جماعة التسريبات الإخوانية
الإثنين 05/أكتوبر/2020 - 12:14 م
طباعة
لا يكاد يمر يوم منذ أن قام الشعب المصري باسقاط الجماعة في 30 يونيو 2013، الا طالعنا تسريب جديد من جماعة الإخوان تتنوع بين الجنسي والسياسي، وفي الأسبوعين الماضيين فقط طالعتنا المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية بعدد لا حصر له من التسريبات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما نشر بالأمس 4 أكتوبر 2020، على صفحات اليوم السابع "الباز يكشف عن تسريبات وصراعات فى معسكر الإخوان بالخارج" خلال برنامجه "آخر النهار" المُذاع على قناة "النهار"، وفي نفس اليوم كشف الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه "الحكاية" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر" تسريبات صوتية لفتاة تدعى ريم، اعترفت بأنها كانت على علاقة بالإخواني عبدالله الشريف، والذي أوضحت أنه دعاها لإقامة علاقة وغرر بها، ويوم الخميس 24 سبتمبر 2020، تم تسريب مكالمة جديدة للجماعة الإرهابية، وتداولها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بين الهارب أيمن نور وقيادى من جماعة الإخوان الإرهابية، وكان محور الحديث يدور بينهم عن فشل الجماعة الإرهابية في تحقيق هدفهما في حشد المواطنين للمظاهرات، ويعرب في المكالمة القيادى الإخوانى عن فشل التنظيم قائلًا: "للأسف كلنا حاسين نفس الإحساس ده يا دكتور والله، بس إحنا بقالنا فترة بنحاول وبنجهز وبنعد الدعم وعمالين نتواصل مع محمد علي والناس بتوعنا ولازم نعمل ولازم نعوض الإخفاق اللى كان حصل عندنا فى سبتمبر، علشان نعمل حاجة كويسة فى يناير ونحفز الناس بس مش عارف إيه اللى حصل"، ونشرت اليوم السابع السبت 26 سبتمبر 2020، تسريب صوتى لخيرت الشاطر يكشف محاولة الإخوان ابتلاع الدولة المصرية، ويوم 28 سبتمبر 2020، كشفت اليوم السابع أيضا عن تسريبات صوتية تبين اختلاس قيادات الإخوان المسلمين أموال التبرعات الموجهة للجماعة، وتورط كوادر من التنظيم في ممارسات منافية للآداب، واتهام أيمن نور متهم بسرقة مليون و500 ألف دولار من أموال قناة «الشرق» التابعة لهم.
كل هذه التسريبات وغيرها الكثير والتي تذاع من وقت لآخر ربما تكشف جزء قليل من أخلاقيات وسلوكيات الجماعة وأفرادها في الوقت الراهن واعتقد اننا حتى الان لم نتعامل معها باحترافية فهذه التسريبات تعطينا خيوط فقط من الممكن ان نسير خلفها ونفك رموزها حتى يتضح المشهد وهذا لم يحدث حتى الان من الجهات المختصة بملف الاخوان سواء المؤسسة الأمنية او الباحثين، اما عن دلالات هذه التسريبات فبداية توضح ان معظم الوجوه الاعلامية للجماعة ليسوا على درجة واحدة من الانتماء التنظيمي للجماعة وان هناك مصالح متضاربة داخل الجماعة وهيكلها الاعلامي والتنظيمي ما يمكن ان يؤدي في وقت قريب بسقوط هذه الرموز سواء على المستوى الجماهيري او على المستوى الأمني لو المؤسسة الأمنية استفادت من مثل هذه التسريبات.
وعلى مستوى آخر فان التسريبات التي تخرج من داخل الجماعة او من اشخاص مرتبطين بها انما توضح جزء من الحقيقة التي اكتشفها الشعب المصري هي ان الجماعة جماعة مصلحة وليست جماعة ضغط ففي ظل حكم مبارك تم توسيع أنشطتهم المالية والاجتماعية والسياسية ايضا دون الاقتراب من النظام وكان أكبر تسريب حينها خطة التمكين في اوائل التسعينات ولم يلتفت له النظام ولم يتعامل معه بالمستوى المطلوب ونتيجة القصور في التعامل استطاعت الجماعة خوض الانتخابات والحصول على اكبر عدد من مقاعد البرلمان في العقد الأول من القرن الحالي نقول هذا للانتباه لاهمية هذه التسريبات واهمية تعامل المؤسسة الامنية معها، اما بخصوص نوعية التسريبات والتي يكون بعضها اخلاقي فالجماعة بشكل عام تتكون من افراد ليسوا ملائكة ولهم اخطائهم وسقطاتهم الاخلاقية التي لا اعول عليها كثيرا ولا يعول عليها المواطن "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" بينما اركز على التسريبات السياسية والتنظيمية لانها تكشف لنا امور في استراتيجيات الجماعة وإمكانياتها وقدراتها والداعمين لها.