلى مكتب المدعي العام في أنقرة من زنزانته في سجن سينكان في 7 نوفمبر 2016. كشف توكر في هذا الالتماس عن تفاصيل التعذيب في مركز احتجاز غير رسمي في مقر هيئة الأركان العامة.
لم يكن لـ توكر، البالغ من العمر 32 عاما، أي علاقة بالانقلاب، وفي الواقع غادر توكر مكتبه في 15 يوليو 2016 في وقت المغادرة المعتاد، واستمر الضابط الشاب في العمل في هيئة الأركان العامة حتى 2 أغسطس، عندما تم اعتقاله بناء على اتهامات من شخص زعم أنه على صلة بحركة جولن.
تم نقل توكر إلى قسم بعيد من مجمع الأركان العامة من قبل عناصر من قيادة القوات الخاصة (أوزيل كوفيتلر كوموتانليزي) وظل محتجزا لمدة 36 ساعة.
أشار الالتماس: "لقد شاهدت انتزاع الأقوال من ستة معتقلين ضمن 11 معتقل تحت التعذيب من خلال أساليب مثل الصعق بالكهرباء والإغراق في الماء". أضاف توكر أنه أرغم على كتابة وتوقيع بيان كاذب تحت تهديد التعذيب والضرب والضغط النفسي الشديد. لم يقدم له الطعام أو الشراب أثناء اعتقاله وأُبقي مكبل اليدين ومعصوب العينين.
يظهر اسمه وكذلك أسماء 10 آخرين كانوا محتجزين في مجمع الأركان العام ضمن ملاحظة مكتوبة بخط اليد من عناصر الشرطة أثناء عملية التسليم من مركز التعذيب.
التعذيب بسجون أردوغان
و بعد إكراهه على تقديم إفادته تم تسليمه إلى الشرطة ، واعتقل توكر بشكل رسمي في 3 أغسطس. ومثل أمام قاضي بعد ستة أيام، وأمر القاضي باستمرار حبسه رغم نفيه أي صلة له بالانقلاب أو بحركة جولن.
وقال إنه يريد الطعن في التصريحات الكاذبة التي تقدم بها تحت التعذيب وأكد عدم وجود أي دليل على أي جريمة في ملف قضيته يستدعي سجنه، ولم يتم التحقيق في شكواه من وقوع تعذيب، ولم ينظر الادعاء في مزاعمه بشأن وجود مركز تعذيب سري في مجمع الأركان العامة و يُظهر ملف قضيته أنه قدم العديد من الالتماسات إلى مكتب المدعي العام.
وفقا للأرقام التي قدمتها وزارة العدل، تم عزل أكثر من 150 ألف موظف حكومي من وظائفهم من قبل الحكومة التركية بسبب علاقاتهم المزعومة بحركة جولن، و كان هناك ما مجموعه 30.727 من هؤلاء الموظفين في السجن، و يوجد ما مجموعه 6.760 من أفراد الجيش في السجن حاليا، منهم 5.960 برتبة عقيد أو أقل و 142 منهم برتبة عميد أو أعلى، و 169 منهم من الجنود و 489 من طلاب المدارس العسكرية.
الأحزاب الجديدة شوكة فى ظهر أردوغان
يبدو أن الأحزاب الجديدة التى يؤسسها حلفاء رجب طيب أردوغان السابقون ستتحول إلى شوكة فى ظهر الرئيس التركى تهدد طموحاته الاستبدادية، حيث يتوقع الخبراء أن تنجح تلك الأحزاب فى استقطاب أنصار العدالة والتنمية الذين سئموا من التغييرات التى قام بها أردوغان.
حيث قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الحزب الجديد الذى يؤسسه رئيس الوزراء التركى الأسبق أحمد داود أوغلو قد يكون كافيا لكسر قبضة الرئيس رجب طيب أردوغان على السلطة فى تركيا.
وتحدثت الصحيفة عن انضمام بعض أنصار أردوغان إلى حزب المستقبل الذى أسسه داود أوغلو الأسبوع الماضى، والذى يأمل أن يحصل على دعم المحافظين دينيا الذين سئموا من حزب أردوغان العدالة والتنمية.
