فتاوي الغرياني.. ليبيا تغرق من إرهاب بريطانيا
الأربعاء 24/يونيو/2020 - 02:46 ص
طباعة
أميرة الشريف
تواجه الحكومة البريطانية الاتهام بإيواء المفتي الليبي الصادق الغرياني، والمتهم بارتكاب عمليات إرهابية والتحريض علي القتال إلي جانب تأييده لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا، كما انه متهم بتسهيل سيطرة الإسلاميين على طرابلس من مكان إقامته في بريطانيا، كذلك فإنه دائم التشجيع على إسقاط البرلمان المنتخب في طبرق، فضلا عن التحريض ضد الجيش الوطني الليبي بصفة مستمرة.
وتدفع بريطانيا ضريبة احتضانها للإرهاب المتمثل في تنظيم الإخوان، فيما لا يزال الغطاء الشرعي لحكومة الوفاق الليبية و"مفتي الدم" الصادق الغرياني، يمعن في التحريض على سفك الدماء حتى في الأراضي التي آوت أنصاره.
ويقيم الغرياني في بريطانيا حيث يدعو إلي الإرهاب من هناك، كما أنه يحرض أتباعه على ارتكاب جرائم العنف والإرهاب ضد المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وكل هذا علي مرئ ومسمع الحكومة البريطانية التي تدعمه وتساعده وتمد له يد العون.
وفي تقرير سابق لشبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فيبدو أن الغرياني هو أحد أكبر الرؤوس الممولة للمساجد في بريطانيا، حيث ذكر التقرير أن مفتي الدم كان يقدم تبرعات تصل إلى ربع جنيه إسترليني لمساجد في إكستر وديفون وغيرها، في الوقت الذي كان يشيد به بتنظيم القاعدة وعملياته في ليبيا.
وقال التقرير إن الجالية المسلمة من سكان إكستر، تقدمت بعريضة على الإنترنت تطالب أئمة المساجد بالكشف عن منابع تمويلها، لافتة إلى أن تبرعات الغرياني وصلت إلى ما يقرب من 250،000 جنيه إسترليني.
ويمتلك مفتي الفتنة ثروة طائلة تصل إلى أكثر من 100 مليون دولار، موجودة في مصارف قطر وتركيا وبريطانيا، وهو يمتلك جواز سفر قطري وإقامة دائمة في تركيا - حيث يبث سمومه من إسطنبول- إلى ليبيا وسوريا وبريطانيا.
ويقول الكثير من المراقبين إن الثروة التي بحوزته تعود بفضل الدعم القطري السخي وأموال الزكاة التي يحصل عليها من رجال أعمال من جماعة الإخوان من دول عدة، وإلى ما يسمى بأموال الربا التي توهب لها من قبل مؤسسات كبرى على أنها مخصصة لتمويل منابر وقوى الجهاد في الداخل الليبي.
والغرياني هو عالم دين إسلامي وأستاذ جامعي من سكان ضاحية تاجوراء في طرابلس، أصول عائلته ترجع قرية انطاطات قرب مدينة غريان في الجبل الغربي، تخرج من جامعة محمد بن علي السنوسي كلية الشريعة عام 1969، في البيضاء، ليبيا، عين معيدا في الجامعة عام 1970.
حصل على الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1972 ـ شعبة الفقه المقارن، حصل على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، عام 1979. حصل على شهادة دكتوراه أخرى من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية من جامعة إكستر في بريطانيا في عام 1984.
مضّى في التدريس الجامعي أكثر من ثلاثين سنة، تولى الإشراف والتدريس في شعبة الدراسات العليا بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الفاتح آنذاك.
بعد اندلاع ثورة 17 فبراير 2011 وخروج مظاهرات معارضة لحكم معمر القذافي وسقوط عدد من المدن بيد المعارضين آنذاك، خرج على التلفزيون مطالبا الليبين الوقوف ضد القذافي، حيث افتي بالجهاد ضد كتائب العقيد معمر القذافي.
أصبح الغرياني مفتي في ليبيا، بالقانون، والذي أصدره المجلس الوطني الانتقالي المؤقت في فبراير 2012 ، والذى منح صلاحيات اعتبرت "واسعة" وحصانة قضائية للمفتي "المؤقت" من التظلم أمام القضاء.
