بعد حادث رينيدج الارهابي.. تساؤلات حول علاقة بريطانيا بـ إرهابيي ليبيا
أثار توقيف اللاجئ الليبي
خيري سعد الله في بريطانيا، بعد تورطه في حادث
طعن بمدينة رينيدج، مؤخرا، عددًا من الأسئلة حول العلاقة الخفية والمتشابكة
والمعقدة بين بريطانيا والمتطرفين والإرهابيين في شمال أفريقيا وخاصة الدولة
الليبية والتي سبقت ان قدمت بريطانيا اعتذار لقيادي في تنظيم الجماعة الاسلامية
الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج، مما ادي الى اتهام الناطق باسم الجيش الليبي
اللواء احمد المسماري بريطانيا بدعم المتهمينز
وفي أبريل 2019 اتهم الناطق
الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، بريطانيا بدعم الإرهاب، بعد
دعوتها لاجتماع مجلس الأمن، بخصوص ليبيا ووقف الهجوم على جماعة "الإخوان المسلمين".
ومنحت بريانيا حق اللجوء لعدد من المتشددين،
بعدما جرى اتهام الزعيم لليبي الراحل، معمر القذافي، بسحق المتمردين على سلطته في
2011، أو حتى قبل ذلك، فيما كان رئيس الوزراء
البريطاني، توني بلير، قد أجرى مفاوضات مع قائد الثورة الليبية معمر القذافي.
ويعد أبو أنس الليبي من أوائل عناصر الجماعة
الذين وصلوا إلى بريطانيا، وتمكن من الحصول على حق اللجوء في تسعينيات القرن الماضي.
وفي سنة 1998، تم إدراج أبي أنس الليبي على قائمة
أكثر الأشخاص المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بعدما جرى الاشتباه
في تورطه في هجوم تنظيم القاعدة على سفارات أميركية في شرقي إفريقيا، و تمكنت القوات
الأمريكية من اعتقال أبي أنس الليبي في العاصمة طرابلس، سنة 2013، لكنه توفي من جراء
مرض السرطان قبل بدء محاكمته في نيويورك سنة 2015.
كذلك تعد عائلة برمضان عبيدي
الذي التحق ابناه سلمان وهاشم بتنظيم داعش الإرهابي، حيث حصل "عبيدي" على
اللجوء السياسي في بريطانيا في العام 1992 وتم تصنيفه لاحقا على أنه متأثر بفكر تنظيم
القاعدة.
وخطط نجلا "عبيدي" لتنفيذ هجوم إرهابي
في المدينة التي يعرفانها بشكل جيد جدا، وفي مايو 2017، قام سلمان، 22 سنة، بتفجير
قنبلة انتحارية ضخمة وسط الحشود خلال حفل فني بمدينة مانشستر.
و رمضان العبيدي عنصر أمن في عهد نظام القذافي ، قبل أن ينشق عنه
في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وينظم الى الجماعة الليبية المقاتلة بزعامة عبد
الحكيم بالحاج ، ثم انخرط في حزب الأمة الذي شكله ناشطون سابقون في الجماعة وعلى رأسهم
سامي الساعدي أحد أبرز المتشددين في طرابلس حاليا وعضو دار الإفتاء التابعة للمجلس
الرئاسي ، قبل أن يعود في العام 2011 الى طرابلس ، ويتسلم منصب المدير الإداري لقوات
الأمن المركزي تحت سلطة المؤتمر الوطني العام الذي دفع لأول مرة بإرهابيين من تنظيم
القاعدة الى سدة الحكم.
وفى موقف غريب، خرجت الحكومة البريطانية للاعتذار
بشكل رسمى، في مايو 2018، للإرهابى الليبى
عبد الحكيم بلحاج وهو أحد قادة تنظيم القاعدة الذين قاتلوا إلى جانب أسامة بن لادن
فى أفغانستان، ونشرت حكومة المملكة المتحدة بيان اعتذار لما وصفته بـ"إساءة"
معاملة عبد الحكيم بلحاج، والذى اختطف فى تايلاند عام 2004 ونقل إلى ليبيا حيث تعرض
للتعذيب على يد النظام الليبى السابق.
وأوضح المدعى العام البريطانى أنه علاوة على
الاعتذار ستدفع حكومة المملكة المتحدة نصف مليون جنيه استرلينى (565 ألف يورو) لفاطمة
زوجة بلحاج، لكنها لن تدفع شيئا لهذا الأخير الذى لم يطلب تعويضا ماليا فى إطار اتفاق
إنهاء الملاحقات القضائية التى بدأها الزوجان.
كذلك لعبت الاستخبارات
البريطانية دورا بارزا فى الدفع بالإخوانى الليبى خالد المشرى لرئاسة المجلس الأعلى
للدولة فى ليبيا، إضافة لتحركها للدفع نحو ألا يحل المجلس الأعلى للدولة نفسه بعد إجراء
الانتخابات البرلمانية فى ليبيا، والعمل على أن يظل المجلس الأعلى للدولة "غرفة
ثانية" بليبيا لإيجاد منفذ لجماعة الإخوان على الساحة الليبية، وهى سياسات متهورة
يمكن أن تفسد الساحة الليبية وإفساد كافة الجهود الدولية المبذولة لنزع فتيل الأزمة
الليبية.
الاستراتيجية البريطانية في التعامل مع المتطرفين والارهابيين، تفتح باب للتساؤل حل
طبيعة هذه العلاقة، وهل سستوقف بريطانيا عن دعم الارهابيين في ظل استهدافها من قبل
الارهابيين الذين تدعمهم.
ويشير المراقبون الى لندن لم تتورط فقط في احتضان
الإرهابيين عندما كانوا ينتصبون الأنظمة السابقة العداء ، وإنما دفعت بهم للقتال في
بلدانهم واعتبرتهم ثوارا من أجل الحرية سواء في ليبياأو في سوريا التي كان لليبيين
دور مهم في نشر الإرهاب في أراضيها وخاصة من خلال تشكيلهم للواء الإمة في العام
2012.
ولا تخفي لندن دعمها لحكومة الميلشيات في طرابلس
بزعامة فائز السراج الذي تم الكشف في فبراير 2020 أنه وصل الى باريس بجواز سفر بريطاني
في زيارة لم تكن مقررة وتعرض فيها للإهانة بمطار شارل ديغول ، كما أنه يقضي أغلب أوقات
راحته في سكنه اللندني الذي اقتتناه ليقضي فيه فترة تقاعده.
ويتابع المحللون أن بريطانيا التي تحتضن عناصر
إرهابية داخل أراضيها ، وتعتبر نفسها عرابة جماعات الإسلام السياسي في بلدانها ، ارتبطت
بعهود ومواثيق مع الإخوان والقاعدة . على أن لا يتعرضوا لها بالأذى ، لكن ما تتعرض
له من حين الى آخر هو من صنيعة عناصر منفلتة أو غير منتمية سياسيا ، لافتين الى أن
ما قام به خيري سعد الله السبت الماضي ، وإن كان عملا إرهابيا إلا أنه لا يحسب على
الجماعات الإرهابية المتعاونة مع السلطات البريطانية.