وقالت نهال أولكوك، التى أعلنت انضمامها لحزب داود أغلو فى يوم إعلان تأسيسه، إنهم بحاجة إلى خطاب سياسى جديد، فحتى لو كانت البلاد فى حال جيدة، فإن هذا لا يعنى أنها يمكن أن تكون أفضل.
لكن الصحيفة تقول إنه منذ إعلان توجهها، تعرضت لحملة مضايقات من أنصار أردوغان فى الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، حيث اتهمها البعض بالتصرف باسم حركة فتح الله جولن، التى تزعم حكومة أردوغان أنها مسئولة عن محاولة الإطاحة به، وهو الاتهام الذى أصبح شائعا فى تركيا فى السنوات الاخيرة يوجه إلى أى شخص يعتقد أنه يتحدى الرئيس.
ولفتت الصحيفة إلى أن الانتقادات الحادة التى يوجهها أردوغان إلى أوغلو هى علامة واضحة على أن تأسيس حزب المستقبل قد أحدث هزة للرئيس التركى، خوفا من قدرة حزب المستقبل على الاستيلاء على أصوات من العدالة والتنمية والذى يحتفظ بأغلبية فقط من خلال تحالفه مع حزب قومى متطرف.
وقالت تايمز إن استطلاعات الرأى الأخيرة تظهر أن الدعم لأردوغان وحزبه قد تراجع منذ آخر انتخابات فى 2018، حيث أن ربع من صوتوا للعدالة والتنمية ولأردوغان فى هذا الوقت، قالوا إنهم لا يحسمون موقفهم.
وقال نصف ناخبى العدالة والتنمية الذين تم استطلاع رأيهم أنهم لم يعودوا يدعمون التعديلات الدستورية لأردوغان التى حولت السلطة التشريعية من البرلمان إلى الرئيس.
وقد ساعد على سحق الصورة العامة للعدالة والتنمية استشراء الفساد والمحسوبية وتراجع الوضع ااقتصادى وتسييس المحاكم.
ويأتى تقرير الصحيفة البريطانية فى ظل توقع خبراء السياسة التركية حول العالم بأن تهدد الأحزاب الجديدة التى أسسها حلفاء أردوغان السابقين هيمنته الاستبدادية على البلاد.
فقبل أيام قليلة، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا كتبته أسلى أيدينتسباس، الزميلة البارزة بمجلس العلاقات الخارجية الأوروبية وبمركز ميركاتور فى اسطنبول، تحدثت عن حزب أحمد داود أوغلو، وقالت إنه يمثل شخصية ذات ثقل داخل دوائر المحافظين وتحديه لأردوغان مهم فى ميل الكفة لصالح قوى المعارضة التى تطالب بإنهاء كابوس الاستبداد فى تركيا.
ورأت الكاتبة والخبيرة التركية إن هذا وحده يمثل تغييرا فى حسابات الانتخابات فى تركيا، فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، كان بإمكان حزب العدالة التنمية الفوز فى الانتخابات بنسبة 51% أو أكثر بشكل طفيف فى تحالفات مع الأحزاب اليمينية، لكنه اليوم، حتى مع دعم شريكه فى الائتلاف، الحزب القومى المتشدد، فإنه سيحصل على أقل من 51% .
وقد خسر حزب أردوغان بالفعل فى كل مدن تركيا الكبرى فى الانتخابات البلدية التى أجريت فى الصيف الماضى، ومع حزب المستقبل الذى شكله داود أوغلو، وحزب جديد آخر سيلعن عنه قريبا وزير المالية السابق على باباجان، يصعب تصور أن يظل أردوغان رئيسا مدى الحياة.
وخلال الشهر المقبل سيعلن باباجان حزبه السياسى الذى سيكون أكثر ليبرالية كما هو مرجح، وفى محادثات أجرتها الكاتبة مع الأعضاء البارزين فى حزبى داود أوغلو وباباجان خلال الأشهر القليلة الماضية، لاحظت مخاوفهم بشأن تعزيز السلطة فى يد أردوغان فى ظل النظام الرئاسى الحالى، وتراجع دور المؤسسات الديمقراطية والوضع المحزن للقضاء وسوء إدارة الاقتصاد، وقال أحد الحلفاء السابقين لأردوغان "يمكننى أن أجلس وأكتب الكتب أو القى الخطابات وأجنى المال، لكن البلاد تغرق أمام أعيينا كل يوم، ولا يمكننا الانتظار أطول من هذا".
