مع انتصارات الجيش الليبي.. تصاعد الخلافات بين ميليشيات "الوفاق"

الجمعة 14/أغسطس/2020 - 06:18 م
طباعة مع انتصارات الجيش فاطمة عبدالغني
 
في انتظار معركة رسمت حولها الكثير من الخطوط الحمراء يكابد مقاتلو الميليشيات الليبية ظروف قاسية على محور سرت – الجفرة، ميليشيا ما يعرف بـ"حركة 36" الموالية لحكومة الوفاق عبرت عن شكواها من تعرض مقاتليها للهلاك في الصحراء تحت أشعة الشمس الحارقة، وتعد هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها الميليشيات عن تذمر عناصرها اللذين ينتظرون ما يقرب من شهرين على محور سرت- الجفرة، بعدما دفعت بهم حكومة الوفاق بدعم من تركيا إلى هناك استعدادًا لاقتحام المدينتين اللتين يسيطر عليهما الجيش الوطني الليبي.
ميليشيات "حركة 36" يقودها صلاح بادي من مدينة مصراتة، وهو القائد السابق لعملية فجر ليبيا ومطلوب دوليًا وفرض عليه مجلس الأمن الدولي عقوبات، ولم توضح تلك الميليشيات الجهة التي تخاطبها في شكواها، لكن البعض يؤكد تصاعد الخلاف بين ميليشيات مصراتة وبعض الأطراف في طرابلس، ويبدو أن معسكر مصراتة متحمس للحرب أكثر من غيره وبات يتذمر من مدة الانتظار على محور سرت دون اقتحامها خاصة وأن ذلك يتزامن مع تصاعد أصوات البعض في منطقة غرب ليبيا بضرورة إنهاء الحرب واتهموا من أسمهم بأمراء الحرب بالزج بشباب المدن الغربية فيها.
الحديث عن الخلافات بين الميليشيات على الأرض يتزامن أيضًا مع خلافات بين أجنحة حكومة الوفاق في طرابلس وهي خلافات ظهرت للعلن في الفترة الأخيرة خاصة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وعضوي المجلس الرئاسي أحمد معيتيق وعبدالسلام كاجمان وأيضًا بين السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا.
 تصاعد الخلافات بين ميليشيات موالية لحكومة الوفاق بطرابلس، جاء بالتزامن أيضًا مع تدمير الجيش الوطني الليبي أرتالاً مسلحة محملة بعدد من المرتزقة والعناصر الإرهابية التابعة لميليشيات الوفاق بالقرب من مدينة سرت. 
وذكرت مصادر عسكرية أن قوات سلاح الجو التابعة للجيش الليبي استهدفت المجموعات الإرهابية والمرتزقة أثناء محاولتها التسلل إلى مدينة سرت، مشيرة إلى تدمير الأرتال بالكامل. 
وأكدت المصادر أن هذه المحاولة ليست الأولى من عناصر المرتزقة والميليشيات المسلحة لدخول مدينة سرت، مشددة على تصدي القوات المسلحة الليبية لها بكل قوة لتقضي عليها بالكامل.
وشددت المصادر العسكرية على أن منطقة وادي بي غربي مهمة جغرافيا، موضحة أن المرور منها أو التمركز فيها يعد نقطة إيجابية لأي قوة تتمركز فيها وهو ما دفع القوات الليبية منع المرور من هذا الطريق ومستعدة لمواجهة أي عناصر إرهابية تحاول السيطرة عليه. 
بدوره، أكد اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، جاهزية القوات المسلحة لمواجهة أي محاولات تسلل أو اختراق من عناصر المرتزقة والميليشيات الإرهابية إلى سرت الجفرة، مشدداً على أن استمرار تركيا في نقل المرتزقة السوريين إلى الأراضي الليبية يهدد استقرار والأمن في الدولة. 
وأضاف أن أنقرة لم تلتزم بحظر السلاح وتقوم بنقل المعدات العسكرية لدعم حكومة الوفاق، مشيراً إلى أن ذلك ضد الجهود الدولية التي تطالب بالحل السياسي في ليبيا وخروج العناصر الأجنبية. 
من جانبه أوضح محمد الترهوني، المحلل العسكري الليبي، أن هذه العناصر حاولت مباغتة القوات المسلحة الليبية لكن الرد كان قاسياً عبر ضربات أبادت الرتل بالكامل، لافتاً إلى أن هناك محاولات عديدة لاقتحام سرت، لكن الجيش تصدى لها بالكامل. 
أن منطقة وادي بي غربي مدينة سرت هي منطقة تمركز وحساسة وفاصلة ما بين الطريق الرابط بين سرت والجفرة، والتمركز فيها يعد قطع الطريق بين سرت والجفرة، مضيفاً أنها أيضا مطلة على منطقة سرت وخط فاصل بين سرت والأحياء الأساسية.

شارك