هل تنجح المساعي المصرية الأوروبية في وقف التدخل التركي بليبيا؟
الخميس 25/يونيو/2020 - 12:59 ص
طباعة
أميرة الشريف
مواصلة لدورها في الوقوف بجانب ليبيا ضد التدخل التركي، تجري القاهرة اتصالات بدول أوروبية لوقف التوغل التركي باتجاه سرت وتتمسك بوقف توغل تركيا.
وأوضحت تقارير إعلامية، أن مصر أبلغت دولا أوروبية بأن تكون سرت منطقة فاصلة يمنع الوصول لها من قبل الميليشيات المسلحة التابعة للوفاق والقوات التركية.
وأفادت التقارير بأن فرنسا واليونان وإيطاليا وقبرص ودولا أخرى بحلف الناتو تدعم وقف القتال والانسحاب التركي من سرت، كاشفة عن مشاورات دولية لتكون هناك مناطق داخل ليبيا يمنع فيها أي اقتتال أو إنزال أو إرسال قوات من جانب الوفاق والقوات التركية، حيث هناك دول أوروبية حذرت تركيا من التوغل بهدف الوصول إلى المناطق النفطية بليبيا.
وكشفت قناة الحدث، أن هناك مشاورات لإرسال مراقبين دوليين للإشراف على وجود مناطق فاصلة.
من جانبها دعت الجامعة العربية إلى خروج الميليشيات والقوات الأجنبية من ليبيا، وأكد بيان لوزراء الخارجية العرب على أهمية الحل السياسي للأزمة الليبية، مع الترحيب بكافة مبادرات الحل السياسي ودور دول الجوار الليبي في إنهاء الصراع ورفض التدخلات الخارجية، والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا.
ورفض البيان نقل المتطرفين والإرهابيين إلى ليبيا، وطالب بإلزام دولي للجهات الخارجية بعدم إرسال مرتزقة لليبيا.
من جانبها، طالبت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" كافة الأطراف الليبية المتحاربة، والعودة إلى المسار السياسي بدلا من الصراع القائم الآن.
كما طالبت وزارة الدفاع بإنهاء التدخلات العسكرية الخارجية، والبحث الفوري في إمكانية وقف عملية إطلاق النار في البلاد.
إلي ذلك، قال الرئيس التونسي قيس سعيد في تصريحات لصحيفة لوموند الفرنسية، إن بلاده ترفض تقسيم ليبيا، مؤكدًا أنها من أكثر المتضررين من الأزمة الليبية، أنه لابد من احترام الشرعية في ليبيا، لكن ذلك ليس صكا على بياض بحسب قوله.
وأشار سعيد في تصريحاته إلى ضرورة تجميع القبائل الليبية في حوار وطني ينتهي بدستور يتم التوافق عليه.
كما أكد الرئيس التونسي أن موازين القوى في ليبيا قد تغيرت بدخول أميركا وروسيا في المعادلة.
وبدت تداعياتُ الأزمةِ الليبية وانعكاساتُها على الداخل التونسي جليةً في خطاباتِ الرئيس قيس سعيد الأخيرة.
فخلال مشاركته في الاحتفال بذكرى انبعاثِ الجيش الوطني أدلى سعيد بتصريحاتٍ جديدةٍ اعتبرت بمثابةِ استكمالٍ للنهج الذي صبغَ حديثَه مؤخرا، حيث قال إن بلادَه ليست من دعاةِ الحروب ولكنها ستخوضُ المعاركَ حين تفرض عليها ضد أعداءِ الوطن في الداخل والخارج .
هذا الموقفُ سبقته تصريحاتٌ وصفت بالنارية للرئيس خلال زيارة إلى فرنسا نقلتها قناةُ فرانس 24، ندد فيها بتدخلاتٍ خارجية تهدف إلى إعادةِ تونس إلى الوراء، وحذر أيضا من محاولاتِ تقسيم ليبيا ما ينعكس سلبا على بلادِه والجارةِ الجزائرية.
وزاد على ذلك خلال مؤتمر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد خلاله حكومةَ الوفاق الليبية مشيرا إلى أنها تحملُ شرعيةً مؤقتة ولا بد أن تحل محلَها سلطةٌ جديدةٌ .
وأثارت سلسلةُ التصريحات هذه موجةً من الانتقادات ضد سعيد في أوساط حزبِ العدالة والبناء الذراع الإخواني في ليبيا.
وعلي الصعيد الميداني، أكد الناطقُ باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الطيران التركي يواصل نقلَ الأسلحة إلى مصراتة ومعيتيقة.
من جهة أخرى، رصد موقع "إيتاميل رادار" تعزيزاتٍ عسكرية تركية جديدة في ليبيا، وقال إن تركيا دفعت بطائرتين عسكريتين من طراز C-130E ، رصدهما الموقع، متوجهتين من إسطنبول إلى مصراتة.
واتهم المسماري، أردوغان بالعمل لصالح أجهزة استخبارات تابعة لدول أخرى، وأضاف قائلا إن "أرودغان يتحدى رغبة المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار في ليبيا"، مشيرا إلى أن الطيران التركي يواصل رحلاته إلى مصراتة، وأن طائرات شحن عسكرية تركية تنقل السلاح إلى ليبيا.
وأكد المسماري أن هناك قطع عسكرية بحرية تركية قبالة سواحل ليبيا الغربية.
يأتي ذلك فيما أقرت حكومة الوفاق لأول مرة بحدوث انتهاكات في مدينة ترهونة الليبية، وقال وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشآغا، إن ما قام به عناصر تابعون للمؤسسات الأمنية في حكومة الوفاق يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان، بحسب ما نقلت قناة ليبيا الأحرار.
ورفض الجيش الليبي شروطا تركية لوقف النار، وقامت مقاتلات سلاح الجو التابع للجيش بتمشيط المنطقة الممتدة من سرت حتى الهيشة، بينما نفت مصادر عسكرية من الجيش أي استهداف من الميليشيات.
وأكدت مصادر الجيش الليبي أن الأوضاع تحت سيطرتها الكاملة جوا وبرا شرق مدينة مصراتة.