(اليوم السابع)
العراق... احتجاجات «نريد وطناً» في وجه نفوذ إيران
يلخص شعار «نريد وطناً» الذي رفعه المتظاهرون العراقيون مطلع حراكهم، الذي انطلق مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. كل ما يتعلق برغبتهم في تغيير صورة بلادهم التي لحق بها كل ما هو «مشين» برأيهم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما لحق بها من أدران الفساد وسوء الإدارة والعمالة المعلنة لغالبية قواها السياسية لقوى الخارج.
وعلى رغم وجود أكبر سفارة في بغداد للدولة التي احتلت بلادهم عام 2003، وهي هنا الولايات المتحدة الأميركية، فإن حدة النقمة الشعبية عليها، لا تعادل بما لا يقارن مع تلك النقمة المتصاعدة ضد إيران لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر، أن واشنطن وخلافاً لطهران، لم تجد من بين صفوف العراقيين من يسارع إلى التصريح علناً بأنه سيقف معها في أي اعتداء تتعرض له، بينما تحظى طهران بعشرات الفصائل المسلحة الموالية لها التي تعلن ليل نهار أنها ستقف معها في حال تعرضها إلى أي اعتداء. وهذا يفسر محلياً على أنه ولاء معلن وغير شرعي لدولة خارجية على حساب البلاد ومصالحها.
ثمة أسباب عديدة وراء تصاعد مشاعر الكراهية واللا ارتياح من الدور الإيراني في العراق. وهي مشاعر اتخذت أشكالاً شتى، سليمة أحياناً وتتمثل بالانتقادات الشديد التي يوجّهها ناشطون ومثقفون وسياسيون لسياسات طهران في العراق، وعنفية تمثلت في حرق قنصلياتها التي لها منها إضافة إلى السفارة في بغداد 5 قنصليات في عموم البلاد، خلافاً لبقية دول العالم، وهذا مؤشر آخر على حجم النفوذ الإيراني في العراق.
كربلاء والنجف
مشاعر العداء ضد طهران تفجّرت، وبطريقة غير مسبوقة ربما، ظهرت في مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) التي ما زالت متواصلة. ففي الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أقدم محتجون في محافظة كربلاء التي تعد ثاني (هناك مَن يعدها الأول) أهم مركز ديني لدى الطائفة الشيعية في العالم لارتباطها بالحسين بن علي الشهيد، وأقدموا على إحراق القنصلية الإيرانية فيه. وفي يوم 27 من الشهر نفسه - نوفمبر (تشرين الثاني) - هاجم المتظاهرون القنصلية الأخرى في مدينة النجف، وأضرموا النار فيها، ثم عادوا مرتين متتاليتين وأحرقوا إجزاء من القنصلية ذاتها. بل إن بعض الناشطين شبّهوا حينها «تندّراً» قنصلية إيران في النجف بـ«أركيلة» تبغ يتسلى المحتجون في دخانها وحرقها بين حين وآخر. في عمليتي الحرق بكربلاء والنجف، دارت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن خلّفت عشرات الجرحى بين المتظاهرين. ويقول مقربون من صناعة القرار الإيراني إن «القنصليتين في النجف وكربلاء مثلث أحد أكبر الصدمات غير المتوقعة لصناع القرار في طهران، وقد جاءت بعد سنوات من النفوذ وشبكة واسعة من العلاقات والمصالح في أهم مدينتين شيعيتين».
قد تبدو عمليات حرق القنصليتين ذروة ما وصل إليه الغضب الشعبي في النجف وكربلاء خاصة والعراق عموماً ضد الهيمنة الإيرانية التي باتت لا تطاق بنظر غالبية السكان منذ سنوات، لكن ذلك لا يقلل من أهمية عوامل أخرى مماثلة قام بها المتظاهرون في بغداد وبقية المحافظات. حيث عمدوا إلى حرق الكثير من صور المرشد الإيراني علي الخامنئي وقائد فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، وردد المتظاهرون في غالبية الساحات أهازيج وشعارات منددة بإيران. كذلك قام متظاهرون في النجف مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتغيير اسم «شارع الإمام الخميني» وسط المدينة إلى «شارع شهداء ثورة تشرين». وشملت التصرفات الاحتجاجية المناهضة لإيران إطلاق حملة واسعة لمقاطعة بضائعها في العراق وأطلق الناشطون منذ أسابيع هاشتاغ «خلوها تخيس» بمعنى «دعوها تتعفّن».
