مقتل رئيس مخابرات "الوفاق"... دائرة صراع الولاءات تتسع لتصفيات دموية تغذيها تركيا

الثلاثاء 12/مايو/2020 - 09:24 ص
طباعة مقتل رئيس مخابرات فاطمة عبدالغني
 
 يبدو أن الإعلان عن وفاة عبدالقادر التهامي، رئيس جهاز مخابرات حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، أخرج الخلافات المُتفاقمة بين أركان هذه الحكومة والميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تنضوي تحت عباءتها إلى دائرة صراع الولاءات، الأمر الذي يرسم ملامح مرحلة جديدة تنحدر بسرعة نحو تصفيات دموية تُغذيها تركيا التي تسعى إلى إحكام سيطرتها على مُجمل مفاصل الحياة السياسية في طرابلس، بتقاطعاتها العسكرية المُتشابكة.
فبعد تكتم استمر عدة ساعات وأنباء متضاربة حول وفاته، أعلنت حكومة الوفاق وفاة عبد القادر التهامي، إثر نوبة قلبية. 
وأفاد المكتب الإعلامي للوفاق على تويتر الأحد 10 مايو نقلاً عن بيان للمجلس الرئاسي، بأن التهامي توفي السبت 9 مايو إثر نوبة قلبية مفاجئة. ونعى المجلس الرئاسي رئيس جهاز المخابرات، الذي تضاربت الأنباء حول أسباب وفاته، وقد زاد صمت الوفاق من هذا التضارب. 
وكانت مصادر ليبية، كشفت مقتل التهامي بعد يومين على خطفه من قبل مليشيا "النواصي"، وأفادت المصادر بأن الميليشيا التابعة لوزارة داخلية الوفاق سلمت جثته إلى أسرته بعد يومين من اعتقاله، مرجحة إمكانية تصفيته جسدياً. 
في حين أكدت حسابات مقربة من حكومة الوفاق، أن الوفاة نجمت عن إصابته بنوبة قلبية نقل على إثرها إلى المستشفى، حيث وافته المنية. 
وقالت مصادر عسكرية ليبية، إن التهامي قُتل بيد مجموعة تابعة لميليشيات الردع التابعة لوزير الداخلية فتحي باشا أغا. جاء ذلك بعد تقارير عن إلقاء القبض على التهامي في طرابلس، مساء السبت.
وأواخر فبراير الماضي قال فتحي باشاغا، وزير داخلية السراج، إن جهاز المخابرات تعرض للاختراق من قبل ميليشيا، لم يُسمّها.
ومن جهته، قال العقيد محمد فرج عثمان بالمركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، إن "التهامي رئيس مخابرات حكومة فايز السراج لقي حتفه على يد مجموعة تنتمي لميليشيا الردع التابعة لفتحي باشأغا".
من ناحية أخرى كشف مدير إدارة التوجيه المعنوى بالجيش الوطنى الليبى خالد المحجوب، تفاصيل جديدة عن مقتل التهامى، وقال المحجوب، وفق ما نقلت "سكاى نيوز"، إن التهامى تعرض للخطف من قبل ميليشيات النواصى فى طرابلس، وقتل تحت التعذيب.
وكانت الخلافات دبت خلال الأشهر القليلة الماضية بين ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا فى طرابلس، وبعضها البعض، وتصاعدت حدة الخلافات بين الميليشيات المتمركزة فى طرابلس والمتمركزة فى مصراتة بسبب الصراع على المناصب والعوائد المالية والمؤسسات الليبية، وسط تكهنات عن نية أنقرة لتصعيد وزير داخلية الوفاق فتحى باشاغا، على حساب فايز السراج.
وفي هذا السياق قال الناشط السياسي الليبي، كمال المرعاش في تصريحات صحفية له "إن تصفية التهامي تندرج ضمن صراع النفوذ بين الميليشيات المُسيطرة على المؤسسات السيادية المالية والرقابية والأمنية في العاصمة طرابلس".
واعتبر أن هذه التصفيات "تحدث عندما تكون هناك خلافات حول ملفات الفساد والنهب، وهي طريقة تُشبه إلى حد بعيد ممارسات عصابات المافيا عندما تختلف على صفقات معينة أو تعتدي إحداها على مناطق نفوذ الأخرى".
يذكر أن اللواء عبد القادر التهامي كان يقود جهاز المخابرات بحكومة الوفاق منذ أبريل 2017، وهو أحد رجالات معمر القذافي، إذ كان ضابطاً في جهاز الأمن الخارجي. وعاد التهامي إلى المشهد الليبي بعد 6 سنوات من الإطاحة بالنظام السابق، حيث تم تعيينه مديراً للمركز الوطني لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وبعد 4 أشهر تمّ تكليفه برئاسة المخابرات.

شارك