يُنتقد الصادق الغرياني من عدة جهات في ليبيا حيث يراه البعض امتدادا لمشروع "ليبيا الغد" الذي كان يروج له سيف الإسلام القذافي نجل السابق معمر القذافي ضمن اعلام ليبيا الغد آنذاك، فيما يعتبره البعض أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
في يوليو 2012 وقبيل أول انتخابات عامة تشهدها ليبيا منذ نحو 46 عاما طالب الغرياني الناخبين الليبيين المتوجهين إلى الاقتراع في انتخابات المؤتمر الوطني بعدم التصويت لتحالف القوى الوطنية الذي فاز لاحقاً في الانتخابات، وعدم التصويت لمحمود جبريل باعتباره "مناصراً لليبرالية.
كما أن الغرياني رحّب أنذاك بسيطرة ميليشيات فجر ليبيا وأنصار الشريعة الاسلامية بالقوة على طرابلس ودعا إلى توسيع دائرة العنف مستخدما قناة تلفزيونية على الانترنت مسجلة باسم أحد اقاربه في مدينة اكستر جنوبي انجلترا، وأرسل الغرياني يوم سقوط طرابلس تهانيه قائلا: "أهنئ الثوار على انتصارهم، وأترحم على شهدائهم"، عبر قناة "التناصح".
ويرى بعض المراقبون أن وجود الغرياني في بريطانيا يشكل مصدر إحراج شديد للحكومة البريطانية، في وقت حذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أن تهديد الإرهابيين لأمن بريطانيا أكبر وأعمق منه في أي وقت مضي.
ويرجح المراقبون أن إيواء الغرياني في بريطانيا، أدي إلي توتر العلاقات مع أمريكا، وبالأخص بعدما أعرب عدد من المسؤولين في أمريكا عن غضبهم الشديد على منح الغرياني منبرا في بريطانيا لإلقاء خطبه التحريضية وخاصة إشادته بجماعة أنصار الشريعة التي اتهمتها الولايات المتحدة بقتل سفيرها كريس ستيفنز في بنغازي عام 2012، وبذلك قد تدخل بريطانيا "عش الدبابير" مجددًا بعدما اتهمت بأنها ترعى الإخوان الإرهابية.
ومنذ تعيينه كان المفتي مثيرًا للجدل في كثير من الأحيان مع انحيازه مع الفصائل الإسلامية المتشددة، ومع فتاويه بما في ذلك منع المرأة الليبية من الزواج من الأجانب ووقف استيراد الملابس الداخلية النسائية.
والجدير بالذكر أن الحكومة البريطانية، رفضت مرارا تصنيف جماعة الإخوان، كمنظمة "إرهابية" وأنها لم تجد دليلا يذكر على أن أعضاءها ضالعون في أنشطة من هذا القبيل.
ويعتبر هذا القرار، مواجهة صريحة من بريطانيا على أنها الراعية الأولى للإرهاب، وتآوي الإرهابيين من جميع انحاء العالم، كما آوت قبل ذلك قيادات إخوانية على رأسهم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان، كما آوت شخصيات جهادية.
وكما أشارت من قبل بوابة الحركات الإسلامية في ملف خاص بعنوان " الإخوان والإنجليز من الدعم إلى المواجهة"، إلى أن العلاقة بين الإخوان وبريطانيا ليست عادية أو حديثة العهد، وإنما هي علاقة نفعية بين كلا الطرفين وقديمة تعود إلى عقود من الزمن، حينما قدمت مجموعات صغيرة من أعضاء جماعة الإخوان في نهاية الخمسينات إلى بلاد الغرب بدوافع مختلفة، إما بدافع اللجوء السياسي والهرب من الملاحقات الأمنية، وإما البحث عن الرزق والعمل، وإما الدراسة في الجامعات الأوروبية، وكان من أبرزهم سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا، ورجل الأعمال الشهير يوسف ندا وغيرهم، وقد بدأت حركة الجماعة هناك.
من الجدير بالذكر، أن العديد من المؤسسات الدعوية والفكرية التابعة للإخوان بدعم قطري تنتشر في بريطانيا، من بينها مؤسسة "قرطبة لحوار الثقافات في بريطانيا"، التي تدور أنشطتها حول الأعمال الثقافية والبحثية، و"الرابطة الإسلامية في بريطانيا"، المعروفة بـ"MAB"، التي تعمل أيضًا في إطار رغبة الإخوان التغلغل داخل الثقافات الأوروبية، حيث تقدم الأنشطة الدينية والثقافية إلى المسلمين في أوروبا، ومدارس "الإيمان الإسلامية"، والمنظمة الإسلامية للإغاثة والمعروفة بـ"Islamic Relief"، وغيرها الكثير.