البعد القومي
المحامي والناشط محمود الخزرجي في كربلاء يرى، أن أسباب الكره الشعبي للإيرانيين في كربلاء والنجف كثيرة «بعضها متغلل ذات طابع قومي عربي - إيراني يعود لعقود طويلة، وبعضها يعود للسنوات القليلة الماضية». وعن أسباب السنوات الماضية، يقول الخزرجي لـ«الشرق الأوسط» شارحاً: «ثمة وعي متنامٍ لدى الأجيال الجديدة من الشباب التي باتت تدرك حجم الخطر الذي تمثله إيران على مصالحهم ومصالح البلاد بشكل عام، وباتوا يدركون حجم التغلغل الإيراني في جميع مفاصل الدولة والمجتمع، وحجم النظرة الاستعلائية التي يمارسها الإيرانيون في كربلاء والنجف».
ويضيف الخزرجي: «هناك أيضاً، شعور متنامٍ لدى الشباب في كربلاء والنجف أن الحكومات المحلية في المحافظتين واقعة تحت سيطرة ونفوذ الإيرانيين، إلى جانب الكره التقليدي الذي يكنّه سكان المدن الدينية لبعض رجال الدين، ثم جاءت الهيمنة الإيرانية على طيف واسع من المعممين لتزيد نقمة الشباب وغضبهم».
ويشير الخزرجي إلى سبب آخر يرى أنه وراء أسباب النقمة ضد الإيرانيين وحرق قنصلياتهم وهو أن «كربلاء تتألف من خليط سكاني تتحدر أعداد كبيرة منه من الطبقات الفقيرة في محافظات الجنوب العربية، وهؤلاء تحديداً، ينظرون غالباً بازدراء وعدم احترام لمن يطلقون عليهم توصيف (العجم)». ويضيف: «لا ننسى الدور الذي مارسته القنوات الإعلامية المموّلة إيرانياً في تضخيم دورها على حساب التضحيات التي قدمها العراقيون في الحرب ضد «داعش»، ومثّل استهانة بأرواح شباب العراق. هذا التضخيم المتعمد للدور المزعوم أدى إلى خلق مشاعر كراهية واسعة ضد إيران».
على أن عملية حرق أخرى مماثلة قام بها المتظاهرون وطالت القنصلية الإيرانية البصرة مطلع شهر سبتمبر (أيلول) 2018، مثلت ربما الشرارة الأولى لعمليات الحرق اللاحقة، التي تشير بوضوح لا يقبل التأويل إلى حجم الغضب الشعبي العفوي في المحافظات العراقية ذات الأغلبية الشيعية ضد نفوذ إيران وهيمنتها على العراق منذ سنوات، وهذا على رغم ما تردده إيران وأتباعها من أنها عمليات مخطط لها من قبل جهات وأجندة خارجية.
المحور الإيراني الواضح
ومع ذلك، لا يمكن بأي حال النظر إلى عمليات الحرق وجميع الأفعال المناهضة لإيران التي وقعت خلال الاحتجاجات العراقية التي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بوصفها لحظة آنية مبتورة عن سياقها الممتد منذ سنوات الذي ترجح اتجاهات غير قليلة تفاعله وبروزه للعلن منذ عام 2011. الذي شهد انسحاب القوات الأميركية من العراق، ودخوله لاحقاً على المستوى السياسي الرسمي ضمن المحور الإيراني. ومعروفٌ، أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كان قد أعلن دعمه لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد تماهياً مع الموقف الإيراني الرافض للانتفاضة الشعبية السورية التي تفجّرت في فبراير (شباط) 2011. ولذا نرى أنه بعد نحو 5 سنوات من ذلك التاريخ، ظهرت للعلن لأول أهزوجة «إيران بره بره... بغداد تبقى حرة» المعادية لحكم الولي الفقيه ونفوذه في العراق في هتافات المتظاهرين الذي اقتحموا مبنى البرلمان في 30 أبريل (نيسان) عام 2016.
