تحت غطاء محاربة حزب العمال الكردستاني.. أردوغان يتوسع طمعا في النفط العراقي
الثلاثاء 23/يونيو/2020 - 12:32 ص
طباعة
أميرة الشريف
سلطت إحدي الصحف التركية الموالية للنظام الحاكم، الضوء حول تدخل قوات رجب طيب أردوغان في العراق من خلال عمليتي "مخلب النمر" و"مخلب النسر" والتي تهدف إلى التوغل في العراق لنهب ثرواته على غرار سوريا، تحت ستار محاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية.
وأفادت مصادر أمنية وفق صحيفة "يني شفق" بأن القوات التركية بعد حفتنين شمالي العراق ستركز على منطقة سينات، وأنه سيتم إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة على هذا الخط.
وزعم التقرير أن القوات التركية دمرت 700 هدف لحزب العمال في منطقة واحدة فقط، وهي حفتنين شمالي العراق، وأن قوات "الكوماندوز" حققت تقدما سريعا في العمليات البرية.
وقالت الصحيفة إن الاستراتيجية العسكرية التركية الجديدة لمطاردة حزب العمال، لا تعتمد على تنظيم العمليات ضده عبر الحدود في الجزء الشمالي من العراق فحسب، بل الحفاظ على الوجود العسكري في المناطق التي تستولي عليها، ما يعني أن تركيا تنفذ سياسيات احتلال تحت شعار محاربة "إرهاب" حزب العمال، وهي الذريعة نفسها التي أعلنتها تركيا في احتلالها لحدودها مع سوريا.
إلي ذلك أشارت صحيفة "آراب ويكلي" وفق موقع أحوال التركي إلي أن تركيا لديها أطماع في العراق، خاصة فيما يتعلق بالنفط، لكن إخوان العراق ممثلين في الحزب الإسلامي الذي تعود جذوره إلى أربعينيات القرن الماضي، لا يلعبون دورا أساسيا في الحكم منذ سقوط نظام البعث في 2003، وفق تقرير الصحيفة.
ووفق التقرير فإن تركيا فضلت التلاعب بشكل مباشر بورقة الأقليات واستغلال العامل العرقي والقومي لتوظيفه في خدمة مخطط يؤمن لها تواجد قوي في البلد.
ويتضح الدور التركي في اختراق الساحة العراقية من خلال الاعتماد على تركمان العراق، الذين يتمركز جزء كبير منهم في "كركوك" واحدة من المناطق الثمينة بالنسبة لأنقرة نظرا لاحتوائها على مخزون نفطي ضخم يأمل النظام التركي في السيطرة عليه.
ويشير التقرير إلى أن تركيا تخشى وجود ثروة نقطية ضخمة مثل الموجودة في أرض كركوك بين أيدي الأكراد، الذين يطاردهم النظام التركي، مما يسهل لهم إمكانية إقامة دولة مستقبلية ويمنحهم قوة متزايدة، وهو ما يسبب فزعا لأنقرة جعلها تقاومه بكل الطرق.
وحذر المثقفون العراقيون وقادة الرأي من الاستهانة بطموحات تركيا في العراق، موضحين أن زيادة التدخل العسكري التركي في بلادهم بحجة مكافحة الإرهاب وملاحقة حزب العمال الكردستاني، ما هو إلا جس نبض لردود الافعال المحلية والإقليمية تمهيدا لغزو مناطق في البلاد واحتلالها مثلما حدث في سوريا .
وأصبح تنظيم الإخوان الإرهابي أداة في يد الرئيس رجب طيب أردوغان للتوغل في الدول العربية مثل ليبيا وسوريا للاستيلاء على ثرواتها، لكن في العراق، الوضع مختلف رغم أن المطامع التركية تبدو واحدة.
ورغم أن العراق يمتلك ثروة نفطية هائلة، إلا أنه يعيش في حالة من الهشاشة والتخبط السياسي والاقتصادي تجعله مطمعا لكثيرين، أولهم النظام التركي الذي يعول على الإخوان والميليشيات المسلحة في تحقيق أهدافه.