النمسا تكشف مخططات الدوحة في دعم حزب الله والاخوان
الثلاثاء 15/سبتمبر/2020 - 09:51 ص
طباعة
روبير الفارس
تراقب مؤسسات المجتمع المدني في النمسا بنشاط ودقة عالية هذه الأيام مخططات الدوحة في دعم حزب الله الإرهابي بلبنان والاخوان في أوروبا .الأمر الذي يدل على أن هناك خطورة حقيقية من أعمال قطر في تلك المجالات الإرهابية والتي يتضرر منها الأبرياء في مختلف أنحاء العالم حيث
كشف تقرير حديث لمركز الأبحاث مينا ووتش النمساوي، أن قطر قامت بتمويل شبكة شحنات الأسلحة من أوروبا إلى حزب الله من خلال استخدام شحنات الذهب عبر إفريقيا.
وأفاد مركز الأبحاث هذا ومقره النمسا بأن مسؤولين قطريين رفيعي المستوى نسقوا المدفوعات، وقدموا الحماية لممولي حزب الله في الدوحة.
واستندت معلومات المركز إلى ملف جمعه الوكيل المعروف باسم "جيسون"، الذي عمل متخفيًا في البلاد.
وبحسب المعلومات، فقد عيّنت قطر مسؤولين بارزين، من بينهم دحلان الحمد، نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وهو مسؤول ألعاب القوى في قطر لإدارة تلك العمليات.
كما جاء في الملف أيضا أن "اللواء دحلان استخدم الذهب من أوغندا لتمويل تجارة الأسلحة هذه".
إلى ذلك، أشار إلى أن عملية الأسلحة مقابل الذهب كانت مخططا متقنًا بدأ عام 2017 لشراء أسلحة من صربيا، وتحويل تلك الأسلحة عبر شبكة من مسؤولي المخابرات السابقين من مقدونيا الشمالية، ثم وسم الأسلحة للتضليل على أنها مواد بناء ووضع شارات عليها على أنها سلع فولاذية محلية.
وأفاد التقرير بأن وسطاء من البلقان عملوا مع عملاء في قطر لضمان نقل الأسلحة أولاً إلى ميناء سالونيك اليوناني، ثم إلى بيروت حيث تسيطر ميليشيات حزب الله على الميناء.
وفي سياق تلك العمليات، قدمت الجمارك المقدونية الشمالية وثائق شحن مزورة تحت إشراف رئيس سابق لجهاز المخابرات في البلاد.
وتم توجيه المدفوعات إلى الشركات الصربية عبر قبرص في شكل ذهب قدمه تجار المعادن الثمينة في أوغندا.
كما جاءت الأموال المخصصة للذهب في نهاية المطاف من المنظمات الخيرية التي تتخذ من قطر مقراً لها والتي تخضع لسيطرة كبار الشخصيات في البلاد.
واستخدمت تلك المؤسسات الخيرية البنوك الرائدة في البلاد لإجراء المعاملات.
وبحسب التقرير مازالت قطر تدعم حزب الله
يذكر أن المخابرات الألمانية كانت أكدت سابقا وجود معلومات عن شبكة قطر العابرة للقارات الثلاث وخارجها.
وفرضت ألمانيا حظرا على حزب الله في وقت سابق من هذا العام، ونفذت سلسلة من المداهمات على نشطاء الحزب المشتبه بهم في جميع أنحاء البلاد
وفي إطار كشف النمسا عن جرائم الدوحة طالب عدد من الكتاب والمثقفين في النمسا حكومتهم باتخاذ إجراءات حازمة ضد نشاطات الجمعيات والمنظمات التابعة لجماعة الإخوان في البلاد، وإثر ذلك أعلنت «سوزان راب»، وزيرة الاندماج النمساوية، تأسيس مركز لتوثيق الإسلام السياسي، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف، وخصصت ميزانية أولية له بقيمة نصف مليون يورو، ويتولى المركز مراقبة تحركات عناصر الإخوان وغيرها.
من أبرز الكتاب الذين تبنوا مطالب ملاحقة الإخوان هو الكاتب الصحفي «ماورر»، إذ طالب الحكومة بفرض عقوبات ضد الجماعة، ونشر تحقيقًا صحفيًّا تحدث فيه عن دعم قطر للتنظيم؛ بهدف زعزعة استقرار بلاده، وبعض الدول الأوروبية.
وفي مقال نشرته وكالة الأنباء النمساوية الحكومية قال «ماورر»: تأخرت الحكومة في إنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي، لكن صحفًا وكتبًا استطاعت رسم صورة كاملة لمدى خطورة دعم قطر لشبكة الإخوان في أوروبا والنمسا، مضيفًا: «الخبراء يرون الإخوان وشبكة منظماتها أخطر على الأنظمة الأمنية والسياسية والاجتماعية في أوروبا، من تنظيمات مثل «داعش» الإرهابي».