مناهضة نفوذ إيران وغيرها في العراق، لا يقتصر على المواطنين العاديين وجماعات الحراك، إنما يتعداه إلى المرجعية الدينية في النجف وإن لم تشر إليه بشكل صريح مطلقاً، لكنها شدّدت في كثير من خطبها على سيادة العراق ورفض التدخلات الخارجية، وحول موقف مرجعية النجف وعلاقتها بنظام ولاية الفقيه في إيران يقول الباحث علاء حميد إدريس إن: «مرجعية النجف لا تتبنّى مبدأ ولاية الفقيه، رغم التشابه بين المرجعيتين، فهما يختلفان في التعامل مع السياسة والسلطة. إذ لم تكن السياسة حاضرة في ذوق مرجعية النجف طوال مراحل حضورها الاجتماعي والديني، ولا يأتي تدخّلها إلا بعد حصول أزمة أو يطلب منها التدخل».
ويضيف إدريس: «تنبع مرجعية النجف المتمثلة بالمرجع الديني للسيد علي السيستاني مع أن دورها يعتمد على النصح والإرشاد فيما يتعلق بالعراق بشكل مميّز دون بقية الدول التي يوجد فيها مسلمون شيعة، على العكس من المرجعية الدينية في إيران التي يعبّر عنها المرشد الإيراني علي الخامنئي؛ والتي تعمل على إيجاد نفوذ وحضور في أغلب مناطق الإقليم ومنها العراق، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، والبحرين، واليمن». ويرى أن «مساحات النفوذ تكشف أن كلتا المرجعيتين مختلفتان بشكل ملموس في الأسلوب والعمل؛ فمرجعية النجف تعتمد مبدأ مسافة التوجيه؛ والمقصود بها الابتعاد عن الدخول في تفاصيل قضايا الشأن العام، أما مرجعية إيران فإنها تعمل ضمن مبدأ الحضور في تفاصيل تلك القضايا انطلاقاً من مبدأ ولاية الفقيه على عموم المسلمين».
ما فعله «داعش»
الكاتب الصحافي والمحلل السياسي سرمد الطائي، يرى أن «لحظة اجتياح تنظيم داعش للعراق كانت صدمة أنتجت وعي الجيل الجديد الذي لاحظناه يستهدف رموز إيران في البصرة وجنوب العراق خريف 2018. وفي هذا إدراك أن العراق يصبح تدريجياً كبش فداء في مواجهة دولية تقوم بها إيران، ولذلك ظهر رأي عام عراقي يرفض أن تنتقل أزمة مضيق هرمز إلى بغداد».
ويقول الطائي، الذي عاش شطراً من حياته في إيران إبان معارضته لحكم الرئيس الراحل صدم حسين لـ«الشرق الأوسط» إن حرب «داعش» الطويلة أدت إلى تشجيع جيل الشباب الكاره للحرب، على إدراك أن التغيير والإصلاح ليس رغبة عابرة كمالية، بل تحوّل حاسم هو مسألة حياة أو موت، لمنع القرارات الحمقاء في السياسة والأمن والاقتصاد.
وينظر الطائي إلى جيل الاحتجاج الجديد بوصفه «جيلاً مختلفاً عن سابقه ولا يمثل أهواءً سياسية بل ينتج عن تحول اجتماعي عميق يجب أن يؤدي إلى تحول سياسي، وهكذا فإن المجتمع الذي شهد توافق 2003 لم يعد مقرراً وحاسماً في عراق 2018 وما بعده من مظاهرات البصرة ولاحقاً مظاهرات تشرين.
وهذه العوامل مجتمعة، بحسب الطائي «أنتجت ثقة وطنية كبرى على أنقاض الفشل السياسي، لم تعد تتقبل أن يصبح العراق كما يردد قادة حرس الثورة الإيرانيين، مجرد مساحة نفوذ لطهران، فكانت مهاجمة المقرات التي ترمز لنظام إيران إعلاناً بسيادة عراقية جديدة يفرضها التحول الاجتماعي لا الطبقة السياسية الخائفة أو أو الحذرة من سطوة الجنرال قاسم سليماني».
