تحذير دولي.. تركيا تستقوي وترسل المزيد من المرتزقة إلي ليبيا
الثلاثاء 23/يونيو/2020 - 01:18 ص
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت تركيا تواصل إرسال المرتزقة للقتال بجانب حكومة الوفاق الليبية، حيث اعتبر الاتحاد الأوروبي أن تركيا تستخدم لغة القوة وتستمر في إرسال آلاف المقاتلين إلى ليبيا.
ودعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، للتوصل إلى وقف للنار بين الأطراف الليبية، واستئناف محادثات 5+5، كما اعتبر أن الاتحاد يواجه مسار أستانا جديدا بين روسيا وتركيا في ليبيا هذه المرة حيث تشتركان في المصالح، وفق تعبيره.
إلى ذلك، شدد الاتحاد على ضرورة تعزيز الوجود العسكري الأوروبي في الساحل الإفريقي لحماية أمن أوروبا.
و دعا المتحدث الرسمي الأوروبي بيتر ستانو الأطراف الإقليمية الفعالة في الأزمة الليبية إلى خفض التصعيد وتشجيع جهود المفاوضات". وأضاف "ليبيا ليست في حاجة للمزيد من التصعيد والتدخلات الخارجية تؤجج النزاع".
على صعيد متصل، أكد وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، لنظيره الإيطالي، خلال زيارة لمقر عملية "ايريني" (لمراقبة حركة السفن والسلاح في المتوسط) بحسب ما أفادت الخارجية، أن منع وصول السلاح لليبيا مهم لألمانيا وإيطاليا، مضيفاً "لهذا نحتاج المزيد من المساهمات الطموحة من جانب دول الاتحاد الأوروبي".
والأسبوع الماضي، اتهم الاتحاد الأوروبي تركيا بعرقلة عملة "إيريني".
وأكد دبلوماسيون ومسؤولون في بروكسل الأربعاء الماضي قبيل اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو أن تركيا تعرقل مساعي الاتحاد لتأمين مساعدة حلف شمال الأطلسي لعملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط إيريني، الرامية لفرض حظر أسلحة أممي على ليبيا التي مزقها الصراع.
كما أبدت فرنسا في حينه، امتعاضها من التصرفات التركية التي وصفتها بالعدوانية في المتوسط، داعية "الأطلسي" إلى التحرك من أجل صد تلك الأفعال. وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط تعرضت مؤخرا لعمل "عدواني للغاية" من قبل زوارق تركية، منددة بمسألة "بالغة الخطورة" مع شريك أطلسي.
في سياق متصل،عقدت لجنة المتابعة الدولية حول ليبيا اجتماعها الثالث على مستوى كبار المسؤولين برئاسة مشتركة بين الجامعة العربية والبعثة الأممية في ليبيا.
واستعرض الاجتماع التقدم المحرز حتى الآن في تنفيذ توصيات مؤتمر برلين وجهود اللجنة، دعما لتسوية شاملة ودائمة وسلمية بقيادة ليبية للصراع تحت رعاية الأمم المتحدة، وبما يحافظ على سيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.
وشدد المشاركون في الاجتماع على ضرورة التزام جميع أعضاء عملية برلين بشكل صارم بكافة التزاماتهم وتعهداتهم.
وعبر أعضاء اللجنة عن قلقهم العميق إزاء حالة التصعيد العسكري الخطيرة الجارية حول سرت.
وجدد أعضاء اللجنة مطالباتهم لحكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي بالخفض الفوري للتصعيد، ووقف الأعمال القتالية والتحركات العسكرية.
وأكدوا أهمية سرعة استكمال المفاوضات الليبية - الليبية القائمة في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بهدف التوصل إلى اتفاق رسمي وشامل ودائم لوقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأشار الاجتماع إلى أهمية تناول أحكام شاملة بخصوص إخراج كافة "المرتزقة" الأجانب وانسحاب كافة القوات العسكرية الأجنبية في إطار مفاوضات 5+5، وتفكيك ونزع سلاح الجماعات المسلحة والميليشيات في جميع أنحاء البلاد.
إلي ذلك، حذر خبراء أمميون من أن الاعتماد على المرتزقة، ساهم في تصعيد النزاع في ليبيا، وقوض احتمالات التوصل إلى حل سلمي، وألقى بتداعيات مأساوية على السكان المحليين.
وكان رئيس تركيا ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، قد أبرما في نوفمبر الماضي مذكرتي تفاهم، إحداهما بشأن ما يسمى "ترسيم الحدود البحرية"، والأخرى أمنية استخدمت لإرسال قوات تركية إلى ليبيا.
ومع التوقيع، راح أردوغان يرسل مرتزقة من سوريا إلى ليبيا لدعم ميليشيات السراج في معارك ضد الجيش الوطني الليبي، بالإضافة إلى الأسلحة والخبراء العسكريين.
يذكر أنه إلى جانب الملف الليبي، تتعدد الملفات والقضايا التي تصعد الخلاف بين أنقرة والاتحاد، من التنقيب عن النفط في المتوسط ومسألة اليونان وقبرص، إلى ملف اللاجئين الذي وتر لسنوات تلك العلاقات.