وأوضح أن الإخوان يعملون سرًّا، ويظهرون التزامًا بالقانون، وينفون في العلن أهدافهم الحقيقية، لكنهم يعملون في الواقع على تقويض النظام الديمقراطي على المدى الطويل، مضيفًا أن يوسف القرضاوي، منظر جماعة الإخوان، يرتبط بمنظمة رابطة الثقافة في النمسا، وبات يحظى بأتباع في البلاد، بسبب نشاط منظمات الإخوان وقياداتها.
وطالب «ماورر» الحكومة باتخاذ إجراءات قوية ضد جمعيات وقيادات الإخوان في النمسا؛ لمواجهة خطر الجماعة المتزايد.و
تعمل الدوحة على دعم الإخوان وتمويل مؤسساتها الفرعية في النمسا وأوروبا بالمال؛ بهدف زعزعة الاستقرار، بحسب تحقيق صحفي أجرته صحيفة «فولكس بلات» النمساوية.
ووصفت الصحيفة التمويل القطري للإخوان، بأنه تهديد كبير للديمقراطيات الغربية، مضيفة أن الأموال القطرية تتساقط في الغالب على المنظمات في محيط جماعة الإخوان، التي انبثق منها العديد من التنظيمات الإرهابية في العالم.
ونقلت الصحيفة عن الباحث «لورينزو فيدينو»، المتخصص في شؤون الإخوان، قوله: «وجد الإخوان بيئة ودية في النمسا منذ البداية، إذ استغلوا مناخ الحرية والأنظمة البنكية المتطورة في توسيع أنشطة الجماعة في أوروبا»، ووفق الصحيفة، فإن رابطة الثقافة المرتبطة بالإخوان على علاقة وثيقة بمنظمة قطر الخيرية.
وبصفة عامة، يملك الإخوان وجودًا كبيرًا في النمسا؛ خاصة في فيينا وجراتس، ويتمثل ذراعها الأساسية في الجمعية الثقافية، ومجموعة من المساجد والمراكز الثقافية مثل النور في جراتس، والهداية في فيينا.
التغلغل
وقد نشر مدير برنامج دراسات التطرف في جامعة جورج واشنطن، المؤلف والخبير الأمريكي «لورينزو فيدينو»، دراسة تحدث فيها عن تغلغل الإخوان في المجتمع النمساوي، وتأسيسها شبكات مؤسساتية مؤثرة، تدير العمليات المالية والفكرية الإخوانية في دول أوروبا، بغرض دعم نشاطات الجماعة في الشرق الأوسط.
وبحسب الدراسة تأسست شبكات الإخوان في النمسا في الستينيات من القرن الماضي، على يد عدد من أعضاء التنظيم المصريين المهاجرين.
وتقول الدراسة، إن الإخوان اعتمدوا في البداية على بناء المساجد من أجل الحصول على التبرعات المالية، قبل أن يمتد هذا العمل إلى بقية دول أوروبا، بإشراف أعضاء الإخوان النشطين المعروفين، ومن أبرزهم أحمد محمود الإبياري، الذي انتقل من النمسا إلى لندن، ليدير عددًا من شركات الإخوان البريطانية المسجلة رسميًّا، من بينهما «نيل فالي» و«ميديا سيرفس»، ثم أسس الإخوان منظمات ومؤسسات متنوعة تابعة في النمسا، اتخذت أشكالًا عدة، بعضها تجارية وبعضها خيرية، تعمل على جمع الأموال لصالح الإخوان في الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى النشاطات المالية، تولى الإخوان دور المعلمين والمرشدين الدينيين للمسلمين والمهاجرين إلى النمسا.
و
بحسب الدراسة تتخذ المنظمات المرتبطة بالإخوان في النمسا ثلاثة أشكال، أولها: أعضاء الجماعة، وهم من أسسوا وجودًا لهم في البلاد، وظلوا جزءًا من البناء الهيكلي التنظيمي، والثاني، سلالات الإخوان: وهي المنظمات التي أسسها أفراد تربطهم علاقات شخصية قوية بتنظيم الإخوان، لكنهم يعملون ظاهريًّا بشكل مستقل، أما الثالث: المنظمات الواقعة تحت تأثير الإخوان، وهي منظمات أنشأها أفراد لديهم بعض العلاقات مع الإخوان، تتطابق فكريًّا مع هذا التنظيم، دون أن يكون لهم روابط تنظيمية واضحة.
وفي نهاية الدراسة، حذر الكاتب من النشاط الإخواني المتزايد في النمسا التي أصبحت وجهة مفضلة لنشطاء الإخوان من جميع دول العالم؛ لأسباب عدة، من أبرزها الموقع الاستراتيجي وسط أوروبا، والتغاضي الحكومي غير المفسر. وعن دعم قطر لها