محفّزات كثيرة
ومن جانبه، يرى رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري، أن ثمة محفزات كثيرة لحالة العداء ضد إيران في الشارع العراقي، منها «دعمها لمعادلة السلطة التي أنتجت حكومة عادل عبد المهدي التي شكل أغلب أطرافها قوى وفصائل وثيقة الصلة بإيران، وبعد أن صورت هذه الحكومة باعتبارها المنقذة للبلاد، وجد العراقيون أنها حكومة تمثل أجندات خارجية وتسعى إلى ترجمة الرؤى الإيرانية على حساب الداخل العراقي». ويقول الشمري لـ«الشرق الأوسط»: إن «جولات عبد المهدي الخارجية بدت وكأنها محاولات لوقف تصاعد الخلافات بين واشنطن وطهران، مما دفع كثيرين للتساؤل عن جدوى ذلك، وهناك حريق داخلي في البلاد».
ويعتقد الشمري أن العامل الاقتصادي كان من بين أهم محفزات العداء الشعبي ضد إيران، حيث إن «تعامل إيران الاقتصادي واستحواذه على السوق العراقية وبالتالي إسهام ذلك في إيقاف النمو الاقتصادي العراقي على الصعيدين الحكومي والخاص أدى إلى ما يشبه عملية استلاب تام لاقتصاد البلاد دفع الناس وحرضهم على النقمة». وتضاف عوامل أخرى كان لها الدور الحاسم في إثارة الرأي العام العراقي ودفع المتظاهرين إلى حرق القنصليات الإيرانية، ضمنها «طبيعة التصريحات الاستفزازية التي أطلقها قادة إيرانيون ومست بشكل وثيق السيادة العراقية، خاصة تلك التي تتحدث عن تابعية العراق لإيران وارتباطه بمحور ما يسمى بالمقاومة، إلى جانب التصريحات التي أطلقت ضد المتظاهرين ووصفتهم بالمشاغبين المدفوعين من قوى خارجية». ولا ننسى طبعاً، والكلام للشمري «طبيعة الشخصية العراقية التي لا تقبل بالخضوع للأجنبي مهما كان أصله وانتماؤه».
وعن توقّعاته المستقبلية للعلاقة بين العراق وإيران عقب مرحلة حرق القنصليات والمظاهرات المنددة بنفوذها في العراق، يقول: «مهمة الحكومة المقبلة صعبة ومعقدة، وعليها أن تعمل بجد لوضع العلاقة بين البلدين على أسس من المصالح المشتركة وليس على أساس التابعية، وتوقعاتي أن تكون ضمن أولويات الحكومات المقبلة القيام بعملية شاملة لإعادة تقييم العلاقة بين البلدين وما عدا ذلك فإن الغضب الشعبي ضد إيران سيتزايد بمرور الأيام».
بدوره، يرى الباحث في علم الاجتماع السياسي عبد الرزاق علي، أن «السلوكيات العنيفة للأشخاص أو للجماعات وللسياسات في التحليل السوسيولوجي هي ذلك الشعور بالكره والرعب واللاتسامح. وعادة ما تكون هذه السلوكيات بالاندفاع والتصرف الخارج عن السيطرة». ويقول علي لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث في مدن البصرة وبغداد والنجف خلال الاحتجاجات الماضية والحالية وما نجم عنها من إقدام المحتجين على اقتحام وحرق القنصليات في النجف والبصرة ومحاولتهم الوصول وحرق السفارة الإيرانية في بغداد ما هي إلا تعبير عن الشعور بالكراهية واللاتسامح مع السياسة الإيرانية المتعلقة بالعراق». يشير الباحث علي هنا إلى المحاولات المتكررة للمتظاهرين في بغداد للوصول إلى السفارة الإيرانية في جانب الكرخ عبر جسر السنك والخلاني المؤديين إليها، مما أدى إلى وقوع خسائر كثيرة بين صفوف المتظاهرين نتيجة للاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الأمنية المرابطة على الجسرين.
تدخلات إيران بعد 2003
ويضيف علي أن «حقبة ما بعد 2003 شهدت تدخلات إيرانية محمومة للتدخل وصناعة جزء من المشهد السياسي العراقي وبحسب مؤشرات كثيرة دعمت السياسة الإيرانية وسعت جاهدة إلى تأسيس قوى سياسية وميليشياوية متعددة خدمة لمشروع وسياسات محددة تمثل مصالحها الاستراتيجية بغض النظر عن تقاطعها مع المصالح الوطنية العراقية». ويشير إلى أن «جيل الاحتجاج الحالي في الوسط والجنوب العراقي يمثل التعبير الجلي والواضح للشعور المتنامي لدى أغلب الشرائح الاجتماعية والتي ترفض سياسات إيران وتدخلاتها وصناعتها ودعمها لفصائل مسلحة وغير مسلحة تعمل بالضد من تطلعات المجتمع العراقي الذي ترزح غالبية أفراده في واقع غارق في الفساد والفشل والمعاناة من سياسات نهبوية تريد للعراق أن يبقى حديقة خلفية لإيران، وحاجتها لأن يكون العراق خط الصد الأول بمواجهة صراعها مع القوى الغربية».
ويتفق الباحث عبد الرزاق علي على أن «تصريحات القادة الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية المتعلقة بالعراق شكلت حالة من الاستفزاز والشعور العميق بسلب الإرادة الوطنية وربما حتى الإحساس بالمهانة والحيف والظلم في قرارة الشخصية العراقية، وتحديداً لدى جيل الشباب المحتج غير المتحدر بعقد آيديولوجية أو طائفية».
دور إيران في العراق... قبل الثورة السورية وبعدها
يصعب النظر إلى عمليات الحرق التي طالت القنصليتين الإيرانيتين في كربلاء والنجف، بوصفهما أفعالاً تمثل لحظة ثورية أقدم عليها شباب غاضبون لا يدركون أهمية ما فعلوا، وتالياً النظر إليها كلحظة منقطعة الصلة بما قبلها من مشاعر عداء وغضب ضد إيران ونفوذها.
ذلك أنه منذ نحو عقد ونصف، ظل التساؤل حول إيران ودورها في العراق وما إذا كان مفيداً أو ضاراً يعاود الظهور بأشكال شتى وفي كل مناسبة تقريباً. وإذ نظرت قطاعات شيعية غير قليلة إلى الدور الإيراني قبل عام 2011 (العام الذي سحبت فيه الولايات المتحدة قواتها من العراق وانطلاق الثورة السورية) بنوع من القبول والتعاطف باعتباره داعماً للعهد الجديد الذي انطلق بعد 2003. فإن تلك القناعات باتت تتراجع شيئاً فشيئاً بعد ذلك التاريخ الذي انكشف فيه «الغطاء» عن الدور المهيمن لإيران، عبر سلسلة تصرفات قام بها حلفاؤها من الساسة وقادة الفصائل المسلحة، بصبر وسرية عاليين بتكريسه في العراق.
على مستوى الشارع نشط أتباع إيران بعد ذلك التاريخ في الترويج العلني للولي الفقيه عبر نشر صوره في الساحات والأزقة الشعبية في صورة لم يسبق لها مثيل، وبدأت الفصائل المسلحة تتحدث علناً عن «محور المقاومة» التي تنتمي إليه وتديره إيران.
وعلى المستوى السياسي، نشط رئيس الوزراء حينذاك نوري المالكي، بدعم إيراني واضح، في مطاردة خصومه من الساسة السنة البارزين أمثال نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي ووزير المالية رافع العيساوي.
وبعد بضعة أسابيع على انطلاق الثورة السورية في فبراير (شباط) 2011، أرسل المالكي وفداً رسمياً رفيعاً ضم أعضاء بارزين من حزب «الدعوة» لدعم حكم الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي فهم على نطاق واسع محلياً على أنها كانت الخطوة الأولى لزج العراق فعلياً في المحور الإيراني وما تلا ذلك تداعيات وصعود «داعش» واحتلاله نحو ثلث الأراضي العراقية. ومن ثم، ما ترتب عليه من صعود واضح لجنرالات إيران مثل، قاسم سليماني وغيره في الحضور الدائم داخل الأراضي العراقية بذريعة مساعدة البلاد في حربها ضد التنظيم الإرهابي.
من هنا يمكن اعتبار عام 2011، نقطة انطلاق إيران الواسعة في العراق بعد سنوات من العمل السري من جهة، ومن جهة أخرى لحظة تصاعد التساؤلات المحلية المعترضة على ذلك الدور وطبيعته التي مهدت لاحقاً لجميع الأفعال الشعبية المناهضة لإيران.
(الشرق الأوسط)